ترامب: لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية

26 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 07:23 (توقيت القدس)
ترامب يتحدث للصحافيين في البيت الأبيض، 25 سبتمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفًا حاسمًا بعدم السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة، مما يزيل الغموض حول الموقف الأميركي السابق ويعكس تحولًا في السياسة الأميركية تجاه هذه القضية.
- تصريحات ترامب الأخيرة تشير إلى التزامه بمنع ضم الضفة الغربية، رغم إلغاء عقوبات سابقة على مستوطنين، مما أثار قلقًا داخل إدارته، وزاد من تعقيد الموقف الأميركي.
- خلال اجتماع مع قادة عرب ومسلمين، تعهد ترامب بمنع نتنياهو من ضم الضفة الغربية، رغم استمرار إسرائيل في توسيع المستوطنات والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

ترامب تعهد للقادة العرب في اجتماع نيويورك بعدم ضم الضفة

تصريح ترامب الأكثر وضوحاً بشأن الموقف من ضم الضفة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس إنه لن يسمح لإسرائيل بضمّ الضفة الغربية المحتلة، وذلك في أول موقف أميركي حاسم لإدارته بشأن الخطوة التي تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي من خلالها لتبديد أي أمل لإقامة دولة فلسطينية، في ظل الاعترافات الأخيرة من قوى غربية وازنة. 

وجاء في تصريح لترامب لصحافيين في المكتب البيضاوي: "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لا، لن أسمح. لن يحدث. لقد تحدثت مع (بنيامين) نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) عن ذلك. ما جرى كافٍ، وحان الوقت للتوقف الآن". وإذا كان هذا الموقف جادّاً من الرئيس الذي اعتاد إطلاق تصريحات متناقضة، فإنه يزيل الغموض الذي كان يلفّ الموقف الأميركي من التهديدات الإسرائيلية المتكررة بضم الضفة، وتصريحات قادة الحكومة اليمينية المتطرفة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش. ولم يسبق أن صدر عن إدارة ترامب أية تصريحات حاسمة وواضحة بشأن خطوة الضم.

وعلى مدار الأشهر الماضية، رفض ترامب إعطاء إجابة واضحة عن موقفه من ضم إسرائيل للضفة، مقدما موقفا غامضا للولايات المتحدة التي تلتزم علنا بإعلان رفضها خططا كهذه. وفي فبراير/شباط الماضي، سئل ترامب عما إذا كان يؤيّد ضمّ إسرائيل للضفة، فقال: "لن أتحدث عن ذلك، لكن مساحة إسرائيل صغيرة جدا"، واستطرد آنذاك قائلا: "إسرائيل دولة صغيرة جداً. مكتبي يشبه الشرق الأوسط، وهل ترى هذا القلم في يدي. إنه جميل جداً بالمناسبة. إسرائيل تشبه رأس هذا القلم فقط، وهذا ليس جيداً، أليس كذلك؟ لقد استخدمت هذا للتشبيه، وهو تشبيه دقيق جداً في الواقع، إنها دولة صغيرة جدا، ومن المذهل أنهم تمكنوا من تحقيق ما حققوه. إنها بالفعل مساحة صغيرة جداً".

وزيادة على غموض الموقف، ألغى ترامب عقوبات وقعتها إدارة الرئيس جو بايدن السابقة على مستوطنين. وأصبح التصريح الرسمي لوزارة الخارجية، سواء من خلال وزير الخارجية ماركو روبيو أو المتحدثين الرسميين للوزارة في مؤتمراتهم الصحافية، يتضمن إعطاء إجابة تحيل إلى الرئيس دونالد ترامب.

وكان مسؤولان إسرائيليان قد صرحا في وقت سابق لموقع أكسيوس أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي زار إسرائيل قبل نحو أسبوع، أشار في اجتماعات إلى أنه لا يعارض ضمّ الضفة الغربية، وأن إدارة ترامب لن تعرقل ذلك. وقال مسؤول أميركي إن المساعي الإسرائيلية أثارت قلقاً داخل إدارة ترامب، مرجعا ذلك إلى غياب موقف أميركي واضح بشأن هذه القضية.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، الأربعاء، نقلاً عن مصادر في البيت الأبيض، أنّ الرئيس الأميركي تعهد خلال اجتماعه مع قادة عرب ومسلمين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمنع نتنياهو من ضم الضفة الغربية. وأوضحت القناة أن القادة العرب قدّموا عدة شروط لدعم خطة وعد ترامب بطرحها بشأن وقف حرب غزة، أبرزها عدم ضم إسرائيل أجزاء من الضفة الغربية أو غزة. وقال ترامب في تصريحاته للصحافيين، الخميس: "نريد استعادة جميع الرهائن في غزة مرة واحدة. نحن قريبون من التوصل لاتفاق في غزة. ربما السلام.. سيكون لأول مرة خلال مدة 2000 عام على ما أعتقد"، مضيفا: "عقدنا لقاء جيدا مع قادة الشرق الأوسط بخصوص غزة، ويجب إطلاق سراح الرهائن".

وعقد اجتماع نيويورك بمبادرة من الرئيس الأميركي، وحضره أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. 

وعلى الرغم من عدم إعلان إسرائيل رسمياً ضم الضفة الغربية، إلا أنها تمضي بخطوات على الأرض من شأنها دفع الخطة إلى الأمام، عبر الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات، وإطلاق إرهاب المستوطنين لتهجير القرى الفلسطينية، وتجميع الفلسطينيين في نطاق جغرافيا محاصرة ومغلقة ببوابات حديدية.