ترامب: من غير الواضح ما إذا كان لدى إيران برنامج نووي بعد الهجوم الإسرائيلي

13 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 20:14 (توقيت القدس)
ترامب في حديث إلى الصحافيين في البيت الأبيض، 10 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الهجمات الإسرائيلية على إيران قد تعزز فرص التوصل إلى اتفاق نووي، مشيرًا إلى استمرار خطط المحادثات النووية مع إيران رغم عدم اليقين بشأنها.
- تباينت ردود الفعل في الكونغرس الأميركي، حيث انتقد بعض الديمقراطيين الهجوم الإسرائيلي واعتبروه محاولة لإفشال المفاوضات، بينما دعم الجمهوريون الهجوم وأكدوا مساندتهم لإسرائيل.
- شنت إسرائيل هجومًا استباقيًا على إيران استهدف مواقع نووية وعسكرية، مما أسفر عن مقتل قادة إيرانيين، وأكدت إسرائيل أن الضربة كانت ضرورية للدفاع عن نفسها.

ترامب يحثّ إيران على إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي

ترامب تحدث إلى نتيناهو عدة مرات الأيام الماضية قبل الهجمات

واشنطن جددت مخزون صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية مؤخرا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّه من غير الواضح ما إذا كانت إيران لا يزال لديها برنامج نووي بعد الهجمات الإسرائيلية عليها، وأضاف ترامب، لوكالة رويترز في مقابلة عبر الهاتف اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة لا يزال لديها محادثات نووية مُزمعة مع إيران يوم الأحد، لكنّه غير متأكد مما إذا كانت ستُجرى هذه المحادثات، وذكر أنّ الأوان لم يَفُت بعد بالنسبة لإيران للتوصل إلى اتفاق، وتابع "حاولتُ إنقاذ إيران من الإذلال والموت"، ومضى قائلاً إنّه ليس قلقاً من اندلاع حرب في المنطقة نتيجة للضربات الإسرائيلية.

في السياق، صرح ترامب لموقع أكسيوس الأميركي قبل دقائق من توجهه إلى غرفة العمليات لحضور جلسة استراتيجية بشأن إيران، بأنه يعتقد أنّ الضربة الإسرائيلية الضخمة قد حسّنت على الأرجح فرص التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران، ورداً على سؤال لـ"أكسيوس" عمّا إذا كانت الضربة الإسرائيلية قد عرّضت دبلوماسيته النووية للخطر، قال ترامب: "لا أعتقد ذلك. ربما العكس. ربما الآن سيتفاوضون بجدية".

وأضاف ترامب: "لقد منحت إيران مهلة 60 يوماً، واليوم هو اليوم الحادي والستون. كان ينبغي عليهم إبرام اتفاق"، وجادل بأنه بعد الضربات الإسرائيلية المدمّرة، أصبح لدى إيران الآن حافز أقوى لإبرام اتفاق، قائلاً في هذا الصّدد "لم أستطع إقناعهم بالتوصل إلى اتفاق في 60 يوماً. كانوا قريبين، وكان ينبغي عليهم فعل ذلك. ربما يحدث ذلك الآن"، وأشار إلى أن إسرائيل استخدمت "معدات أميركية ممتازة" خلال الهجوم.

وفي وقت سابق من اليوم، أكد ترامب أنه كان على علم بموعد الضربات الجويّة الإسرائيلية على إيران "في وقت مبكّر"، ووصف الهجوم بـ"الممتاز"، فيما علّق في وقت لاحق بالقول: "حان الوقت لإنهاء هذا الوضع مع الأخذ في الاعتبار أنّ الهجمات القادمة المخطط لها بالفعل ستكون أكثر عدوانية"، وحثّ إيران على إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي.

وقال الرئيس الأميركي إن "الوقت لا يزال متاحاً" أمام طهران لمنع مزيد من الصراع مع إسرائيل، وأكّد عبر منصة تروث سوشال أنّه: "وَقَع بالفعل موت ودمار واسع، لكن لا يزال الوقت متاحاً لوقف هذه المذبحة بالنظر إلى وجود خطة للهجمات القادمة بالفعل، وستكون أكثر وحشية".

وكتب ترامب: "أعطيت إيران الفرصة تلو الأخرى لإبرام اتفاق". وتابع: "قلت لهم إن ذلك سيكون أسوأ من كل ما عرفوا أو توقعوا أو كل ما قيل لهم في السابق، إن الولايات المتحدة تصنع المعدات العسكرية الأفضل والأكثر فتكا من أي كان في العالم، وبفارق كبير، وإن إسرائيل لديها الكثير منها، وإنها ستتلقى المزيد، وإنهم يعرفون كيف يستخدمونها".

وشدد الرئيس الأميركي: "لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونحن نأمل في أن نعود إلى طاولة المفاوضات. سنرى"، وذلك في إشارة إلى الجولة المقبلة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن، والتي كانت مقررة الأحد في مسقط. وفي تصريحات أخرى، لشبكة (إن.بي.سي نيوز) اليوم، قال ترامب إنّ إيران أضاعت فرصة لإبرام اتفاق نووي مع الولايات المتحدة، لكن قد تتاح لها الآن فرصة أخرى للتوصل إلى اتفاق، وأضاف: "لقد أضاعوا فرصة إبرام اتفاق. والآن، قد تتاح لهم فرصة أخرى؛ سنرى"، وذكر أن ممثلين عن إيران اتصلوا به ليقولوا له إنهم ما زالوا يرغبون في التوصّل إلى اتفاق. ويجمع ترامب اليوم الجمعة مجلس الأمن القومي في الساعة 11,00 (15:00 بتوقيت غرينتش) في البيت الأبيض في واشنطن.

وكان ترامب ذكر، في وقت سابق صباح اليوم، حسب ما نقل كبير المراسلين السياسيين لشبكة فوكس نيوز بريت باير، في تصريحات تليفزيونية، إنّ الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها و"ستساعد في الدفاع عن إسرائيل إذا احتاجت للمساعدة"، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران. وأشار باير إلى أن ترامب ينتظر ليرى رد الفعل الإيراني على ما حدث، وإنه يرغب في استكمال المفاوضات مع إيران. 

ونقل المراسل عن ترامب قوله: "إيران لن تمتلك قنبلة نووية"، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو مرات عدّة في الأيام القليلة الماضية. ولفت المراسل إلى أن الرئيس الأميركي أبلغ الحلفاء في الشرق الأوسط بالهجوم، وبأن الولايات المتحدة لن تكون مشاركة. وكشفت شبكة فوكس نيوز، نقلاً عن مصادر رفيعة، أنّ الولايات المتحدة جدّدت مخزون صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة الماضية.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في بيان، إن إسرائيل اتخذت موقفاً أحادياً ضد إيران، وإن الولايات المتحدة ليست مشاركة في هذه الضربات ضد إيران، مضيفاً أن الأولوية الأولى هي حماية القوات الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكداً ضرورة ألّا تستهدف إيران المصالح الأميركية أو أفراداً أميركيين. وأضاف في بيانه أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها "تعتقد أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن نفسها"، وأن الرئيس ترامب اتخذ وإدارته الخطوات اللازمة لحماية القوات الأميركية بالشرق الأوسط والحفاظ على اتصال وثيق مع الشركاء الإقليميين. 

انقسام في الكونغرس بشأن الهجوم الإسرائيلي على إيران

وتباينت آراء أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي حول الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبر بعض الديمقراطيين أن الهجوم "دلالة على عدم احترام إسرائيل للرئيس ترامب"، في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة استمرار مفاوضاتها مع إيران، فيما دافع أعضاء الكونغرس الجمهوريين عن الهجوم الإسرائيلي، مؤكدين مساندتهم له.

وانتقد السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي الهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكداً أنه يهدف بوضوح لـ"إفشال مفاوضات إدارة ترامب مع إيران"، وأنه "يعد دليلاً إضافياً على عدم احترام القوى العالمية، بما في ذلك حلفاؤنا، للرئيس ترامب"، مرجحاً أن هذا العدوان "قد يكون مفيداً لنتنياهو داخلياً، ولكن سيكون كارثياً على منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة وإسرائيل نفسها"، وقال: "هذه كارثة من صنع ترامب ونتنياهو، والمنطقة كلُّها قد تكون في صراع جديد مميت".

وحذر ميرفي، في بيان، من أنه "ليس على الولايات المتحدة المشاركة مع إسرائيل في حرب لم تطلبها، وستجعلها أقل أماناً"، مشدداً على أن "إيران لم تكن لتصل إلى هذه المرحلة لتكون على وشك امتلاك سلاح نووي لو لم يجبر نتنياهو وترامب أميركا على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران".

وفيما قال السيناتور جاك ريد، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في بيان، إن الغارات الجوية الإسرائيلية "تصعيد متهور يخاطر بإشعال العنف في المنطقة"، وأن "هذه الضربات لا تهدد حياة المدنيين الأبرياء فحسب، وإنما استقرار الشرق الأوسط بأكمله وسلامة المواطنين الأميركيين والقوات الأميركية"، مضيفاً أن "العدوان العسكري بهذا الحجم ليس هو الحل على الإطلاق"، وعبر عن مخاوفه من التصعيد داعياً لاستخدام الدبلوماسية الآن.

أما السيناتور الديمقراطي عن فيرجينيا تيم كاين، عضو لجنتَي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فوجه الثناء لإدارة ترامب على عدم مشاركتها في الهجوم الإسرائيلي على إيران، وقال: "لا أفهم سبب شنِّ إسرائيل ضربةً استباقيةً في ظل المناقشات الدبلوماسية رفيعة المستوى بين أيران وأميركا"، مشدداً على أن المحادثات الثنائية "هي الطريق الوحيد والمستديم لمنع تطوير سلاح نووي إيراني وحماية مصالح الأمن القومي الأميركي".

أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام فكتب على منصة أكس: "اللعبة ابتدأت. صلُّوا من أجل إسرائيل"، وكتب في تعليق آخر: "الناس يتساءلون عمّا إذا كانت إيران ستهاجم الأفراد أو المصالح العسكرية الأميركية بالمنطقة، وإجابتي: إذا فعلوا فيجب أن تكون استجابة أميركا ساحقة وتدمير جميع مصافي النفط الإيرانية والبنية التحتية"، كما كتب السيناتور الجمهوري توم كوتون: "فخور بمساندة إسرائيل"، فيما زعم السيناتور الجمهوري تيد كروز في تصريحات لشبكة فوكس نيوز أن إسرائيل "تدافع عن نفسها، والولايات المتحدة يجب أن تدعمها".

السيناتور الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا جون فيترمان دعا لدعم إسرائيل عسكرياً واستخباراتياً، وقال: "يجب أن يكون التزامنا تجاه إسرائيل مطلقاً، وأنا أؤيد هذا الهجوم، ويجب أن نوفر كل ما هو ضروري عسكرياً أو استخباراتياً أو أسلحة لدعم إسرائيل في هجومها على إيران".

وكانت إسرائيل شنّت، فجر اليوم الجمعة، هجوماً "استباقياً" واسعاً على إيران استهدف مواقع نووية ومقار عسكرية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين الكبار، على رأسهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، إضافة إلى علماء نوويين، فيما سمع دوي انفجارات ضخمة في العاصمة طهران. وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن توجيه ضربة استباقية لإيران.

المساهمون