ترامب من الدوحة: اتفاقنا مع إيران يقترب وسأجعل قواتنا الأقوى في التاريخ

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الدوحة، اليوم الخميس، عن اعتقاده أن بلاده تقترب كثيراً من التوصل إلى اتفاق مع إيران، لافتاً إلى أنه لا يؤيد رغبة جهات في خيار العنف ضدها، في إشارة إلى إسرائيل التي ترغب في توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية، في ظل سعي الولايات المتحدة إلى حل دبلوماسي.

وقال ترامب في مؤتمر صحافي، خلال لقائه مجموعة من رؤساء الشركات ورؤساء الأعمال في الدوحة "على إيران شكر قطر شكراً عظيماً، فهناك من يتمنون توجيه ضربة إلى إيران على عكس قطر"، مضيفاً: "لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحاً نووياً، لكن لا أؤيد رغبة جهات في خيار العنف ضدها". وأكد ترامب أن الولايات المتحدة جادة للغاية في المفاوضات مع إيران بشأن سلام طويل الأمد، كاشفاً عن أنّ طهران وافقت نوعاً ما على بنود اتفاق.

ويأتي حديث ترامب غداة توجيه القادة الإيرانيين انتقادات إلى تصريحاته ضد طهران خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض، أول أمس الثلاثاء، وحديثه عن أزماتها الاقتصادية وتوجيه اتهامات إليها بزعزعة الاستقرار في المنطقة. ورد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في كلمة له أمس الأربعاء، على ترامب، قائلاً إن تهديداته "لن تخيفنا"، مخاطباً إياه بالقول: "هل جئت إلى المنطقة لتخوفنا؟" وأكد بزشكيان في كلمته "أننا سنبني بلادنا بقوة وسنعمرها سواء اتفقنا أو لم نتفق" مع أميركا في المفاوضات. وقال إن تصريحات ترامب "نابعة من جهله بالإيرانيين"، مضيفاً أنه اتهم إيران بزعزعة استقرار المنطقة "بينما أميركا هي التي قتلت 60 ألف طفل وامرأة في غزة".

وفي سياق آخر، أشار الرئيس الأميركي إلى أنه سيذهب إلى تركيا لحضور المحادثات بين روسيا وأوكرانيا غداً الجمعة، إذا كان ذلك ملائماً. وقال: "كما تعلمون، إذا حدث أي شيء، فسأذهب يوم الجمعة". وتُعقد في إسطنبول، اليوم الخميس، أول محادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ ثلاث سنوات. وفي وقت يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تركيا، آملاً في حضور نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعلن الكرملين، أمس الأربعاء، أن بوتين لن يحضر المحادثات، مشيراً إلى أنه سيوفد مستشاره فلاديمير ميدينسكي ليرأس الوفد الروسي المشارك في المفاوضات.

أخبار

التحديثات الحية

ترامب في الدوحة | توقيع اتفاقيات ثنائية بعد قمة مع أمير قطر

ترامب من قاعدة العديد: جيشنا سيكون الأقوى في العالم

إلى ذلك، زار ترامب قاعدة العديد في قطر قبيل مغادرته متوجهاً إلى الإمارات حيث أكد أن الجيش الأميركي سيكون أكبر وأقوى جيش في العالم، وأن الولايات المتحدة في عهده تعود لاستعادة مكانتها. وقال: "فزنا في ثلاث انتخابات والبعض يقول إنه علينا أن نفوز بالرابعة". وأكد الرئيس الأميركي أن "سياسة أميركا أولاً ستجلب لنا الكثير من الأموال وتعيد الاحترام لنا في كل مكان".  

وأشار إلى أن "قاعدة العديد من أروع القواعد العسكرية في العالم والشكر موصول لشركائنا"، واصفاً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأنه زعيم رائع لشعبه، و"صداقتنا أقوى من أي وقت مضى". وتطرق ترامب في كلمته إلى مشتريات قطر الدفاعية من الولايات المتحدة التي تم توقيعها أمس الأربعاء، مشيراً إلى أنها بلغت 42 مليار دولار، لافتاً إلى أن قطر ستستثمر أيضاً 10 مليارات دولار في قاعدة العديد خلال السنوات المقبلة.

وأضاف الرئيس الأميركي: "مهمتي كرئيس إنهاء النزاعات لا البدء بها، والتلويح بالقوة لحماية بلادنا"، قائلاً: "لن نتردد أبداً في استخدام القوة للدفاع عن بلادنا وشركائها (...) وسنصنع "قبة ذهبية" في بلادنا لحماية أجوائنا"، معلناً أن السلاح الجوي الأميركي سوف يحصل قريباً على طائرة مقاتلة من طراز إف-47. وأشار إلى تخصيص تريليون دولار لجعل القوات المسلحة الأميركية الأقوى في التاريخ.

وتحدث ترامب عن الاشتباكات التي دارت الأسبوع الماضي بين الهند وباكستان، قائلاً: "أعتقد أن النزاع بين الهند وباكستان قد تمت تسويته"، لافتاً إلى أنه طلب من الجانبين التبادل التجاري بدلاً من الحرب، مضيفاً: "كانوا سعداء بذلك".

وزعم ترامب مجدداً أن 7 أكتوبر وتمويل حركة حماس ما كان ليحدث لو كان رئيساً، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مستهدفة المستوطنات المحيطة بغزة. وقال في سياق آخر: "قضينا على تنظيم داعش خلال 3 أسابيع بعدما قال البعض إنه لا يمكننا ذلك إلا في 3 سنوات".

وغادر ترامب الدوحة، بعد زيارة استمرّت يومين، حيث كان في مقدمة مودعيه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكانت هذه ثاني زيارة يجريها رئيس أميركي إلى قطر، بعد زيارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش في 2003، بحسب وكالة الأنباء القطرية. وتوجه ترامب من قطر إلى الإمارات، في أول زيارة أيضاً لرئيس أميركي منذ 17 عاما إلى الإمارات، وفق ما ذكره حساب السفارة الأميركية لدى أبو ظبي الأربعاء، عبر منصة إكس، ليختتم بذلك جولته في منطقة الخليج، والتي بدأها من السعودية الثلاثاء.