أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تدريبات في محيط منطقة رام الله، تستمرّ حتى ساعات المساء، بحسب ما أعلن الجيش، مشيراً إلى أن التدريبات في منطقة قيادة لواء منطقة رام الله التي يطلق عليه الاحتلال "لواء بنيامين"، كانت مقررة وفق برنامج التدريب السنوي للجيش.
ولفت في تغريدة عبر "تويتر"، إلى أن هدف التدريب هو الحفاظ على استعداد الجنود ولياقاتهم القتالية.
وعلى الرغم من إعلان جيش الاحتلال أن التدريب كان مقرراً وفق خطة التدريبات السنوية للعام 2022، إلا أن التدريب يأتي في وقت تتصاعد فيه تحذيرات في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية من احتمال اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، سواء على خلفية استمرار الاستفزازات للفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، والتي يقودها عضو الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أم في ظل حالة الاحتقان في الضفة الغربية، لا سيما بعد سقوط ثلاثة شهداء على يد الجيش في نابلس أخيراً.
وكانت مصادر أمنية إسرائيلية أشارت في الأيام الماضية إلى تخوف من تأثير ما يحدث في حي الشيخ جراح في القدس على التهدئة مع قطاع غزة، واحتمالات قيام حركة "حماس" بالدفع نحو تصعيد عسكري لتثبيت الربط بين القطاع والقدس المحتلة، خصوصاً بعدما كان تدخلها العام الماضي وإطلاقها ستة صواريخ باتجاه القدس المحتلة، على أثر موجة الاحتجاجات في حي الشيخ جراح ضد محاولات حكومة الاحتلال إخلاء عائلات فلسطينية من بيوتها لصالح المستوطنين، أدى إلى شنّ دولة الاحتلال عدوان "حامي الأسوار" في مايو/أيار من العام الماضي.
في غضون ذلك، ومع استمرار انفلات عمليات الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، من قبل المستوطنين، بحماية الجيش، أعلنت الإذاعة الإسرائيلية قيام الجيش باعتقال 17 مستوطناً ممن يطلق عليهم "فتية التلال" صباح اليوم في مستوطنة يتسهار المعروفة بإيواء غلاة المستوطنين، ولا سيما من يسمونهم بفتية التلال. وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن من بين المعتقلين مستوطنين من مدينة القدس، فيما قسم منهم من داخل الخط الأخضر.
وتأتي هذه التحركات في ظل مخاوف الجيش الإسرائيلي من فقدان السيطرة على مقاليد الأمور في الضفة الغربية المحتلة، وانزلاقها لتدخل من جديد في قبضة حركة "حماس".
وكشفت الإذاعة الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، عن أن قائد لواء منطقة الضفة الغربية عمّم أخيراً على ضباطه وثيقة حذر فيها من حالة الاحتقان في الضفة الغربية المحتلة، واحتمالات اشتعال الأوضاع فيها خلال شهر رمضان في أوائل إبريل/نيسان المقبل.
ووفقاً لتحذيرات العميد في جيش الاحتلال، فإن "حالة الغليان قائمة، ومواد الاشتعال موجودة، وكل ما ينقص هو عود الثقاب لإشعالها، وقد يكون هذا عملية تصفية جسدية لمقاومين فلسطينيين من قبل جيش الاحتلال أو اضطرابات في حي الشيخ جراح أو مواجهات في المسجد الأقصى المبارك، أو سقوط قتلى فلسطينيين في مواجهات مع الجيش".
ولفت موقع الإذاعة الإسرائيلية في السياق، إلى تحذير مصدر سياسي إسرائيلي لم يسمّه، من اشتعال الأوضاع بسبب استفزازات في حي الشيخ جراح قد تقودنا إلى "مكان سيئ".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلية يئير لبيد، هاجم هو الآخر الاستفزازات التي يقوم بها عضو الكنيست إيتمار بن غفير، في الأيام الأخيرة في حي الشيخ جراح.