تدريب جوي بين مصر والسودان: تحذير لإثيوبيا

تدريب جوي بين مصر والسودان: تحذير لإثيوبيا

16 نوفمبر 2020
اتفاق على بقاء المقاتلات المصرية من طراز رافال بقاعدة مروي (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

في خطوة مفاجئة هي الأولى من نوعها، كشف المتحدث العسكري المصري تامر الرفاعي أول من أمس السبت، عن وصول وحدات من القوات الجوية وعناصر من قوات الصاعقة المصرية إلى قاعدة مروي الجوية السودانية شمال العاصمة السودانية الخرطوم، للمشاركة في تدريب مشترك مع القوات الجوية السودانية تحت اسم "نسور النيل". التدريب الذي يحصل لأول مرة بين البلدين ويستمر حتى السادس والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، في وقت تشهد فيه مفاوضات أزمة سد النهضة تعثراً كبيراً.  كما أنه جاء في أعقاب تصريحات للرئيس الأميركي المنتهي ولايته دونالد ترامب، التي حذر فيها إثيوبيا من إقدام مصر على تفجير السد إذا ما فشلت المفاوضات.

رسالة قوية واضحة لإثيوبيا بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة بشأن سد النهضة

وقالت مصادر مصرية وسودانية، لـ"العربي الجديد"، إن التدريب العسكري فضلاً عن إجراء قائد الدفاع الجوي السوداني الفريق الركن عبد الخير عبد الله يرافقه وفد عسكري رفيع المستوى زيارة رسمية إلى مصر، استغرقت عدة أيام، كلها تطورات تعد رسالة قوية واضحة لإثيوبيا، بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة بشأن سد النهضة، وتمسُّك المسؤولين في أديس أبابا بموقفهم الرافض لأي تجاوب مع الملاحظات المصرية والسودانية، واستقواء إثيوبيا بسياسة الأمر الواقع واستحالة الحلول العسكرية.
وكشفت المصادر أن هناك اتفاقاً على بقاء المقاتلات المصرية من طراز رافال  والمشاركة في التدريب بقاعدة مروي في السودان، وفق تنسيق مصري على أعلى مستوى، من دون الإعلان عن تلك الخطوة، وذلك في إشارة بالغة الوضوح للجانب الإثيوبي بكون الحل العسكري مطروحاً على طاولة الأزمة.
وبحسب مصادر مصرية خاصة، فإن أسلوب إثيوبيا في إدارة التفاوض ونهجها المراوغ، بدون تركها أي مجال للحل السياسي الذي يراعي مصالح جميع الأطراف، أدى إلى تقارب يعد الأول من نوعه بين الخرطوم والقاهرة بناء على قواعد جديدة. وأشارت المصادر إلى أن التطور الكبير الذي طرأ على التنسيق المصري السوداني، ربما يكون حاسماً خلال الأيام المقبلة على صعيد المفاوضات خصوصاً، بعدما تحجج الجانب الإثيوبي بتعطيل التفاوض مجدداً بسبب الأوضاع الداخلية في ظل المواجهات العسكرية بين الحكومة في أديس أبابا وإقليم تيغراي. وتابعت المصادر أنه في الوقت الذي تقدم أديس أبابا هذه الذرائع لتعطيل التفاوض، فإنها تواصل بشكل مكثف عمليات البناء في السد.
من جهته، قال مصدر سوداني لـ"العربي الجديد" إن طبيعة التنسيق العسكري بين القاهرة والخرطوم والتدريب الجوي، يؤكدان الهدف من ورائهما. ولفت إلى أنه على سبيل المثال كان من الأجدر أن يكون تدريباً بحرياً، في نطاق التنسيق بين البلدين في البحر الأحمر. وشدد على أن "العلاقات العسكرية بين البلدين في الوقت الراهن تعد في أعلى مستوياتها".
وكشف المصدر أن "هناك اتفاقا على تعاون مصري سوداني، من خلال مراكز لوجستية ضمن اتفاقات بين البلدين، تحت غطاء دور مصري في إعادة هيكلة وبناء القوات المسلحة السودانية، بشكل يضمن وجود قوات نوعية مصرية بشكل منتظم هناك". 
وبينما تسعى المناورات المصرية السودانية لإيصال رسالة إلى إثيوبيا، فقد أبدت مصادر سياسية مصرية، خشيتها من استغلال إثيوبيا للموقف، وترويج تهديد الطرفين الأولين بالعمل العسكري، لكسب مزيد من التعاطف الصيني والروسي والأوروبي والأفريقي، ودوائر مهمة في الإدارة الأميركية، ما يدعم موقف أديس أبابا في مفاوضات السد.