لاءات وشروط "حماس" لتثبيت التهدئة في غزّة

لاءات وشروط "حماس" لتثبيت التهدئة في غزّة... وتنصّل الاحتلال يهدّد بمواجهة جديدة

24 مايو 2021
اندلعت 8 حرائق في مستوطنات "غلاف غزة" جراء البالونات الحارقة في اليومين الماضيين ( Getty)
+ الخط -

لا يزال وقف إطلاق النار في قطاع غزة صامداً منذ فجر يوم الجمعة الماضي، غير أنّ قيوداً إسرائيلية مستمرة تجاه القطاع، قد تدفع فتيل الصراع للاشتعال من جديد، في ظل تنصل الاحتلال من فتح المعابر وإعادة فتح البحر أمام الصيادين، والعودة إلى ما سبق العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يوماً. 
ومعبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد مع الجانب الإسرائيلي لا يزال مغلقاً إلا أمام عدد قليل من شاحنات الأدوية والمستلزمات، ولم يعد يعمل كما كان سابقاً، إضافة إلى استمرار إغلاق البحر أمام الصيادين رغم سماح الشرطة البحرية التي تديرها حركة "حماس" للصيادين بالدخول إلى البحر كـ"تحد" لقرار استمرار الإغلاق. 
وفي إشارة إلى أنّ التوتر قد يعود وإنّ كان مبدئياً بفعاليات حدودية تفهم على أنها الأداة الأولى للتصعيد التدريجي، أطلق ناشطون فلسطينيون بالونات حارقة في اليومين الماضيين تجاه مستوطنات "غلاف غزة"، وسجلت على الأقل 8 حرائق فيها بفعل تساقط البالونات على الأراضي الزراعية. 

وإذا ما استمر التعاطي الإسرائيلي مع غزة على هذا الحال، فإنّ البالونات الحارقة ستتزايد إلى جانب فعاليات حدودية أخرى كالإرباك الليلي، وإشعال الإطارات، وقص السلك الفاصل، عادة ما تسبب هذه الأدوات القلق للمستوطنين ولقوات الاحتلال الإسرائيلي، وهنا يتم مراقبة سلوك الاحتلال في التعاطي مع هذه الفعاليات. 
وعادة ما تقدم قوات الاحتلال على استهداف المتظاهرين والناشطين على الحدود، وإنّ تعمدت إيقاع الخسائر المباشرة بهم، فإنّ "تنقيط" الصواريخ على مستوطنات الغلاف قد يعود. 
وأعطى هذا التطور مؤشراً على أنّ الأوضاع ليست على ما يرام، وأنّ مفاوضات تثبيت وقف إطلاق النار الماراثونية التي بدأها الوسيط المصري منذ اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار الفعلي، لم تنجح في تغيير موقف الاحتلال الإسرائيلي حتى اللحظة. 
ووفق معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، فإنّ الوسيط المصري للتهدئة سمع من قيادة حركة "حماس" في غزة شروطاً لنقلها إلى إسرائيل لضمان العودة إلى الهدوء التام، إضافة للشروط الدائمة التي كان يتم تقديمها والتي تتعلق في غالبيتها بظروف الحياة في غزة. 
وقدمت "حماس"، وفق المصادر، إلى جانب إنهاء الحصار بشكل كامل على القطاع، مطالب تتعلق بوقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تتعرض لها مدينة القدس وحيّ الشيخ جراح خصوصاً، إضافة إلى مطلب داخلي بتشكيل كيان فلسطيني لضمان سهولة إعمار القطاع. 

وتتخوف "حماس" من أنّ تسيطر السلطة على أموال التبرعات التي ستأتي لإعادة إعمار القطاع، فيما أبلغت الوسيط المصري وآخرين أنها لا ترغب في أنّ تتسلم هذه الأموال منفردة، بل تريد إطاراً وطنياً يمكنه المباشرة بإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الرابعة، وما تبقى من منازل ومنشآت تم تدميرها في الحرب الثالثة ولم يتم إعمارها حتى الآن. 
وترفض "حماس"، وفق مصادر "العربي الجديد"، أي قيود إسرائيلية على إعادة الإعمار وإدخال مستلزمات البناء، كما ترفض أيضاً آلية إعمار مشابهة لآلية الإعمار الأممية التي أقرت عقب الحرب الثالثة في 2014، والتي أطالت أمد الإعمار، بل ولم تقم بالإعمار كاملاً. 
وطرح الوفد الأمني المصري على قيادة "حماس" في غزة، الذهاب إلى تشكيل حكومة توافق وطني، كان الرئيس محمود عباس دعا إليها في آخر خطاباته، لكن ربطه مشاركة الحركة فيها بالإقرار بشروط الرباعية الدولية يجعل موافقة "حماس" مستحيلة، وهي التي رفضت منذ 15 عاماً هذه الشروط والتي تتضمن نزع السلاح والاعتراف بإسرائيل. 
وبحسب معلومات لـ"العربي الجديد"، فإن مصر تعتزم مناقشة فكرة حكومة توافق وطني فلسطينية في وقت قريب، حين تجتمع الفصائل مجدداً في القاهرة، باعتبار هذه الخطوة أسهل الطرق للوصول لإعمار سريع للقطاع وتثبيت وقف إطلاق النار.