استمع إلى الملخص
- رغم انخفاض الثقة في المؤسسات السياسية، يظل الجيش الإسرائيلي المؤسسة الأكثر ثقة بنسبة 77%، بينما تراجعت ثقة الجمهور في الشرطة إلى 37%، مع شعور 81% من اليهود بالتضامن الاجتماعي.
- يفضل حوالي ثلثي الإسرائيليين البقاء في البلاد رغم التحديات، مع تراجع نسبة الراغبين في البقاء مقارنة بعام 2019.
أشار مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية لعام 2024، الذي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وقدّمه اليوم الثلاثاء إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إلى أزمة ثقة عميقة لدى المجتمع في مؤسسات الدولة وقابلية أكبر للرحيل. ويشير الاستطلاع، الذي أجري للسنة الثانية والعشرين على التوالي، إلى أن أقل من خُمس الإسرائيليين يقيّمون حالة الدولة بأنها جيدة أو جيدة جداً. ومع ذلك، لا يزال حوالي ثلثي الجمهور يعتقدون أن إسرائيل مكان جيد للعيش فيه.
قلق على مستقبل "الديمقراطية"
وتشير البيانات إلى "قلق" كبير بشأن مستقبل الديمقراطية الإسرائيلية، إذ إن 54% من الجمهور اليهودي و77.5% من الجمهور العربي (في إشارة إلى فلسطينيي 48) يعتقدون أن الحكم الديمقراطي في إسرائيل في خطر. أما الفجوات بين المعسكرات السياسية فبارزة بشكل خاص، إذ إن 94% من اليسار، و71% من معسكر الوسط، وفقط 38% من اليمين يشتركون في هذا التقييم.
أزمة ثقة في مؤسسات الدولة
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصدره بكونه المؤسسة الأبرز التي تنال ثقة الإسرائيليين بنسبة 77% في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، رغم انخفاض طفيف عن المتوسط متعدد السنوات (79.5%). كما يحظى "الموساد" و"الشاباك" بثقة كبيرة نسبياً (63% و59% على التوالي). بالمقابل، سجلت ثقة الجمهور في الشرطة الإسرائيلية انخفاضاً كبيراً من 55% في ديسمبر/ كانون الأول 2023 إلى 37% في أكتوبر 2024. أما الثقة في المؤسسات السياسية ففي أدنى مستوياتها: الحكومة تحظى بثقة بنسبة 25%، والكنيست 16%، والأحزاب في أسفل القائمة.
ورغم الأزمة المؤسسية، يشير المؤشر إلى ارتفاع في الشعور بالتضامن الاجتماعي، إذ يعتقد 81% من الجمهور اليهودي الإسرائيلي، أنه يمكن الاعتماد على إسرائيليين آخرين في وقت الشدة. ومع ذلك، يعتقد ربع اليهود فقط أنه يمكن الاعتماد على الدولة في وقت الشدة. ويتصدر التوتر بين اليمين واليسار قائمة التوترات الاجتماعية بين اليهود، بينما في المجتمع العربي التوتر الرئيسي هو بين العرب واليهود. ومع ذلك، يشعر غالبية كبيرة من اليهود (84%)، بأنهم جزء من دولة إسرائيل ومشاكلها.
ورغم التحديات، يفضل حوالي ثلثي الجمهور، وفقاً لنتائج المؤشر، البقاء للعيش في إسرائيل، حتى لو عُرضت عليهم جنسية في دولة غربية أخرى. وعند تقسيم النتائج حسب المعسكرات السياسية في الجمهور اليهودي، يتبين أن 48% من اليسار، و65% من الوسط، و78% من اليمين يفضّلون البقاء في إسرائيل. ويعني هذا أن نحو 70% من مجمل الإسرائيليين يفضلون البقاء في انخفاض عن مؤشر عام 2019 حيث بلغت النسبة 84%.
وعلّق رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ، على المؤشر قائلاً: "انخفاض ثقة الجمهور بين المواطن الإسرائيلي ومؤسسات الدولة يقلقني كثيراً. لا بديل للديمقراطية الإسرائيلية". وقال يوحنان بليسنر، رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إن "انهيار الثقة في السلطات الحكومية والمؤسسات الديمقراطية هو إشارة تحذير واضحة".