ترامب والأزمة النووية في كوريا الشمالية.. هل تُعقد محادثات قريباً؟
استمع إلى الملخص
- صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست أشارت إلى أن المحادثات السابقة بين ترامب وبيونغ يانغ لم تحقق نجاحاً، مما يجعل من المحتمل أن تشهد ولايته الثانية إعادة إحياء المحادثات، حيث أبدى كيم استعداده لنزع السلاح النووي مقابل مساعدات تنموية.
- هناك مؤشرات قوية على نية كيم لنزع السلاح النووي مقابل التنمية الاقتصادية، ويمكن لترامب استخدام سحب القوات الأميركية كوسيلة لإغراء كوريا الشمالية والصين وروسيا لدعم الاتفاق.
أثار حديث الرئيس الأميركي عن محادثات مهمة مع إيران حول برنامجها النووي تساؤلات في الصين عن مدى قرب ترامب من إجراء محادثات مماثلة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بشأن أنشطة بلاده النووية. وقالت وسائل إعلام صينية، اليوم الأربعاء، هل يملك ترامب القدرة على كسر الجمود النووي الكوري الشمالي، وأضافت أنه من أجل دفع بيونغ يانغ إلى نزع السلاح النووي، يتعين على الولايات المتحدة أن تتعلم من أخطاء المفاوضات السابقة وتقدم لكيم جونغ أون عرضاً لا يمكنه رفضه.
ولفتت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست أن الخروج خالي الوفاض في المحادثات النووية التي أجراها ترامب مع بيونغ يانغ، خلال ولايته الأولى، قوّض ما كان يمكن أن يكون انتصاراً دبلوماسياً كبيراً. وبناء على ذلك، من شبه المؤكد أن ولاية الرئيس الأميركي الثانية ستشهد إعادة إحياء المحادثات والدفع بعقد قمة أخرى، كما لمّح خلال الشهر الماضي.
وفي السياق، ذكرت أن الزعيم الكوري الشمالي أبلغ المسؤولين الأميركيين في وقت سابق بأنه لا يريد أن يعيش أطفاله حياتهم وهم يحملون الأسلحة النووية على ظهورهم في إشارة إلى استعداده لنزع السلاح النووي. وأضافت أن أي اتفاق يجب أن يتضمن مبلغاً كافياً من أموال التنمية لتنفيذ إصلاحات موجهة نحو السوق من شأنها مساعدة كوريا الشمالية على تحقيق تنمية اقتصادية متينة. وإلى جانب منح الشرعية للنظام، ستُمكّن مساعدات التنمية كوريا الشمالية من تحديث اقتصادها وضمان التماسك الاجتماعي.
أيضاً، أشارت الصحيفة الصينية إلى أن هناك مؤشرات قوية وأدلة موثوقة تتجاوز التصريحات الرسمية إلى أن كيم كانت لديه نية حقيقية لنزع السلاح النووي والسعي إلى التنمية الاقتصادية في مقابل التخلي عن الأسلحة النووية، وقالت إنه في خطابه بمناسبة العام الجديد 2019 ذكر كيم التنمية الاقتصادية أكثر بكثير من الأسلحة النووية، والتي لم تتم الإشارة إليها إلا مرة واحدة عندما أعلن أن بيونغ يانغ لن تصنعها أو تختبرها أو تستخدمها أو تنشرها بعد الآن.
وأضافت أنه من المؤكد أن كيم لا يريد أن يُذكر باعتباره زعيم دولة فاشلة، بل باعتباره رجلاً حقق معجزة اقتصادية، انتشل ملايين البشر من براثن الفقر ووفر لهم الرفاهية بعد أكثر من نصف قرن من الحصار والجوع والحرمان.
وعن الأوراق التي يملكها ترامب للدفع باتجاه اتفاق شامل، قالت إنه بإمكان الرئيس الأميركي عرض سحب القوات البرية الأميركية من كوريا الجنوبية لإغراء جارتها الشمالية والصين وروسيا بتأييد الاتفاق. وبينما يستطيع تقديم "جزرة أو عصا" قابلة للتطبيق لبيونغ يانغ، يجب عليه أيضًا إقناع كوريا الجنوبية واليابان بلعب دور حاسم في تمويل التنمية الاقتصادية لكوريا الشمالية، في ظل العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، كما يمكن لترامب الضغط على سيول لتوفير أموال التنمية هذه ضمن صفقة شاملة.
يشار إلى أنه خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021، التقى ترامب الزعيم الكوري الشمالي ثلاث مرات، لم تسفر أي منها عن نتائج إيجابية. فقد شهدت تلك الفترة تكثيف بيونغ يانغ تجاربها الصاروخية بعدما تعهد كيم بتعزيز ترسانته النووية، فيما خاض الزعيمان حرباً كلامية وتهديدات متبادلة. ومع ذلك، شهدت تلك الفترة كسراً للجمود في العلاقات بين البلدين استمر لعدة عقود، إذ كان ترامب أول رئيس أميركي في منصبه يعبر الحدود إلى كوريا الشمالية منذ الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي، وذلك بعد لقائه التاريخي في يونيو/ حزيران 2019 مع كيم جونغ أون في المنطقة منزوعة السلاح (بانمونجوم)، بين الكوريتين.