ترامب يأمل تجنب توجيه ضربات لإيران وإبرام "اتفاق"

24 يناير 2025
ترامب خلال مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، 21 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعرب ترامب عن أمله في تجنب ضربات للمواقع النووية الإيرانية، مشيراً إلى رغبته في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران، مع إمكانية تكليف مبعوثه ستيف ويتكوف بملف الدبلوماسية.
- أكد ترامب رغبته في استئناف الاتصال بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، مشيداً بالعلاقة الجيدة بينهما، وأشار إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين بعد محادثة مع الرئيس شي جين بينغ.
- بخصوص الحرب الروسية الأوكرانية، صرح ترامب بأن زيلينسكي مستعد للتفاوض لإنهاء الحرب، ملقياً باللوم على بايدن ومحذراً روسيا من عقوبات صارمة.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس، إنه يأمل تجنب توجيه ضربات ضد المواقع النووية الإيرانية وفي التوصل إلى "اتفاق" مع طهران. ورداً على سؤال طرحته صحافية عما إذا كان سيدعم توجيه ضربات ضد هذه المواقع، أجاب ترامب بأنه سيناقش المسألة مع "أشخاص رفيعي المستوى جدا"، دون أن يحدد من هم أو متى.

وقال: "سيكون من الجيد حقاً أن نتمكن من حلّ هذه المشكلة دون الحاجة إلى اتخاذ هذه الخطوة الإضافية". كان ترامب يتحدث من البيت الأبيض بعد توقيعه عدداً من الأوامر التنفيذية. وأضاف "علينا أن نأمل أن تبرم إيران اتفاقاً، وإذا لم تفعل، فلا أعتقد أن هذه مشكلة أيضاً".

كان ترامب مهندس السياسة المعروفة باسم "الضغط الأقصى" تجاه إيران خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021). وعام 2018، انسحب ترامب من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي بعد ثلاث سنوات من توقيعه وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران. وأشار ترامب مراراً خلال حملته الانتخابية إلى أن إسرائيل قد تضرب منشآت نووية إيرانية. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، التقى إيلون ماسك، رجل الأعمال المقرب من ترامب، مسؤولاً إيرانياً كبيراً بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، في محاولة لتهدئة التوترات.

وأفاد موقع أكسيوس، أمس الخميس، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومصدرين آخرين على دراية بالقضية، بأنّ ترامب قد يكلف مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بمسؤولية ملف الدبلوماسية مع إيران. وبحسب "أكسيوس"، فإنّ نية ترامب تسليم ملف إيران إلى ويتكوف، أحد المقربين منه، والذي كلفه سابقاً بالضغط من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تشير إلى أنّ "الرئيس يريد محاولة التوصل إلى صفقة نووية جديدة مع إيران قبل النظر في خيارات أخرى، مثل الضربات العسكرية". 

وسُئل ترامب المكتب البيضاوي عما إذا كان سيختار ويتكوف لهذا الدور، وما إذا كان سيطلب منه التحدث مباشرة إلى الإيرانيين، ليردّ بالقول "لا"، قاصداً على ما يبدو السؤال الأخير حول المحادثات المباشرة، بينما أضاف أن ويتكوف "شخص سألجأ إليه بالتأكيد"، مشيداً بدوره في غزة. وذكرت مصادر "أكسيوس" أنّ الرئيس لم يتخذ قراراً رسمياً بعد، لكنه يتجه نحو اختيار ويتكوف لملف إيران.

ترامب يريد استئناف الاتصال بالزعيم الكوري الشمالي

في غضون ذلك، قال ترامب إنه يريد إعادة الاتصال بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ورداً على سؤال على قناة فوكس نيوز التلفزيونية المفضلة لدى المحافظين، أكد ترامب أن كيم "يحبه ويتوافق معه جيداً". وعندما سُئل عما إذا كان سيعاود الاتصال به، أجاب ترامب "نعم سأفعل"، مضيفاً "كيم جونغ أون رجل ذكي".

وخلال ولايته الأولى، التقى ترامب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية. ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.

بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترامب في سنغافورة في يونيو/ حزيران 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والزعيم الكوري الشمالي وقعا "في الحب". وكشف كتاب صدر في العام 2020 أن كيم استخدم الإطراء والنثر المنمق وتوجه إلى ترامب مستخدماً تعبير "سُموّك" في الرسائل التي تبادلها معه. لكنّ قمتهما الثانية في العام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل.

الأسبوع الماضي، كان الجمهوري ماركو روبيو، الذي لم يكُن مجلس الشيوخ قد وافق على تعيينه بعد وزيراً للخارجية في إدارة ترامب، قد وصف كيم جونغ أون بأنه "ديكتاتور"، وقال إن واشنطن ستبذل قصارى جهدها لتجنب حدوث أزمة مع هذا البلد. وأضاف روبيو "لديكم ديكتاتور يبلغ من العمر نحو 40 عاماً وعليه أن يجد طريقة للاحتفاظ بالسلطة لبقية حياته".

وتابع أنّ كيم "يرى في الأسلحة النووية وثيقة تأمين للبقاء في السلطة، وهي مهمّة جدا بالنسبة إليه، إلى درجة أنّ أيّ قدر من العقوبات لم يمنعه من تطوير هذه القدرة النووية". واستطرد قائلاً: "ما الذي يمكننا فعله لمنع وقوع أزمة دون تشجيع دول أخرى على محاولة تطوير برامجها الخاصة للأسلحة النووية؟ هذا هو الحلّ الذي نريد تحقيقه".

وبشأن محادثته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، قال ترامب إن محادثته الأخيرة مع نظيره الصيني كانت ودية، وأضاف أنه يعتقد أنه يمكن أن يتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين. وأضاف في المقابلة مع فوكس نيوز "سارت الأمور على ما يرام. كانت محادثة جيدة وودية"، وعندما سُئل عما إذا كان بإمكانه التوصل إلى اتفاق مع الصين بشأن ممارسات التجارة العادلة، أجاب: "أستطيع أن أفعل ذلك".

ترامب: زيلينسكي مستعد للتفاوض لإنهاء الحرب في أوكرانيا

وبشأن الحرب الروسية الأوكرانية، قال ترامب إن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مستعد للتفاوض على صفقة لإنهاء الحرب. وأوضح ترامب في تصريح من البيت الأبيض الخميس، أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن، وأنه قد يجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قريباً.

وذكر ترامب أن الحرب الروسية الأوكرانية كانت "حرباً سخيفة"، وأردف بالقول إنه "من الجيد أن تنتهي". وأضاف: "الرئيس الأوكراني زيلينسكي مستعد للتفاوض على صفقة من شأنها أن توقف الحرب. لقد خسرت أوكرانيا وروسيا الكثير من الجنود".

وفي مقابلة مع "فوكس نيوز" ألقى ترامب باللوم على سلفه جو بايدن في السماح ببدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قائلاً: "بايدن قام بعمل فظيع بالسماح لاندلاع هذه الحرب". كما ألقى باللوم على بوتين بمهاجمة أوكرانيا، قائلا: "ما كان يجب أن يفعل ذلك أبدا، خسر الروس 850 ألف جندي وخسر الأوكرانيون 700 ألف جندي". وحذر الرئيس الأميركي روسيا بأنه سيفرض عقوبات ورسوم جمركية صارمة عليها في حال لم تأت إلى طاولة المفاوضات.

(فرانس برس، الأناضول، رويترز، العربي الجديد)