ترامب: أوكرانيا قد تصبح روسية يوماً ما

11 فبراير 2025   |  آخر تحديث: 13:12 (توقيت القدس)
ترامب خلال توقيع عدد من الأوامر التنفيذية في البيت الأبيض، 10 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعرب ترامب عن رغبته في تأمين الأموال الأميركية في أوكرانيا، مشيراً إلى أهمية المعادن النادرة الأوكرانية مقابل المساعدات، وطلب 500 مليار دولار من هذه المعادن.
- أشار الكرملين إلى أن تصريحات ترامب تتماشى مع الوضع في أوكرانيا، حيث يرغب جزء كبير منها في أن يكون روسياً، مؤكداً ضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية في 2022.
- تسعى إدارة ترامب لدفع الأوروبيين لشراء أسلحة أميركية لأوكرانيا، وتحسين موقف كييف في المفاوضات مع موسكو، مع التأكيد على ضرورة تحمل الأوروبيين مسؤولية أكبر.

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أوكرانيا قد تصبح "روسية يوماً ما"، مجدداً التأكيد على رغبته بأن تحصل بلاده على كميات ضخمة من المعادن النادرة الأوكرانية مقابل المساعدات التي تقدّمها لكييف في تصدّيها للغزو الروسي.

وقال ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، الاثنين: "أريد أن تكون أموالنا مؤمّنة، لأنّنا ننفق مئات مليارات الدولارات. ربّما يتوصّلون (الأوكرانيون) إلى اتّفاق وربّما لا يتوصّلون إليه. ربّما يصبحون روساً يوماً ما، وربّما لا يصبحون روساً يوماً ما"، مشيراً إلى أنّه طلب من كييف ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة التي تُستخدم بشكل خاص في صناعة الإلكترونيات.

الكرملين: الوضع في أوكرانيا يتوافق مع حديث ترامب

وفي تعليق على حديث ترامب، قال الكرملين إن "جزءاً كبيراً" من أوكرانيا "يريد أن يكون روسيّاً". وأضاف الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف متحدثاً للصحافيين إن الوضع في أوكرانيا "يتوافق إلى حد كبير مع كلمات الرئيس ترامب". وأضاف "إنه لأمر واقع أن جزءاً كبيراً من أوكرانيا يريد أن يكون روسيّاً، وقد صار كذلك بالفعل"، في إشارة إلى ضم موسكو أربع مناطق أوكرانية في عام 2022. وقال بيسكوف "أي ظاهرة يمكن أن تحدث بنسبة 50% - إما نعم أو لا".

ويأتي هذا في وقت قال فيه مصدران مطلعان لوكالة رويترز إن إدارة ترامب تخطط لدفع حلفائها الأوروبيين لشراء المزيد من الأسلحة الأميركية لأوكرانيا قبل محادثات السلام المحتملة مع موسكو، وهي خطوة قد تحسن موقف كييف في المفاوضات. ومن شأن هذه الخطة أن توفر بعض الطمأنينة لقادة أوكرانيا الذين ساورهم القلق من أن ترامب قد يحجب المزيد من المساعدات عن البلاد، التي يفقد جيشها الأراضي ببطء جراء هجوم روسي عنيف في الشرق.

وكانت الدول الأوروبية قد اشترت أسلحة أميركية لأوكرانيا في عهد الرئيس السابق جو بايدن. وقال المصدران إن مسؤولين أميركيين، بمن فيهم مبعوث ترامب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، سيبحثون عمليات شراء الأسلحة المحتملة مع الحلفاء الأوروبيين هذا الأسبوع، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن. وأضافا أن هذه واحدة من عدة أفكار تناقشها إدارة ترامب لمواصلة تدفق الأسلحة الأميركية إلى كييف، دون إهدار قدر كبير من رأس المال الأميركي.

وخلال مقابلة مع رويترز، أمس الاثنين، أحجم كيلوغ عن تأكيد الخطة، لكنه قال "الولايات المتحدة تحب دائماً بيع الأسلحة المصنعة في أميركا لأنها تعزز اقتصادنا". وتابع "هناك الكثير من الخيارات المتاحة. كل شيء مطروح الآن"، مضيفاً أن الشحنات التي وافق عليها الرئيس السابق بايدن لا تزال تتدفق إلى أوكرانيا. وقال مسؤولون أميركيون خلال الأيام القليلة الماضية، إن إدارة ترامب تريد تعويض المليارات التي أنفقتها واشنطن على الحرب في أوكرانيا، وأن على أوروبا بذل المزيد من الجهد للمساعدة.

وأعرب مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتس في مقابلة مع شبكة إن.بي.سي نيوز، الأحد، عن اعتقاده بأن "المبدأ الأساسي هنا هو أن الأوروبيين يجب أن يتحملوا مسؤولية هذا الصراع من الآن فصاعداً". ولم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط لمطالبة الدول الأوروبية بشراء الأسلحة الأميركية من خلال عقود تجارية أو مباشرة من المخزون الأميركي. وقد يستغرق إتمام بعض العقود التجارية سنوات.

وكان ترامب قد تعهد خلال حملته للانتخابات الرئاسية بقطع كل المساعدات عن أوكرانيا. لكن كان رأي بعض مستشاريه خلف الكواليس أنه يجب على واشنطن أن تستمر في دعم كييف عسكرياً، خاصة إذا تأخرت محادثات السلام حتى وقت لاحق من هذا العام. وقال مسؤولون أوكرانيون، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن كييف بحاجة إلى المزيد من الضمانات الأمنية قبل الدخول في محادثات مع موسكو.

ويأمل المسؤولون الأميركيون في إبرام صفقة للمعادن مع أوكرانيا من شأنها أن تسمح لأميركا بالوصول إلى احتياطيات البلاد الهائلة، مقابل استمرار المساعدات. ولم يتم الكشف عن تفاصيل مثل هذه الصفقة، إلا إدارة ترامب تنظر إليها باعتبارها عنصرا حاسما في سياستها تجاه أوكرانيا.

(فرانس برس، رويترز)