ترامب يتصل ببوتين وزيلينسكي لـ"إنهاء الحرب في أوكرانيا"

12 فبراير 2025
خلال لقاء بوتين وترامب على هامش قمة العشرين في اليابان، 28 يونيو 2019 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اتفق ترامب وبوتين على بدء مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي، مع التواصل مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي لتحقيق السلام.
- تناولت محادثة بوتين وترامب قضايا الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية وتبادل السجناء، مع دعوة بوتين لترامب لزيارة موسكو وترتيب اجتماع مباشر.
- زار وزير الخزانة الأميركي كييف، مؤكدًا على أهمية مشاركة الأوروبيين في قرارات أوكرانيا، مع تشديد وزراء خارجية إسبانيا وألمانيا وفرنسا على الوحدة الأوروبية ضد العدوان الروسي.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء بشأن بدء مفاوضات على الفور لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال): "اتفقنا أيضاً على أن تبدأ فرقنا المعنية المفاوضات على الفور، وسنبدأ بالاتصال بالرئيس الأوكراني (فولوديمير) زيلينسكي لإبلاغه بالمحادثة، وهو ما سأفعله الآن"، وبالفعل؛ أعلنت الرئاسة الأوكرانية بعد ذلك إجراء مباحثات بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وترامب عبر الهاتف.

وتابع الرئيس الأميركي: "ناقشنا مسألة أوكرانيا والشرق الأوسط والطاقة والذكاء الاصطناعي وقوة الدولار، والعديد من الموضوعات الأخرى". وأضاف: "فكر كلانا في التاريخ العظيم لدولنا، وحقيقة أننا قاتلنا بنجاح كبير معاً في الحرب العالمية الثانية، وتذكرنا أن روسيا فقدت عشرات الملايين من الناس، وبالمثل، فقدنا الكثير! تحدث كل منا عن نقاط القوة في دولنا، والفائدة الكبيرة التي سنحصل عليها يوماً ما في العمل معاً". وتابع: "لكن أولاً، كما اتفقنا كلانا، نريد وقف الوفيات التي وقعت في الحرب مع روسيا وأوكرانيا". وأضاف: "اتفقنا على العمل معاً من كثب، بما في ذلك زيارة بعضنا لدول البعض. لقد اتفقنا أيضاً على أن تبدأ فرقنا المفاوضات على الفور، وسنبدأ بالاتصال بالرئيس زيلينسكي لإبلاغه بالمحادثة".

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدثا عبر الهاتف لمدة ساعة ونصف تقريباً اليوم الأربعاء، واتفقا على عقد لقاء، وذلك في أول اتصال مباشر معلن لبوتين مع رئيس أميركي منذ فبراير/ شباط 2022. ونقلت وكالة تاس للأنباء الروسية الرسمية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله إن بوتين وترامب بحثا موضوع الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية وأوكرانيا وتبادل السجناء بين واشنطن وموسكو.

وقال بيسكوف: "دعا الرئيس الروسي نظيره الأميركي إلى زيارة موسكو، وعبّر عن استعداده لاستقبال مسؤولين أميركيين في روسيا في المجالات التي تهم الجانبين، ومنها بالطبع موضوع التسوية الأوكرانية". وأضاف: "اتفق بوتين وترامب أيضاً على مواصلة الاتصالات الشخصية، بما يشمل ترتيب اجتماع مباشر".

إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء إنه تحدث هاتفياً إلى ترامب وناقشا "فرص تحقيق السلام" وإعداد وثيقة تحكم التعاون الأمني ​​والاقتصادي بين البلدين. وكتب زيلينسكي على موقع إكس: "أجريت محادثة هادفة مع الرئيس الأميركي. تحدثنا عن فرص تحقيق السلام، وناقشنا استعدادنا للعمل معاً... والقدرات التكنولوجية لأوكرانيا، بما في ذلك الطائرات المسيرة والصناعات المتقدمة الأخرى". وقال مكتب الرئيس الأوكراني إن المكالمة استمرت نحو ساعة. وقال زيلينسكي إن ترامب أطلعه على تفاصيل المحادثة التي أجراها مع بوتين. وكتب: "اتفقنا على استمرار الاتصال والتخطيط لاجتماعات مقبلة".

إلى ذلك، قال ترامب خلال دردشة مع صحافيين في البيت الأبيض عقب مكالمته مع بوتين، إنه لا يعتقد أن حصول أوكرانيا على عضوية حلف شمال الأطلسي شيء عملي، مضيفاً أن من غير المرجح أن تستعيد كييف كل أراضيها. وقال ترامب إنه وبوتين يتوقعان الاجتماع مستقبلاً، وربما في السعودية. ووصف مكالمته مع بوتين بأنها محادثة جيدة، وقال إنها استمرت أكثر من ساعة.

يأتي ذلك فيما أجرى وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت، الأربعاء، محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لكييف، وفق ما أفاد مصدر في الرئاسة الأوكرانية وكالة فرانس برس. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن هذه الزيارة في وقت سابق، رافضا الإدلاء بتفاصيل عنها. وتأتي قبل لقاء مرتقب بين زيلينسكي ونائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في ألمانيا الجمعة.

وزيارة بيسينت لكييف هي الأولى التي يقوم بها مسؤول أميركي في الإدارة الجديدة. وأكد ترامب هذا الأسبوع أنه سيرسل الى أوكرانيا أيضا موفده الخاص كيث كيلوغ المكلف إعداد اقتراح يهدف الى إنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا. ومن المقرر أن يصل كيلوغ الى كييف في 20 الجاري، بحسب مصدر في الرئاسة الأوكرانية.

في غضون ذلك، أكد وزراء خارجية إسبانيا وألمانيا وفرنسا، في باريس، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، أن أي قرار في شأن أوكرانيا لا يمكن اتخاذه بمعزل عن كييف ومن دون مشاركة الأوروبيين. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل-بارو: "لن يكون هناك سلام عادل ومستدام في أوكرانيا من دون مشاركة الأوروبيين"، فيما أكدت نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك ونظيره الإسباني خوسيه مانويل الباريس بوينو أن أي قرار حول أوكرانيا لا يمكن اتخاذه "من دون أوكرانيا".

وقال ألباريس بوينو: "نحن نتحدث عن بلد سيّد ذي حكومة منتخبة ديمقراطياً. كذلك، لا يمكن اتّخاذ أي قرار يؤثر في الأمن الأوروبي - والعدوان الروسي على أوكرانيا يهدد الأمن الأوروبي مباشرةً - دون أوروبا". بعده بدقائق قليلة كرّرت بيربوك موقفها بشأن عدم جواز "اتّخاذ أي قرار بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا"، وشدّدت على أن أوروبا يجب أن "تبقى موحدة".

وأصر الوزير البولندي رادوسلاف سيكورسكي على الحاجة إلى تعزيز الدعم لأوكرانيا، داعياً إلى "تعاون وثيق عبر الأطلسي". وكان الوزراء يتحدثون قبل اجتماع في باريس حول الدفاع الأوروبي وأوكرانيا، جمع بين فرنسا وألمانيا وبولندا وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وأوكرانيا.

تزامن الاجتماع مع محادثة الرئيسين، الأميركي والروسي اللذين اتفقا على إطلاق مفاوضات "فورية" لإنهاء النزاع في أوكرانيا. وقال نويل-بارو إن "التخلي عن أوكرانيا، وإجبار أوكرانيا على الاستسلام، سيكون بمثابة تكريس نهائي لقانون الأقوى ودعوة موجّهة إلى جميع الطغاة على هذا الكوكب لغزو جيرانهم والإفلات من العقاب". وقال وزير الخارجية الإسباني إن العالم ليس "غابة"، وتابع: "لدينا نظام عالمي يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة فاعل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لمصلحة الجميع".

المساهمون