استمع إلى الملخص
- الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والسياسي الفرنسي إريك زيمور أشادا بنجاح حزب البديل، بينما أكد فريدريش ميرز، زعيم المحافظين، على ضرورة تشكيل حكومة بسرعة واستبعد التحالف مع اليمين المتطرف.
- فريدريش ميرز، المرشح المحتمل لمنصب المستشار، يسعى لإعادة ألمانيا إلى الساحة الأوروبية بقوة بعد خلافه مع أنجيلا ميركل حول "الوسطية السياسية".
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، إنه "يوم عظيم لألمانيا" بعد فوز المحافظين وتقدم اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية. وقال ترامب على منصته "تروث سوشال": "إنه يوم عظيم لألمانيا والولايات المتحدة الأميركية"، بعدما حصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ على قرابة 29% من الأصوات. وأضاف: "كما هي الحال في الولايات المتحدة، سئم الشعب الألماني من الأجندة غير المنطقية، خصوصاً في ما يتعلق بالطاقة والهجرة التي سادت لسنوات عديدة".
إلى ذلك، هنأ السياسي الفرنسي اليميني المتطرف إريك زيمور حزب البديل من أجل ألمانيا على نتيجة الانتخابات البرلمانية. وكتب على موقع إكس: "يا له من نجاح انتخابي عظيم!". وقال زيمور إنه كان في برلين إلى جانب الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدل، ونشر مقطع فيديو يظهره وهو يصافحها. وكتب زيمور: "موجة الحرية والهوية تواصل النمو في جميع أنحاء الغرب.. فرنسا هي التالية".
وأعلن استطلاعَا رأي أجراهما تلفزيونان ألمانيان فوز المحافظين بزعامة فريدريش ميرز في الانتخابات العامة في ألمانيا، متقدمين على حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف رغم تحقيقه أفضل نتيجة له في تاريخه. وحصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ على نسبة تراوح بين 28,5% و29%، بحسب الاستطلاعين اللذين بثتهما محطتَا "إيه آر دي" و"زي دي إف"، في حين حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على ما بين 19,5% و20% وهي نتيجة غير مسبوقة لحزب يميني متطرف في انتخابات اتحادية منذ الحرب العالمية الثانية. واستبعد ميرز، الذي من المرجح أن يتولى منصب المستشار خلفاً للاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز، أي تحالف حكومي مع اليمين المتطرف.
ومباشرة بعد إعلان النتائج، أكد ميرز أنه يريد تشكيل حكومة "في أسرع وقت ممكن" في ظل التحديات الدولية الحالية. وقال في برلين: "العالم الخارجي لن ينتظرنا، ولن ينتظر مفاوضات ائتلافية مطولة (...). يتعين علينا أن نصبح جاهزين للعمل بسرعة مرة أخرى للقيام بما هو ضروري على الصعيد الداخلي، لكي نصبح حاضرين في أوروبا مجدداً".
وفي المقابل، قال شولتز إنه يتحمل المسؤولية عن الهزيمة "المريرة" التي مني بها حزبه الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات العامة، من دون التعليق على مستقبله السياسي. وصرّح المستشار المنتهية ولايته أمام نشطاء من حزبه "نتيجة الانتخابات سيئة، وبالتالي أتحمل مسؤوليتها"، وهنأ منافسه ميرز على فوزه.
من جهتها، أشادت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدال بـ"النتيجة التاريخية" التي حقّقها حزبها في الانتخابات التشريعية. وقالت فايدال في مقر حزبها في برلين بعد حصوله على ضعف ما حصل عليه قبل أربع سنوات، وهي نتيجة تاريخية لهذا التشكيل المناهض للهجرة، والذي أسس عام 2013: "لقد حققنا نتيجة تاريخية"، مضيفة أن الحزب أصبح الآن "راسخاً بقوة" في المشهد السياسي.
وانتظر ميرز (اسمه الكامل يواكيم فريدريش مارتن جوزيف ميرز، مواليد 1955)، عقدين للحظة اقتناص فرصة أن يكون المرشح الأوفر حظاً لمنصب المستشارية في ألمانيا، بعد التربع على عرش الحزب المحافظ، بعد خروج أول سيدة وصلت إلى المنصب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل التي اختلف معها كثيراً، وتحوّل منذ 2002 إلى خصم لدود لها. اختلاف ميرز مع ميركل قام على رفضه فرضها ما يسمّى "الوسطية السياسية"، وذلك بعد أن حوّلت المشهد السياسي إلى مشهد منفتح تتعاون فيه مختلف التيارات السياسية، بعيداً عن الجنوح نحو يسار ويمين متشددين.
وفريدريش ميرز البالغ 69 عاماً، يُصنّف سياسياً ثرياً، وهو القادم أصلاً من أسرة ثرية لها باع طويل في مجال شركات المحاماة. اختار في عمر 21 سنة دراسة القانون، ليصبح في تسعينيات القرن الماضي مستشاراً في شركة المحاماة الدولية ماير براون. وبين 2016 و2020، أصبح رئيساً للفرع الألماني لبلاك كروك العالمية لإدارة الأصول. دخل المليونير ميرز الحياة السياسية في عام 1989، عضواً في البرلمان الأوروبي عن "الديمقراطي المسيحي" في ولاية شمال الراين ويستفاليا. في تلك الولاية، نشأ شقيقاً أكبر لأربعة أشقاء، وهو نفسه أب لثلاثة. في عام 1994 انتُخب عن حزبه لعضوية البوندستاغ.
(فرانس برس، العربي الجديد)