استمع إلى الملخص
- الناشط جاسم علاوي أوضح أن الجسر كان يربط ضفتي نهر الفرات، وأن تدميره يهدف إلى فصل المنطقتين، مشيراً إلى تصرفات "قسد" العدائية تجاه أهل المنطقة.
- الناشط أبو عمر البوكمالي أشار إلى أن تدمير الجسر قد يكون لقطع الطريق عن قوات "ردع العدوان"، مؤكداً أهمية المناطق الاقتصادية التي تسيطر عليها "قسد".
تعرض جسر ترابي يربط مدينة دير الزور في بادية الشامية التي تُسيطر عليها إدارة العمليات العسكرية لـ"ردع العدوان" بالقرى السبع الواقعة في بادية الجزيرة على ضفاف نهر الفرات التي تُسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بريف دير الزور الشمالي الشرقي، يوم أمس الخميس، للتدمير وسط تضارب الأنباء عن الجهة التي فجرت الجسر.
وفيما رجحت مصادر محلية وقوف "قسد" وراء العملية لمنع فصائل المعارضة السورية من الوصول إلى مناطق سيطرتها في شرق نهر الفرات، قال آخرون إن الجسر تعرض لقصف جوي من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي تدعم "قوات سوريا الديمقراطية".
وقال جاسم علاوي، وهو ناشط مدني من أبناء محافظة دير الزور، لـ"العربي الجديد"، إن "الجسر الترابي الذي تم تدميره يوم أمس الخميس أنشأه نظام بشار الأسد المخلوع بعد تفجير نظامه سابقاً جسر السياسية في عام 2014، وبعدها سيطر النظام على الضفة الثانية من نهر الفرات. كما تم إنشاء جسر حربي من قبل الروس والذي يربط بين بلدتي حطلة (بادية الجزيرة)، وحويجة صقر (بادية الشامية)".
وأكد علاوي أنه "بعد دخول قسد إلى مدينة دير الزور عقب انسحاب قوات الأسد منها قُبيل سقوط النظام، سرقت الجسر الحربي الذي أنشأته روسيا"، مشيرا إلى أن الجسر هو الوحيد المتبقي من الجسور الثلاثة التي تربط الضفة اليمنى بالضفة اليسرى لنهر الفرات من الحدود العراقية وصولاً إلى مدينة الرقة، واعتبر أن تفجير الجسر هدفه "ترسيخ انفصالي.. من أجل فصل المنطقتين بعضهما عن بعض"، وفق تعبيره.
وبين علاوي أن "تصرفات قسد في مدينة دير الزور وريفها خلال الأيام القليلة الماضية تدل على حقد تجاه أهل المنطقة من خلال قتل المتظاهرين في مدينة دير الزور وريفها"، مؤكداً أنه "سجلنا يوم أمس الخميس مقتل الطفل زكريا العبد الحسين الطه، البالغ من العمر 12 عاماً، برصاص عناصر قسد في بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، فقط لأنه رفع شارة النصر بأصابعه بجانب رتل عسكري لقوات قسد".
وأشار إلى أن "قسد تُريد أن توقع فتنة بين طوائف وقوميات المنطقة الشرقية لسورية لتنفيذ مشروع التقسيم، ونحن واعون جداً لهذا الأمر". وأضاف علاوي "نحن بصفتنا نشطاء دير الزور ندفع باتجاه الحلول السياسية وليس المواجهات العسكرية، لأن المواجهات العسكرية دائماً ما تُفضي إلى خسائر ونحن لا نريد أي خسائر بشرية، ومعظم الأمور العالقة سيتم حلها من خلال التفاوض". وأردف: "لدينا تنسيق مع نشطاء الحسكة والرقة، كما نسعى لتكوين اتحاد يضم كل نشطاء المنطقة الشرقية في سورية من عرب وأكراد وآشوريين وجميع القوميات والطوائف".
بدوره، قال الناشط الإعلامي في دير الزور أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إنه "إذا كانت قسد هي التي فجرت الجسر فهي تستهدف قطع الطريق عن قوات ردع العدوان، أما إذا كان الاستهداف من قبل طيران التحالف الدولي، فهذا يعني الكثير، ويعني أن التحالف الدولي بالفعل متمسك بالبقاء في المنطقة ولن يتركها لا من خلال تفاهمات ولا غيرها، وسوف تبقى تحت سيطرة قسد بالاشتراك مع قوات التحالف".
والثلاثاء الماضي، أعلنت غرفة العمليات المشتركة لمعركة "ردع العدوان" أنها سيطرت على كامل مدينة دير الزور، التي دخلت إليها "قسد" بعد انسحاب قوات النظام السوري السابق منها. وتدعم الولايات المتحدة الأميركية منذ انطلاق الثورة "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية، التي تصنفها أنقرة إرهابية، والتي شكّلت بالنسبة لواشنطن ذراعها العسكرية في سورية، أو "حليف الميدان" لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي. وبينما ظلّت "قسد" تسيطر منذ سنوات على ما يسمى "سورية المفيدة"، شرقاً، حيث الثروات الاقتصادية لهذا البلد، فإن أي سلطة قادرة ومتمكنة في دمشق لن يكون بإمكانها العمل وإعادة الروح لاقتصاد البلاد المتهالك دون تلك المناطق.