ترامب يخفّض سقف توقعاته بشأن موافقة بوتين على إنهاء الحرب

19 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 21 أغسطس 2025 - 19:30 (توقيت القدس)
قادة أوروبيون وزيلينسكي خلال اجتماع مع ترامب في واشنطن، 18 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعرب ترامب عن أمله في إنهاء بوتين للحرب على أوكرانيا، ملقياً اللوم على أوباما في تسليم القرم لروسيا، وأكد أن أوروبا ستتحمل العبء الأمني الأكبر.
- أبدت روسيا حذرها تجاه مساعي ترامب لترتيب لقاء بين بوتين وزيلينسكي، بينما أبدت سويسرا استعدادها لاستضافة محادثات سلام، واقترح ماكرون جنيف كمكان محتمل.
- تدرس بريطانيا فرض عقوبات إضافية على روسيا، وأعلنت أوكرانيا استلام جثامين ألف جندي، ومن المتوقع اجتماع قادة الناتو لبحث الوضع في أوكرانيا.

عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، عن أمله في أن يمضي نظيره الروسي فلاديمير بوتين قدماً باتجاه إنهاء الحرب على أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن بوتين ربما لا يريد إبرامَ اتفاق. وقال ترامب في مقابلة مع فوكس نيوز: "لا أعتقد أن ذلك سيخلق مشكلة. لأكون صريحاً معكم، أعتقد أن بوتين سئم من ذلك، أعتقد أنهم جميعاً سئموا من ذلك، لكن لا أحد يعلم ما قد يحدث"، وأضاف: "سنعرف ما الذي يريده الرئيس بوتين خلال الأسبوعَين المقبلَين... من المحتمل أنه لا يريد إبرام اتفاق".

وألقى ترامب اللوم مجدداً على الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما زاعماً أنه هو من "سلم" شبه جزيرة القرم الأوكرانية لروسيا، وقال "أحاول فقط منع سقوط الضحايا، فهم يخسرون من بين 5 آلاف و7 آلاف شخص أسبوعياً في تلك الحرب السخيفة التي ما كان ينبغي أن تحدث أبداً"، متعهداً بأنّ الولايات المتحدة لن ترسل أي قوات أميركية للدفاع عن حدود أوكرانيا حتى بعد انتهاء ولايته. وأوضح أن أوروبا هي التي ستتحمل العبء الأمني الأكبر حال الوصول لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا.

وأكد أنه لن يُقبل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفاً أن بعض الدول الأوروبية وافقت على توفير حماية "تضاهي حماية حلف الناتو بما يتضمنه ذلك من ضمانات أمنية لعدم تكرار الهجوم على أوكرانيا".

وردت روسيا بحذر على مساعي ترامب من أجل ترتيب لقاء سريع بين بوتين، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على شاشة التلفزيون الرسمي اليوم الثلاثاء، إنّ موسكو منفتحة مبدئياً على أي صورة من صور المحادثات، مضيفاً: "لكن يجب على جميع جهات الاتصال، بما يشمل رئيسَي الدولتَين، أن تكون مستعدة بأقصى قدر من العناية".

يذكر أن روسيا سبق واستخدمت هذا المنطق لرفض دعوات زيلينسكي لعقد اجتماع سريع مع بوتين. وبحسب موسكو، يجب على الوفود ذات المستوى الأدنى التفاوض أولاً على اتفاق؛ وعندها فقط يمكن لرئيسَي الدولتَين التوقيع بصورة رسمية على الاتفاق الذي جرى التفاوض عليه من قَبل. ولم تحرز المفاوضات الثنائية بين كييف وموسكو تقدماً كبيراً منذ مايو/ أيار الماضي، باستثناء ترتيب عدة عمليات كبيرة لتبادل الأسرى.

في الأثناء، قال وزير الخارجية السويسري إينياتسيو كاسيس، اليوم الثلاثاء، إنّ بلاده ستكون مستعدة لاستضافة الرئيس الروسي في أي محادثات سلام بشأن أوكرانيا، على الرغم من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه. وسويسرا المحايدة من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لكن كاسيس قال لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية إنّ البلاد قد تستقبل بوتين إذا زارها لأغراض السلام فقط، وأضاف كاسيس: "لهذا علاقة بدورنا الدبلوماسي مع جنيف الدولية باعتبارها المقرّ (الأوروبي) للأمم المتحدة".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اقترح أن تكون جنيف مكاناً محتملاً لمحادثات السلام الأوكرانية بين بوتين ونظيره الأوكراني بعد اجتماع بين ترامب وزيلينسكي وزعماء أوروبيين في واشنطن. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرتها في 2023، أي بعد أكثر من عام بقليل من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، متهمة بوتين بارتكاب جريمة حرب بنقل مئات الأطفال من أوكرانيا.

اجتماع لحلف الأطلسي

من ناحية أخرى، قال مسؤول أميركي وآخر في حلف شمال الأطلسي، لرويترز اليوم، إنّه من المتوقع أن يجتمع قادة عسكريون في الحلف غداً الأربعاء لبحث الوضع في أوكرانيا، وأضاف المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين من المتوقع أن ينضم للاجتماع عبر الإنترنت، لكنّ الخطط قد تتغيّر.

وعقد رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، ما وصفه المصدر بالحلف بأنّه اجتماعٌ دوري على مستوى قادة الدفاع. وقال مسؤول آخر في الحلف إنّ القائد العسكري الكبير في حلف شمال الأطلسي أليكسوس غرينكويتش سيطلع قادة الدفاع على نتائج اجتماع ألاسكا الذي جرى بين ترامب وبوتين الأسبوع الماضي.

بريطانيا تدرس فرض عقوبات إضافية

من جهتها، قالت الحكومة البريطانية اليوم إنّ زعماء أوروبيين يدرسون فرض عقوبات إضافية لزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار حملة أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب على أوكرانيا. وذكرت الحكومة أن ما يسمى بتحالف الراغبين، الذي اجتمع عبر الإنترنت اليوم، اتفق على أن يجتمع مسؤولو فرق التخطيط التابعة له مع نظرائهم الأميركيين في الأيام المقبلة للمضي قدماً في خطط الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنهم سيبحثون أيضاً خططاً "للاستعداد لنشر قوة طمأنة حال انتهاء الأعمال القتالية"، وأضاف "ناقش الزعماء أيضاً سبل ممارسة المزيد من الضغط، بما في ذلك من خلال العقوبات، على بوتين حتّى يظهر استعداده لاتخاذ إجراءات جادة لإنهاء غزوه غير الشرعي".

في سياق متّصل، أعلنت السلطات الأوكرانية، اليوم، أن روسيا أعادت جثامين ألف جندي أوكراني بموجب اتفاقيات سابقة بين البلدَين. وأوضحت الوكالة الحكومية المكلفة بتنسيق هذه العمليات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن من بين الجثامين المستلمة رفات خمسة عسكريين أوكرانيين توفوا خلال وجودهم في الأسر، وأضافت الوكالة أن السلطات ستجري فحوصات لتحديد هوية الجثامين التي أعيدت من مناطق في شرق أوكرانيا ومن مقاطعة كورسك الروسية.

المساهمون