تدمير منازل وعمليات تنكيل بالأهالي خلال اقتحام الاحتلال مخيم العروب

12 فبراير 2025
تنكيل بالفلسطينيين خلال اقتحام الاحتلال مخيم العروب، 12 فبراير 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم العروب شمال الخليل، حيث دمرت منازل واعتقلت عشرات الشبان، محولة المخيم إلى ساحة تدريب لجنودها منذ أكتوبر 2023.
- خلال الاقتحام، داهمت القوات 30 منزلاً واعتقلت نحو 70 مواطناً، محولة عيادة "أونروا" إلى غرفة تحقيق ميداني، وهدمت منزلاً دون السماح بإخلائه.
- الاقتحام تسبب في تعطيل المؤسسات التعليمية والصحية بالمخيم، واستمرت المواجهات اليومية مع الجنود رغم الإجراءات الأمنية المشددة.

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء اقتحاماً واسعاً تخلله تدمير وهدم منازل وتنكيل بالأهالي في مخيم العروب شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وحاصرت قوّات الاحتلال المخيّم من مدخله الشرقي الواصل مع قرى الخليل، ومن مدخله الرئيسي الغربي المحاذي للشارع الالتفافي "خط 60"، وشرعت في تنفيذ عملية هدم منزل عند مدخله، واعتقال عشرات الشبّان. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، حول جيش الاحتلال المخيم إلى ساحة تدريب لجنوده، حيث يجري اقتحامه بشكل دوري مساء كلّ يوم حتى ساعات فجر اليوم التالي.

وخلال الاقتحام الواسع فجر اليوم، داهمت قوات الاحتلال 30 منزلًا، واعتقلت نحو 70 مواطنًا جرى اقتيادهم إلى مركز عيادة وكالة الغوث "أونروا" وسط المخيم، والتي حوّلها الجنود إلى غرفة تحقيق ميداني بعد تكسير محتوياتها وأبوابها، وفقاً لعضو اللجنة الشعبية في مخيّم العروب، أمجد الطيطي في حديث لـ"العربي الجديد".

وقال الطيطي إن نحو 100 جندي مدعومين بـ14 آلية عسكرية من نوع "نمر" وجرافة من طراز "دي 10"، شاركوا في الاقتحام، حيث شرعت الجرافة في هدم منزل يعود للمواطن عدي جوابرة قرب مدخل المخيم، ولم يُسمح لصاحب المنزل بإخلائه من محتوياته قبل الهدم، في مخالفة للإجراءات التي كانت تُتبع سابقًا في عمليات الهدم. ويُعد هذا المنزل الثالث الذي يتم هدمه في المخيم منذ بداية العام الجاري؛ بحجة تلقيه إخطارًا مسبقًا لوجوده على حدود أراضي المخيم، الأمر الذي يثير المخاوف من تصاعد عمليات الهدم في الفترة المقبلة تحت ذرائع واهية تهدف إلى توسيع نطاق الدمار في المخيم.

الصورة
تنكيل بمعتقلين خلال اقتحام الاحتلال مخيم العروب / 12 فبراير 2025 (إكس)
جنود ينكلون بمعتقلين فلسطينيين خلال اقتحام مخيم العروب في الخليل جنوبي الضفة الغربية، 12 فبراير 2025 (إكس)

ووصف الطيطي اقتحام اليوم بأنه أشد قسوة من الاقتحامات السابقة، إذ لم يُسمح لسكّان المنازل بفتح أبوابها قبل اقتحامها، وعمدت قوات الاحتلال على تفجيرها بالقوة، ثم احتجزت أفراد العائلات في غرفة واحدة أثناء إجراء التحقيقات، كما تعرّض الأهالي للتهديدات والشتائم، إضافة إلى تكسير محتويات منازلهم.

وأشار الطيطي إلى أن قوات الاحتلال أفرجت عن معظم الشبّان بعد التحقيق معهم داخل عيادة وكالة "أونروا"، فيما أبقت على أربعة شبان رهن الاعتقال. وخلال التحقيق الميداني، تلقى المعتقلون تهديدات مباشرة من ضابط جيش الاحتلال المسؤول عن مخيم العروب مفادها "من يرفع راية فصيل فلسطيني سنقطع يده، ومن يرمي حجراً نحو الجنود سنطلق عليه النار". وادعى ضابط الاحتلال أن المواجهات التي يشهدها شارع 60 المحاذي للمخيّم تُشكل خطرًا على المستوطنين.

وأوضح الطيطي أن المواجهات في مخيم العروب لم تستهدف مركبات المستوطنين منذ يوليو/تموز 2023، إذ قامت سلطات الاحتلال في ذلك الوقت بعزل المخيم عن الطريق الاستيطاني الالتفافي الرئيس، ونصبت بوابة حديدية جديدة على طريق المخيم، إضافة إلى شق طريق التفافي بديل يبعد عن مدخل المخيم؛ بهدف فصل مرور مركبات المستوطنين مع مركبات الفلسطينيين من الطريق ذاته، ورغم ذلك، تستمر المواجهات بشكل شبه يومي مع جنود الاحتلال المتمركزين عند البرج العسكري المقام أمام مدخل المخيم.

وسبّب اقتحام الاحتلال المستمرّ تعطيل العمل داخل مؤسسات المخيم، بما في ذلك المدارس والعيادات والكلية الدراسية، نتيجة استمرار انتشار قوات الاحتلال في مختلف الأحياء، رغم انسحاب عدد من الآليات العسكرية.

المساهمون