استمع إلى الملخص
- اعتقل البرغوثي في 2003 وحكم عليه بالسجن 67 مؤبداً، وتعرض لتعذيب نفسي وجسدي، بما في ذلك العزل الانفرادي، ويطالب مكتب إعلام الأسرى بتدخل حقوقي وفتح تحقيق دولي.
- البرغوثي، المعروف بمؤلفاته الأدبية والعلمية، حصل على شهادات أكاديمية خلال اعتقاله، ويحمل الجنسية الأردنية، لكنه لم يحصل على الهوية الفلسطينية.
يتعرّض القائد في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأسير عبد الله البرغوثي (53 عاماً)، من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، لتنكيل وضرب شديد القسوة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما أدخله في حالة حرجة تهدّد حياته، وفق ما أكدت عائلته لـ"العربي الجديد". وقالت زوجته سائدة البرغوثي لـ"العربي الجديد": "نحن كعائلة قلقون عليه، ونخشى على حياته، بعدما أبلغنا أحد المحامين عقب زيارته أن عبد الله في وضع صعب للغاية، حيث يتعرض للضرب والتنكيل"، مطالبةً بضرورة التدخل لإنقاذ حياته قبل فوات الأوان.
في هذه الأثناء، أكّد مكتب إعلام الأسرى في بيان صحافي، الليلة الماضية، أن البرغوثي يواجه محاولة اغتيال ممنهجة داخل سجن "جلبوع" الإسرائيلي، مشيراً إلى أن حالته الصحية وصلت إلى مرحلة حرجة تهدّد حياته مباشرةً.
وأوضح المكتب أن البرغوثي يتعرض للضرب الشديد، ما أدى إلى تغطية جسده بالبقع الزرقاء، وتكوّن كتل دم في رأسه، وانتفاخ في عينيه، وكسور في أضلاعه، وفقدانه القدرة على النوم، كما تقتحم زنزانته وحدات القمع بقيادة ضابط يُدعى "أمير"، وتقوم بالاعتداء عليه حتى يسيل من جسده نصف لتر من الدم تقريباً في كل مرة.
وبحسب مكتب إعلام الأسرى، فإنه "في تصرف منافٍ للإنسانية، يتم إدخال الكلاب لنهش جسد الأسير عبد الله البرغوثي المغمور بالدماء، ويصدر الضابط أوامره قائلاً: "أدخلوا الكلاب تتسلى فيه"، ثم تُسكب مادة سائل الجلي الحار على جسده الهزيل بعد كل جولة تعذيب، ويُوجه إليه الضابط الإهانات قائلاً: "كنت قائداً سابقاً، اليوم أنت صفر... يجب أن تموت".
وأكد مكتب إعلام الأسرى أن البرغوثي يدخل في غيبوبة متكررة، ويفتقر لأي وسيلة حماية، إذ يلف يده بكيس نفايات وكرتونة ورق تواليت، ويضطر للنوم جالساً على الأرض مع انحناء رأسه للأمام بسبب الألم، كما لم يتمكن من الاستحمام منذ 12 يوماً، ويضطر لنقع الخبز بالماء وشربه لعدم قدرته على المضغ.
وحمّل مكتب إعلام الأسرى الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، مؤكداً أنها تشكّل اغتيالاً بطيئاً متعمداً وانتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية، مطالباً بتدخل فوري من المؤسسات الحقوقية وعلى رأسها الصليب الأحمر، وفتح تحقيق دولي ومحاسبة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وعبد الله البرغوثي هو أحد أبرز قيادات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وكان تعرض العام الماضي، لإصابة بكسور في قفصه الصدري بعد تعرضه للضرب على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. والبرغوثي قيادي بارز في كتائب القسام، وعرف عنه صلابته، كانت حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن 67 مؤبداً، و5200 عام، بتهمة تنفيذه 7 عمليات فدائية أدت إلى مقتل 67 إسرائيلياً وجرح أكثر من 500 آخرين، وهو من قادة المقاومة البارزين في انتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت عام 2000.
واعتقلت قوات خاصة إسرائيلية البرغوثي من مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، في الخامس من مارس/ آذار 2003، ونُقل إلى التحقيق وبقي فيه مدة ثلاثة أشهر تعرض فيها لأشكال مختلفة من التعذيب النفسي والجسدي.
بعد ذلك، نُقل عبد الله البرغوثي مباشرة إلى العزل الانفرادي، وبقي معزولاً لمدة 10 سنوات، وتعرض خلالها لضغوط نفسية وجسدية كبيرة، وخاض إضراباً عن الطعام أدى إلى إنهاء عزله الانفرادي، وتنقل بين عدة سجون خلال فترة اعتقاله.
ويحمل البرغوثي الجنسية الأردنية، ودخل إلى فلسطين أول مرة عام 1997، وبعدها بعام تزوج قريبته في بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، وأنجب منها أبناءه الثلاثة؛ تالا وأسامة وصفاء، بالرغم من عدم حصوله على الهوية الفلسطينية حتى الآن، فيما مرت على البرغوثي مناسبات عديدة وحرم من مشاركة عائلته فيهها، وكبر أبناؤه الثلاثة والتحقوا بالجامعات وتخرجوا ومنهم ما زال يدرس.
يحمل البرغوثي الجنسية الأردنية، ودخل إلى فلسطين أول مرة عام 1997
للبرغوثي مؤلفات عدة منها: "أمير الظل"، وروايات عدة، أبرزها "الماجدة" و"المقصلة"، وحصل خلال سنوات اعتقاله على شهادة البكالوريوس في تخصص التاريخ من جامعة الأقصى، وماجستير علوم سياسية من جامعة الأمة، وماجستير دراسات إقليمية من جامعة القدس، وحصل على دكتوراه فخرية من إحدى الجامعات المغربية.