استمع إلى الملخص
- أكدت الصين أن التعاون الاقتصادي مفيد للطرفين، وأن الخلافات يمكن حلها بالحوار، بينما توقعت وسائل إعلام صينية أن تسيطر الإيديولوجيا على تعامل إدارة ترامب مع بكين.
- رغم عدم تحقيق اختراقات في عهد بايدن، أشادت وسائل إعلام صينية باستقرار العلاقات، مع التركيز على التعاون في مكافحة المخدرات وتغير المناخ.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه قد يتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين بعد إجراء محادثات ودية مع نظيره الصيني شي جين بينغ. ووصف المكالمة، في أول مقابلة تلفزيونية له منذ تنصيبه، مع قناة فوكس نيوز، بُثت أمس الخميس: "لقد سارت الأمور على ما يرام، كانت محادثة جيدة وودية". وأضاف حين سُئل عما إذا كان بإمكانه التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن ممارسات التجارة العادلة: "أستطيع أن أفعل ذلك، لدينا قوة واحدة كبيرة جداً على الصين، وهي الرسوم الجمركية، وهم لا يريدونها، وأفضل ألا أضطر إلى استخدامها، لكنها قوة هائلة على الصين".
وتشهد العلاقات بين بكين وواشنطن مجموعة من الخلافات الدبلوماسية والاقتصادية، بما في ذلك التنافس التكنولوجي والعسكري، والنزاعات التجارية، ومخاوف واشنطن بشأن ملكية التطبيق الشهير الخاص بمقاطع الفيديو القصيرة تيك توك الذي تملكه شركه بايت دانس الصينية. وكان شي وترامب قد ناقشا، الأسبوع الماضي، في أول مكالمة هاتفية بينهما منذ إعادة انتخاب الأخير، العديد من الملفات والقضايا العالقة بين الجانبين، من بينها مسألة تايوان والنزاعات التجارية والصراع في بحر الصين الجنوبي.
وسبق أن هدد ترامب خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، لكنه لم ينفذ تهديداته حتى الآن، على الأقل خلال اليوم الأول الذي شهد التوقيع على العديد من الأوامر التنفيذية، من بينها الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، ومنظمة الصحة العالمية.
في المقابل، وفي أول تعليق من بكين على تصريحات ترامب، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في إفادة صحافية، اليوم الجمعة، إن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين، وأضافت أنّ الخلافات التجارية بين البلدين يمكن حلها من خلال الحوار، مشيرة إلى أن الفائض التجاري مع الولايات المتحدة لم يكن أبداً هدفاً متعمّداً.
في سياق متصل، توقعت وسائل إعلام صينية، اليوم الجمعة، أن تسيطر الإيديولوجيا على تعامل إدارة ترامب الجديدة مع بكين، مما يعزز المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على أساس عقائدي. وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست، إنه "ليس معروفاً عن ترامب أنه يتبنى مواقف إيديولوجية قوية، لكن فريقه قد يستخدم الإيديولوجيا أداةً في استراتيجية التعامل مع الدولة الشيوعية خلال السنوات المقبلة".
وأضافت الصحيفة الصينية أن "الحديث الأقل عن حقوق الإنسان مقارنة بإدارة (جو) بايدن، والتباعد المستمر بين الإيديولوجيات السياسية من شأنه أن يؤدي إلى خلق تنافر كبير"، مشيرة إلى أنّ "الجمهوريين لا يولون أهمية كبيرة لقيم حقوق الإنسان، لكن ذلك قد يدفعهم إلى التركيز على شرعية الحزب الشيوعي الحاكم في الداخل والخارج، على غرار أسلوب الحرب الباردة المعادي للشيوعية".
وتابعت "من العرق إلى الجنس إلى الدين، من المؤكد أن الإدارة الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب ستعكس الاتجاه الإيديولوجي بشأن مجموعة واسعة من القضايا التي حددها سلفه جو بايدن. ولكن هناك شيء واحد مشترك بين الرئيسين - تجاهل متزايد للإيديولوجية السياسية للصين، وبالتالي هذه الأولويات قد تؤدي إلى مصادر جديدة للاحتكاك بين بكين وواشنطن".
هذا وكانت تكهنات قد انتشرت قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض حول كيفية تعامله مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعدما هدد بفرض رسوم جمركية إضافية على بكين، الأمر الذي طرح تساؤلات كثيرة بشأن مسار العلاقات المستقبلية بين البلدين. وقالت وسائل إعلام صينية رسمية إنه لا ينبغي أن يكون مستقبل العلاقات الصينية الأميركية مجرد تكرار لنماذج الماضي للعلاقات بين القوى الكبرى، بل ينبغي لها أن تركز على استكشاف الطريق الصحيح للتعايش بين الدولتين.
وبالرغم من إخفاق الجانبين في تسجيل اختراقات ملموسة في العلاقات الصينية الأميركية في عهد بايدن، أشادت وسائل إعلام صينية باستقرار العلاقات وعدم خروجها عن نطاق السيطرة. وقالت إن الدولتين اتبعتا إرشادات دبلوماسية من المستوى القيادي، وركزتا على تنفيذ رؤية سان فرانسيسكو (الاجتماع بين شي وبايدن في سان فرانسيسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 واتفقا خلاله على ضرورة ضمان عدم تحول المنافسة بين الدولتين إلى صراع)، وعقدتا جولتين من الاتصالات الاستراتيجية وخمسة اجتماعات لمجموعة العمل المشتركة. كما تقدم الجانبان بالتعاون العملي في مجالات مثل مكافحة المخدرات وإنفاذ القانون وتغير المناخ.