تراجع هجمات "داعش" في العراق: الضربات الجوية الانتقائية تحاصر تحركاته

31 مايو 2025
عناصر من الجيش العراقي غربي بغداد، ديسمبر 2024 (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الأشهر الأخيرة تراجعًا في هجمات داعش بالعراق، بفضل تقدم القوات العراقية في السيطرة على المناطق المتواجد فيها التنظيم، مع دور حاسم للضربات الجوية المنتقاة.
- تعتمد القوات العراقية على استراتيجية الضربات الجوية الدقيقة، مستهدفة تحركات داعش بناءً على معلومات استخبارية، مما أدى إلى قتل قيادات وتقييد تحركات التنظيم.
- أكد وزير الخارجية العراقي على أهمية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، مع تكثيف العمليات الأمنية ومراقبة خطوط إمداد داعش، وتوجيهات بتغيير التكتيكات العسكرية لإضعاف التنظيم.

تراجعت في الأشهر الثلاثة الأخيرة، تحرّكات عناصر تنظيم داعش في المحافظات العراقية، وانحسرت هجماته بشكل ملحوظ، في مؤشر على تقدّم واضح للقوات العراقية، التي مسكت زمام المبادرة في مناطق وجود عناصره، وسط تأكيدات بأنّ الضربات الجوية المنتقاة حاصرت التنظيم.

وأمس الجمعة، أعلنت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، استهداف ستة عناصر من "داعش" بضربات جوية ضمن قاطع محافظة صلاح الدين وسط العراق، مشيرة إلى أنّ "العملية استمرت فيها المراقبة والرصد على مدار أكثر من شهرين متواصلين من وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية لمجموعة إرهابية في وادي الشاي ضمن قاطع صلاح الدين"، مبينة أنه "مع المراقبة، وإثر المعلومات الدقيقة، نفذت طائرات إف 16 وسيزنا كرفان، ضربات جوية على المكان الموجودة فيه هذه المجموعة المكونة من ستة عناصر إرهابية، ودمّرته بالكامل". وأشارت إلى أنّ "القطعات لا تزال مستمرة بالمراقبة والمتابعة في هذا القاطع".

استراتيجية الضربات الدقيقة المنتقاة ضد "داعش"

من جهته، أكد ضابط في قيادة الجيش العراقي، فضّل عدم كشف هويته، أنّ "سلاح الجو ينفذ استراتيجية الضربات الدقيقة المنتقاة في استهداف تحركات "داعش"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنه "بالاعتماد على المعلومة الاستخبارية الدقيقة التي تحدد مكان وزمان تحركات التنظيم في المناطق التي ما زال له وجود فيها، تُوجّه الضربات الجوية الدقيقة". وأوضح أنه "لا تُستهدف كل تحركات العناصر في الغالب، ضمن الاستراتيجية التي تهدف أساساً إلى إخراج عناصر التنظيم من أماكن اختبائها في الكهوف وغيرها، ومن ثم انتقاء الأهداف التي تهاجمها الطائرات بحسب الأهمية"، مبيناً أن "الضربات قتلت أعداداً غير قليلة من قيادات وعناصر التنظيم، وحاصرت تحركاته".

وشدد على أنّ "تحركات التنظيم اليوم مكبّلة جداً في عموم مناطق البلاد، وهو فاقد لزمام المبادرة". واعتمد العراق أخيراً في مهمة القضاء على ما تبقى من عناصر وقيادات تنظيم "داعش" داخل أراضيه، على الضربات الجوية النوعية بشكل متزايد، ضمن مسعى منه لتقليل الخسائر البشرية بين أفراد الأمن التي قد تنجم عن التحرّك برّاً باتجاه بقايا التنظيم، حيث عادة ما يكون بين أفراد التنظيم انتحاريون، أو يكونون موجودين في مناطق مفخخة مسبقاً، كالمنازل والكهوف في المناطق الجبلية.

وأمس الجمعة، شدد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، على أهمية استمرار التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، وملاحقة بقايا "داعش"، وذلك خلال لقائه في بغداد، السيناتور الأميركية جاكي روزن. وكثّفت القوات العراقية عملياتها الأمنية لمنع تحركات عناصر تنظيم "داعش"، خاصة في المحافظات المحررة، وقد أعلنت قيادة الجيش أخيراً أن أعداد "الإرهابيين" الموجودين في العراق حالياً لا تزيد عن 400.

ويختبئ ما تبقى من عناصر التنظيم في مناطق وعرة، لكن السلطات الأمنية العراقية تقول إنها "تحت المراقبة"، ويستهدف الطيران الحربي العراقي باستمرار خطوط الإمداد لهذه الجماعات، وتحديداً على حدود محافظات نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار، وفي مناطق تقع على حدود محافظتي كركوك والسليمانية، مثل وداي زغيتون، ووادي الشاي، وجبال الشيخ يونس، ووادي حوران.

وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات إلى القيادات الأمنية بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لتنظيم "داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم والحدّ من حركاتهم.