ترامب "ليس سعيداً" بالغارة الإسرائيلية على قطر: قرار اتخذه نتنياهو
استمع إلى الملخص
- قامت ناشطات منظمة "كود بينك" بعرقلة عشاء ترامب احتجاجاً على الوضع في غزة، ورفعوا شعارات تندد بالسياسات الأميركية والإسرائيلية، مما أثار غضب بعض مستشاري ترامب.
- ردت قطر بقوة على العدوان، حيث أكد رئيس الوزراء القطري أن الهجوم يشكل إرهاب دولة، وأعلنت عن نيتها عقد قمة عربية إسلامية للرد على العدوان.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه "ليس سعيداً" بالعدوان التي شنّته إسرائيل على قطر، أمس الثلاثاء، لاغتيال قيادات حركة حماس. وقال ترامب لصحافيين قبيل توجّهه لتناول الطعام في مطعم بواشنطن "أنا ببساطة، لست سعيداً بالوضع برمّته". وأضاف خلال هذه الجولة النادرة له في شوارع العاصمة الأميركية "نريد عودة الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) لكنّنا لسنا سعيدين بالطريقة التي جرت بها الأمور اليوم"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على الدوحة.
وعرقل ناشطو منظمة "كود بينك" عشاء ترامب ونائبه جي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزراء آخرين. وأطلقت ناشطات هتافات "يتناولون الطعام بينما غزة تتضور جوعاً"، "ترامب هو هتلر عصرنا"، "حرروا واشنطن. حرروا فلسطين!"، "كفى ترهيباً للمجتمعات في جميع أنحاء العالم!".
CODEPINK activists disrupted Trump, Vance, Hegseth, Rubio, and other cabinet members’ dinner.
— CODEPINK (@codepink) September 10, 2025
They feast while Gaza starves.
Trump is the Hitler of our time.
Free DC. Free Palestine!
Stop terrorizing communities all over the world!! pic.twitter.com/dPLeWIwHLH
ونفى ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" أن يكون قد اضطلع بأيّ دور في هذه الضربة الجوية الإسرائيلية على قطر، مؤكداً أنّ قرار شنّها اتّخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال الرئيس الأميركي في منشوره إنّه يريد للحرب في غزة أن "تنتهي، الآن". وأتت تصريحات ترامب بعدما نأى البيت الأبيض بنفسه من الضربة الإسرائيلية، مشدّداً على دعم الرئيس الجمهوري لقطر.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في بيان تلته أمام الصحافيين إنه بينما يعدّ القضاء على حماس "هدفاً قيّماً"، إلا أن تنفيذ ضربة في الدوحة "لا يخدم أهداف لا إسرائيل ولا أميركا". وأضافت أنّ "الرئيس يرى في قطر حليفة قوية ودولة صديقة للولايات المتحدة ويشعر بعدم ارتياح كبير للموقع الذي تم فيه هذا الهجوم".
وأفاد موقع أكسيوس الإخباري الأميركي في وقت سابق بأنّ الهجوم الإسرائيلي فاجأ البيت الأبيض وأثار غضب بعض كبار مستشاري ترامب، خصوصاً أنه جرى تنفيذه بينما كانت واشنطن تنتظر رد حماس على مقترح ترامب الجديد بخصوص التوصل لاتفاق في غزة. وأوضح أن قادة حماس كانوا سيجتمعون من أجل مناقشة مقترح ترامب، حيث كان البيت الأبيض ينتظر الحصول على رد الحركة في نهاية الأسبوع الحالي.
ولفت تقرير "أكسيوس" إلى أن قطر أصبحت سابع دولة تستهدفها الغارات الإسرائيلية منذ بدء حربها على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأضاف الموقع أنه بعد إخطار ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية الوشيكة، أصدر أوامره لمبعوثه ستيف ويتكوف من أجل إخبار القطريين بشأنها. وقال مسؤول أميركي لـ"أكسيوس" إنه في اللحظة التي تواصل فيها ويتكوف مع المسؤولين القطريين كانت القنابل قد وصلت إلى أهدافها.
وفي وقت سابق، أكدت مصادر قطرية لـ"العربي الجديد"، أن العدوان الإسرائيلي على قطر حصل بعد انقضاء اجتماع الوفد المفاوض لحركة حماس بدقائق، مؤكدة أن قطر أوقفت جميع الاتصالات مع الوفد الإسرائيلي المفاوض بعد العدوان على الدوحة. من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لـ"العربي الجديد"، إن بلاده تجري اتصالات لعقد قمة عربية إسلامية في الدوحة بنهاية الأسبوع الحالي في أعقاب العدوان الإسرائيلي.
وكان رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد قال مساء أمس الثلاثاء، إنّ دولة قطر "تعرضت لهجوم إسرائيلي غادر يشكل إرهاب دولة"، مشدداً على أن الدوحة لن تتهاون بشأن المساس بسيادتها، وستتعامل بحزم مع أي اختراق أمني.
وأكد بن عبد الرحمن خلال مؤتمر صحافي في الدوحة أن ما يمارسه نتنياهو هو "إرهاب دولة لزعزعة الاستقرار في الإقليم"، مضيفاً: "نحتفظ بحق الرد على الهجوم الإسرائيلي السافر، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة للرد عليه". وتابع: "سنقوم بإجراء مراجعة شاملة من أجل الاستعداد لمثل هذه الهجمات مستقبلاً". وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: "نحن دولة وسيطة، ولا يمكن تسمية الهجوم الإسرائيلي إلا بالغدر"، لافتاً إلى أن العمل على انتهاك سيادة الدول دون مبالاة استهتار لا يجب التغاضي عنه، ومضى قائلاً: "وصلنا إلى لحظة مفصلية بوجوب وجود رد موحد على همجية نتنياهو".
(فرانس برس، العربي الجديد)