هل يسعى النظام السوري لترك انطباع بتقدم على المسار الإسرائيلي؟

تقرير يشير إلى رغبة النظام السوري ترك انطباع بالتقدم على المسار الإسرائيلي

18 يونيو 2021
النظام يرغب بخلق انطباع بوجود تحرك ما (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

ذكر تحليل لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نشرته اليوم الجمعة في ملحقها، أن جملة من الأخبار التي نشرت أخيراً في مواقع عربية مختلفة ذات مصداقية بدرجات متفاوتة تشير إلى احتمال أن يكون النظام السوري، برئاسة بشار الأسد، معنياً بتحقيق اختراق على مسار العلاقات مع تل أبيب

واستشهد التحليل، الذي أعده الصحافي الإسرائيلي أيال نداف، بأخبار تحدثت عن لقاء جمع أخيراً مسؤولين إسرائيليين وروساً وسوريين، بينهم رئيس الأركان السابق بجيش الاحتلال، الجنرال غادي أيزنكوط، إلا أن الأخير نفى للصحيفة صحة الخبر.

ومع ذلك، أبرز تحليل "يديعوت أحرونوت" ما جاء في خبر لشبكة "الجزيرة" بخصوص تأكيد مسؤول في وزارة خارجية النظام السوري وجود اتصالات بين نظام الأسد والاحتلال الإسرائيلي، رابطاً ذلك بالجهد الذي يبذله النظام لاستئناف العلاقات مع السعودية.

وبحسب المسؤول السوري ذاته، فإن الرياض "تتابع باهتمام اتصالاتنا مع الإسرائيليين كاتصالات تمهيدية لمحادثات غير رسمية مع الإدارة الأميركية، لا سيما في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية إلى مغادرة الشرق الأوسط، ولذلك فهي ستكون مستعدة للقبول بالوضع القائم في سورية".

واستحضر أيال نداف المقال الذي نشره أخير السفير الأميركي السابق في روسيا، فريدريك هوف، والذي قال فيه إن بشار الأسد أبلغه في قصر الرئاسة في سورية في 28 فبراير/ شباط 2011 بأنه سيكون مستعداً لقطع علاقاته العسكرية مع إيران و"حزب الله" إذا كان ذلك سيضمن له استعادة الأراضي السورية المحتلة.

وخلص الصحافي الإسرائيلي إلى القول إنه "في أيام عادية، فإن تكرار نشر أخبار بهذا السياق كان يمكن لها أن تسبب أثراً دراماتيكياً، فكثرة هذه الأخبار مع التقديرات الحالية الصادرة من واشنطن وموسكو تشير إلى أن هناك رغبة سورية بخلق انطباع بوجود تحرك ما في الموقف من إسرائيل".

السفير الأميركي السابق في روسيا، فريدريك هوف: بشار الأسد أبلغني في قصر الرئاسة في سورية في 28 فبراير/ شباط 2011 بأنه سيكون مستعدا لقطع علاقاته العسكرية مع إيران و"حزب الله" إذا كان ذلك سيضمن له استعادة الأراضي السورية المحتلة

 

وتابع قائلاً: "السؤال هو ما هو السر وراء هذه الرغبة؟ وإلى أي حد يدور الحديث عن تحرك حقيقي، خصوصاً في ظل مواصلة القصف الجوي الإسرائيلي لمواقع سورية بشكل متواصل؟".

ونقل نداف عن مسؤول إسرائيلي مطلع على الأوضاع في سورية قوله إن "حالة اليأس التي يواجهها النظام تجعله مسروراً بأن يبث أخباراً ورسائل عن تقدم في الاتصالات مع السعودية والولايات المتحدة، وأن ما يهم النظام هو أن يبث الأمل للجمهور الغاضب في سورية".

وعلى حد تعبير المسؤول، الذي لم يكشف نداف عن هويته، "يؤمن السوريون بأن بمقدور الإسرائيليين أن يوفروا للنظام الشرعية في واشنطن، والمساهمة في خلق لغة مشتركة بين النظام والسعودية ودول الخليج، وتكريس شعور بإحراز تقدم يخدم مصلحة الدولة". 

واستدرك بالقول: "هم لا يتحدثون عن اتفاقية سلام، وإنما عن اتفاق عدم قتال طويل الأمد، وربما حتى ترتيبات لتقليص النفوذ والوجود الإيراني في سورية. وبكلمات أخرى، فإن السوريين معنيون بأن يخلقوا انطباعاً بوجود اتصالات مع إسرائيل أكثر من رغبتهم بمثل هذه الاتصالات".

 

في المقابل، أوضح الصحافي الإسرائيلي أنه ليس في الوارد أن تقوم حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة، بقيادة نفتالي بينت، بتنفيذ أي انسحاب من الجولان المحتل، خصوصاً وأن وزير الخارجية الحالي يئير لبيد بادر عام 2018 إلى عقد اجتماع كبير في الكنيست كجزء من حملة لإقناع المجتمع الدولي بالاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على الجولان.

وأضاف المحلل ذاته أن "أقصى ما يمكن للحكومة الحالية دراسته والتفكير به هو تقديم مساعدات إنسانية مقابل تقليص الوجود الإيراني ونفوذ "حزب الله" في سورية، إذ لا يوجد أي طرف في إسرائيل على استعداد لتقديم تنازلات إقليمية لنظام الأسد أو حتى مجرد التفكير بذلك".

وأنهى نداف تحليله بالقول إنه "على أية حال، لا يوجد أي مؤشر بأن بمقدور الأسد أن يوفر البضاعة المطلوبة ولو حتى على نطاق صفقة مقلصة كهذه. هذا هو حال الشرق الأوسط، فإذا كان الإسرائيليون هم من ركضوا في الماضي خلف السوريين، فإن السوريين هم الآن من يبحثون عن إسرائيل".

المساهمون