استمع إلى الملخص
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعه، أمس الاثنين، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وشركاء أوروبيين آخرين بأنه "جيد جداً"، لافتاً إلى أنه بدأ ترتيبات لعقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي بعد مكالمة لاحقة أجراها مع بوتين. وأضاف ترامب أنه جرت خلال الاجتماع مناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا، والتي ستقدمها الدول الأوروبية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب "في ختام الاجتماعات، اتصلت بالرئيس بوتين، وبدأت الترتيبات لعقد اجتماع، في مكان يتم تحديده لاحقا، بين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي". وأضاف أن نائبه جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيجرون الترتيبات بين البلدين. وحضر اجتماع الاثنين في البيت الأبيض قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي الذين سافروا إلى واشنطن لإظهار تضامنهم مع أوكرانيا والحث على منحها ضمانات أمنية قوية في أي تسوية بعد الحرب.
من جهته، أعلن الكرملين أنّ بوتين أبلغ ترامب هاتفيا بأنه منفتح على "فكرة" نقل المحادثات المباشرة مع أوكرانيا "إلى مستوى أعلى"، بحسب ما أفادت وكالة تاس للأنباء. ونقلت تاس عن يوري أوشاكوف، المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي، قوله إنّه "خلال المحادثة الهاتفية، أعرب فلاديمير بوتين ودونالد ترامب عن دعمهما لمواصلة المفاوضات المباشرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا. وفي هذا الصدد، نوقشت على وجه الخصوص فكرة ضرورة دراسة إمكانية رفع مستوى ممثّلي الجانبين الأوكراني والروسي".
وفيما أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز أنّ بوتين وافق خلال الاتصال الهاتفي مع ترامب على لقاء زيلينسكي في "غضون الأسبوعين المقبلين"، أكّد الأخير أنّه "مستعدّ" لعقد لقاء ثنائي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقال عقب إجرائه محادثات مع ترامب ومسؤولين أوروبيين: "نحن مستعدّون للقاء ثنائي مع بوتين، وبعد ذلك نتوقع لقاء ثلاثيا بمشاركة دونالد ترامب"، مشدّدا على أنّ إمكانية تنازل بلاده عن أراض تطالب بها روسيا "هي مسألة سنتركها بيني وبين بوتين".
وقال زيلينسكي إنّ حلفاء بلاده الغربيين سيقدّمون لها "خلال عشرة أيام" قائمة ضمانات أمنية تقيها أيّ هجوم روسي جديد في حال توصّلها إلى اتّفاق سلام مع روسيا، وأوضح للصحافيين أنّ "الضمانات الأمنية سيقرّرها على الأرجح شركاؤنا، وسيكون هناك المزيد والمزيد من التفاصيل لأنّه سيتمّ تدوين كلّ شيء على الورق وإضفاء الطابع الرسمي عليه (...) وذلك في غضون ما بين أسبوع وعشرة أيام".
وحذّر الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب من أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ليس أهلا للثقة"، وقال لصحافيين فنلنديين إنّه "نادرا ما يكون بوتين أهلا للثقة. لذلك، يبقى أن نرى ما إذا كان يملك الشجاعة للحضور إلى مثل هكذا نوع من الاجتماعات. هل لديه الشجاعة للمشاركة في اجتماع ثلاثي (مع زيلينسكي وترامب)، أم أنه يحاول مرة أخرى كسب الوقت؟".
بالمقابل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تشديد العقوبات" على روسيا في حال فشلت مفاوضات السلام المرتقبة بينها وبين أوكرانيا. وقال ماكرون للصحافيين إنّه "إذا تمّ رفض هذه العملية، فنحن أيضا جميعا متّفقون على أنّه سيتعيّن تشديد العقوبات، وفي أيّ حال، اتّخاذ موقف يفرض المزيد من الضغط على الجانب الروسي".
كما أكّد أنّ إمكانية تنازل كييف عن أراض لموسكو هي مسألة لم يتم بحثها في الاجتماع بالبيت الأبيض، وقال للصحافيين "لم نتحدث عن هذا الموضوع على الإطلاق (...) وهذا لسببين: أولا، إنّ الأولوية هي للضمانات الأمنية، وثانيا، قلنا إن هذا ما يجب أن يناقَش على المستويين الثنائي والثلاثي"، أي في القمة المرتقبة بين الرئيسين الأوكراني والروسي أولا، ومن ثم في قمة ثلاثية ستجمعهما مع الرئيس الأميركي.
وكان ترامب قد قطع اجتماعا في البيت الأبيض مع قادة أوروبيين لإجراء اتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين
وعقب المحادثات مع زعماء أوروبيين، قال ترامب إن أوروبا يمكن أن تقدم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ضمانات أمنية لأوكرانيا ضمن اتفاق سلام مع روسيا. وكتب ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال: "ناقشنا خلال الاجتماع ضمانات أمنية لأوكرانيا، ستقدمها مختلف الدول الأوروبية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة".
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، أمس الاثنين، أن أوكرانيا ستتعهد بشراء أسلحة أميركية بقيمة 100 مليار دولار، بتمويل أوروبي، في إطار اتفاق للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة لأمنها، بعد التوصل إلى تسوية سلمية مع روسيا. وأضافت الصحيفة أنه بموجب هذه المقترحات، ستبرم كييف وواشنطن أيضا صفقة بقيمة 50 مليار دولار لإنتاج طائرات مسيرة مع شركات أوكرانية.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)
