استمع إلى الملخص
- أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب، بينما انسحبت الولايات المتحدة وإسرائيل من مفاوضات الدوحة، مما أثار قلق عائلات الأسرى الإسرائيليين.
- ردت حماس على مقترح وقف إطلاق النار بإيجابية، لكن إسرائيل والولايات المتحدة قررتا سحب فريقي التفاوض، مما أدى إلى تجميد المحادثات.
منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة ما يشبه الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي بالمضي في مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة المدمر بذريعة الاتهامات الأميركية والإسرائيلية لحركة حماس بأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وغداة انسحاب وفدي واشنطن وتل أبيب من مفاوضات الدوحة.
وادعى ترامب أن حركة حماس "لم تكن ترغب حقاً في إبرام اتفاق"، وذلك خلال تصريح أدلى به للصحفيين قبيل توجهه إلى إسكتلندا في زيارة خاصة، زعم خلاله أيضا "أعتقد أنهم يريدون أن يموتوا. وهذا أمر خطير للغاية". وأضاف "لقد وصلنا الآن إلى آخر الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين)، وهم يعلمون ما سيحدث بعد استعادة آخر الرهائن. ولهذا السبب تحديداً، لم يرغبوا في عقد أي اتفاق". وتابع ترامب "قلت لكم ... سيكون من الصعب جداً على حماس إبرام اتفاق لأنها ستفقد درعها وغطاءها". وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن تصريح ترامب جاء عقب مكالمة أجراها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه حماس مرراً استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة. وبلغة تحريضية تؤيد مواصلة جرائم الإبادة في غزة، قال الرئيس الجمهوري: "سيتعين أن يكون هناك قتال، وقضاء على حماس"، وفق تعبيره. وجاء تصريح ترامب بعد يوم واحد من إعلان مبعوثه في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن إدارة ترامب قررت إعادة فريقها التفاوضي بالعاصمة القطرية الدوحة إلى البلاد لإجراء مشاورات عقب تسليم حماس ردها ورد الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار.
وفي وقت سابق اليوم، قال نتنياهو، في منشور عبر منصة "إكس"، إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة المحتجزين في قطاع غزة وإنهاء حكم حركة حماس. ولم يكشف نتنياهو عن طبيعة البدائل التي يتحدث عنها، بينما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، إن السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين هو اتفاق مع حركة حماس.
ومع إعلان حركة حماس أنها سلّمت، باسم فصائل المقاومة، ردّها على المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تأكيدات من مصادر في "الجبهة الشعبية" بأن الرد "لاقى استحسان الوسطاء"، وفق ما أبلغت به قيادة حماس باقي الفصائل، جاءت ردة فعل إسرائيل والولايات المتحدة سلبية، إذ قررتا سحب فريقي التفاوض من الدوحة. وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها من "تجميد المحادثات". وأكدت حركة "حماس أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بـ"مسؤولية وطنية ومرونة عالية"، مشيرة إلى أنها قدّمت ردّها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة. كما أعربت عن استغرابها من تصريحات ويتكوف، التي وصفتها بـ"السلبية"، تجاه موقف الحركة.
(العربي الجديد، فرانس برس، الأناضول)