ترامب يأمر بسحب معظم القوات الأميركية من الصومال

ترامب يأمر بسحب معظم القوات الأميركية من الصومال

05 ديسمبر 2020
ترامب ماضٍ في تنفيذ خططه بالانسحاب (ساندي هوفاكر/فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤولون أميركيون، وفق "رويترز" يوم الجمعة، إن الرئيس دونالد ترامب أمر بسحب كل القوات الأميركية تقريباً من الصومال بحلول 15 يناير/ كانون الثاني، في إطار عملية انسحاب عالمية للقوات قبل مغادرة ترامب للبيت الأبيض الشهر المقبل.
وستشهد العملية تقليص عدد القوات الأميركية في أفغانستان والعراق أيضاً. وهناك نحو 700 جندي أميركي في الصومال تتركز مهمتهم على مساعدة القوات المحلية على مواجهة حركة "الشباب" المتشددة المرتبطة بتنظيم "القاعدة".
ولا تحظى تلك المهمة بالكثير من الاهتمام في الولايات المتحدة، لكنها تعتبر حجراً أساساً لجهود وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في مكافحة "القاعدة" بشكل عام.
وقال مسؤول دفاعي أميركي، طلب عدم ذكر اسمه لـ"رويترز"، إن القوات الأميركية التي ستبقى في الصومال ستكون في العاصمة مقديشو.
من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان، أن "الولايات المتحدة لا تنسحب أو تنفصل عن أفريقيا". وقالت الوزارة في بيان: "ما زلنا ملتزمين شركاءنا الأفارقة ودعمنا الدائم من خلال نهج حكومي كامل".
وفي وقت سابق، أبدت مصادر عسكرية في القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) قلقها نتيجة احتمال سحب القوات الأميركية وتداعيات ذلك على الوضع في منطقة القرن الأفريقي، وخصوصاً الصومال. ويواجه هذا البلد مشاكل أمنية بسبب حركة "الشباب" المسيطرة على أجزاء شاسعة من جنوبه، إلى جانب تنظيم "داعش" في شمال شرق البلاد، حيث ينتشر في مناطق في ولاية بونتلاند، ولا سيما المناطق الجبلية الوعرة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت سحب نحو ألفي جندي أميركي إضافي من أفغانستان بحلول 15 يناير/كانون الثاني، أي قبل خمسة أيام من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وقد سرّعت بذلك البرنامج الزمني الذي وُضع بموجب الاتفاق الموقَّع في فبراير/ شباط الماضي بين واشنطن وحركة "طالبان"، وينصّ على انسحاب كامل للقوات بحلول منتصف 2021. وبذلك سيصبح عديد القوات الأميركية في هذا البلد 2500 عسكري.

الصوماليون مستاؤون

وعبّر صوماليون عن استيائهم من قرار ترامب سحب معظم قوات بلاده من الصومال، مناشدين الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن التراجع عن هذا القرار. وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الصومالي أيوب إسماعيل يوسف في بيان لـ"رويترز": "القرار الأميركي بسحب القوات من الصومال في هذه المرحلة الحرجة من القتال الناجح ضد (حركة) الشباب وشبكتها الإرهابية العالمية مؤسف للغاية".

وأضاف: "قدمت القوات الأميركية مساهمة ضخمة، وكان لها أثر كبير في التدريب والكفاءة القتالية للجنود الصوماليين".

وفي تغريدة عبر "تويتر" لانتقاد القرار، أشار يوسف إلى حساب بايدن على الموقع. ولم يتسنَّ التواصل مع الحكومة الصومالية في وقت مبكر اليوم السبت، للتعقيب على القرار الأميركي المعلَن أمس الجمعة، بسحب تقريباً كل القوات الأميركية من الصومال.

وقال العقيد أحمد عبد الله شيخ الذي شغل منصب قائد "دنب" لثلاثة أعوام حتى 2019، إنه في حالة كان الانسحاب الأميركي دائماً "فستكون لذلك تداعيات هائلة على جهود مكافحة الإرهاب". وأضاف أن القوات الأميركية والصومالية تعارض سحب القوات.

وأشار، وفق "رويترز"، إلى أن البرنامج الأميركي لزيادة عدد قوات "دنب" إلى ثلاثة آلاف فرد كان يتعين استمراره حتى عام 2027، لكن مصيره أصبح غير واضح الآن.