تراشق بين روسيا والصين وألمانيا في مجلس الأمن حول سورية

روسيا والصين تتهمان ألمانيا بـ"النفاق" في سورية وتشككان بأحقيتها في مقعد دائم بمجلس الأمن

17 ديسمبر 2020
تغادر ألمانيا مقعدها غير الدائم في المجلس بعد أن شغلته لسنتين (Getty)
+ الخط -

ذكرت تقارير صحافية، اليوم الخميس، أن جلسة مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة حول سورية، الأربعاء، شهدت مشادة كلامية بين الجانب الروسي والصيني وممثل ألمانيا.

وتكهن ممثل الصين في الهيئة الأممية بأن يكون طريق ألمانيا إلى العضوية الدائمة لمجلس الأمن "صعباً"، متحدثاً عن أن وجودها كعضو غير دائم في المجلس لم يلبِّ توقعات العالم ولا المجلس، قبل أن يتساءل عن مدى ملاءمة برلين لشغل مقعد دائم في المجلس المذكور، وذلك في إشارة إلى سعي الأخيرة، منذ سنوات، لتوسيع المجلس والانضمام إلى الأعضاء الدائمين الخمسة فيه، حتى يكون لها حق النقض، لكن دون إحراز أي تقدم.

هذا التصعيد الكلامي ضد ألمانيا حصل بفعل الانتقادات التي ساقها السفير الألماني لدى الأمم المتحدة، كريستوف هويسغن، خلال اجتماع المجلس الذي انعقد عبر الفيديو بحق موسكو والصين، بعد حديثهما عن عرقلة وصول إمدادات المساعدات من الطعام والأدوية إلى سورية، ووصفا الأمر بـ"المثير للسخرية"، محملاً البلدين المسؤولية عن منع وصول مساعدات الأمم المتحدة إلى السكان هناك، ولا سيما أنه لم يصل إلى البلد الذي يعاني من حرب أهلية منذ قرابة عشر سنوات سوى كميات محدودة من المساعدات الإنسانية. وبنظر الدبلوماسي الألماني، فإنه لا ينبغي تسليم المساعدات عبر معبر حدودي واحد فقط، بينما تعيش البلاد وضعاً إنسانياً كارثياً.

ولم يكتفِ السفير بهذا القدر من اللوم ضد الدولتين دائمتي العضوية في مجلس الأمن، إنما طالبهما بالتراجع عن قرارهما والسماح بعمليات التسليم عبر فتح المزيد من المعابر بدلاً من الشكوى من العقوبات، معتبراً أن روسيا لا تدعم نظام بشار الأسد وحسب، بل أسهمت في "معاناة وموت" الشعب السوري، حتى إنه رأى أن مجلس الأمن الدولي "أسقط وخذل" الشعب هناك.

ذلك ما استدعى رداً من نائب السفير الروسي ديمتري بوليانسكي، الذي قال إن خذلان مجلس الأمن للشعب السوري مرده إلى "السلوك المنافق لسياسة ألمانيا ولغرب الإنسانية"، وفق ما ذكرت "تاغس شبيغل".

تجدر الإشارة إلى أن روسيا والصين استخدمتا خلال شهر يوليو/ تموز الماضي حق النقض (الفيتو) ضد مشروع ألماني بلجيكي يضمن وصول المساعدات لمدة عام آخر عبر معبرين حدوديين مع تركيا، وهو المشروع الذي حظي بموافقة الـ13 عضواً الآخرين في المجلس.

ومن وجهة نظر موسكو والصين، فإن برنامج مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود ينتهك سيادة سورية، لأن حكومة دمشق لم توافق عليه رسمياً.

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا ستغادر مجلس الأمن نهاية عام 2020 بعد أن كانت لمدة عامين عضواً غير دائم في المجلس. وتتناوب دول من بين الـ188 عضواً في الأمم المتحدة على المقاعد العشرة غير الدائمة لمدة عامين.

وقال وزير الخارجية هايكو ماس، أمس الأربعاء، إن بلاده حققت خلال العامين المنصرمين توازناً مختلطاً، وبذلت جهوداً حثيثة لإيجاد حل للنزاعات الدولية، ولا سيما في ليبيا، وفي السودان التي أوفدت لها بعثة سلام مدنية، فضلاً عن المشاركة مع ممثلي المجتمع المدني بالاهتمام بملفات تتعلق بحقوق الإنسان والمناخ والبيئة، مشدداً على أن ألمانيا ستستمر في أن تكون صوتاً مدوياً للتعددية والمساعدات الإنسانية.