تحقيق لـ"سي أن أن" يؤكّد مسؤولية الاحتلال عن ارتكاب مجزرة المساعدات في رفح

05 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 13:21 (توقيت القدس)
جثمان شهيد بنيران الاحتلال في مركز المساعدات برفح، 3 يونيو 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خلص تحقيق "سي أن أن" إلى مسؤولية جيش الاحتلال الإسرائيلي عن المجزرة في رفح، حيث أطلقت دباباته النار على الفلسطينيين المتجهين لمركز توزيع المساعدات، مما أدى لاستشهاد أكثر من 30 شخصاً وإصابة نحو 200 آخرين.
- أشار التقرير إلى سيطرة إسرائيلية على الطريق المؤدي للمركز، واستخدام الأسلحة الرشاشة، مع غياب فيديو يوضح مصدر النيران، لكن الأدلة الصوتية تشير إلى فوضى وخطر بسبب ممارسات الجيش وآلية المساعدات.
- بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها منذ 10 أيام، لكن توزيع المساعدات شهد فوضى وسقوط ضحايا، وأغلق الجيش نقاط التوزيع مؤقتاً، وسط تحذيرات من الآلية الأميركية الإسرائيلية ومطالبات بإشراف أممي.

عشرات شهود العيان أكدوا إطلاق جيش الاحتلال النار بكثافة وعشوائية

المجزرة وقعت بالقرب من دوّار احتشد فيه المئات من الفلسطينيين

خلّفت مجزرة المساعدات 30 شهيداً ونحو 200 مصاب

خلص تحقيق أجرته شبكة "سي أن أن" الأميركية إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن المجزرة الدامية فجر الأحد الماضي حينما كان يحاول آلاف الفلسطينيين الوصول إلى مركز توزيع المساعدات الأميركي الذي تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة إسرائيلياً، والواقع في أقصى جنوب غرب مدينة رفح على الحدود مع مصر، بعدما أطلقت دبابات الاحتلال الإسرائيلي نيران رشاشاتها تجاههم، مخلفة أكثر من 30 شهيداً، ونحو 200 مصاب.

وقال تقرير "سي أن أن" إن عشرات شهود العيان، بمن فيهم من أصيبوا خلال الهجوم، أكدوا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النيران بكثافة وعشوائياً على الأهالي الذين كانوا ينتظرون المساعدات، فيما قالت "مؤسسة غزة الإنسانية" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت تعمل بالقرب من المنطقة خلال تلك اللحظة. وأضاف التقرير أن العديد من مقاطع الفيديو التي جرى التأكد من موقع تصويرها تشير إلى أن المجزرة وقعت بالقرب من دوّار احتشد فيه المئات من الفلسطينيين وتبعد بنحو 800 متر عن مركز المساعدات المحمي عسكرياً في تل السلطان برفح.

ولفت التقرير إلى أن الطريق المحدد الذي يؤدي إلى مركز المساعدات على امتداد الشاطئ، وتحديداً شارع الرشيد، منطقة تخضع للسيطرة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما يعمل عناصر جيش الاحتلال من قاعدة قريبة. وذكرت "سي أن أن" أن خبراء الأسلحة أكدوا أن مستوى إطلاق النار المسموع في مقاطع الفيديو، وصور الرصاص المستخرج من الضحايا، تتوافق مع الأسلحة الرشاشة التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي يمكن تركيبها على الدبابات. وأوضح التقرير أن العديد من شهود العيان قالوا إنهم شاهدوا النيران تنطلق من الدبابات الإسرائيلية القريبة من المكان.

وفيما ذكرت "سي أن أن" أنه لا يوجد ضمن مقاطع الفيديو التي تأكدت من مواقعها أي واحد يوضح بشكل قاطع من أطلق النيران خارج نقطة توزيع المساعدات، اعتبرت مراجعة الأدلة الصوتية أنّه يسلط الضوء على طريقة تحول مسعى الحصول على مساعدات إلى فوضى، وبعدها إلى خطر، بفعل ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتبعات آلية المساعدات الجديدة، التي تثير الكثير من الجدل.

وبدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها منذ نحو 10 أيام، إلا أن توزيع المساعدات شهد فوضى عارمة مع تقارير عن سقوط ضحايا بنيران إسرائيلية قرب المراكز التابعة لها. وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي الإقفال الموقت لنقاط التوزيع، محذراً من التنقّل على "الطرق المؤدية إلى مراكز التوزيع التي تعتبر مناطق قتال". وأفاد أشخاص حضروا المجزرة "العربي الجديد" في وقت سابق بأنها وقعت على شاطئ البحر بالقرب من دوار العلم، بين الساعة الثالثة والنصف والساعة الخامسة فجراً، في أثناء انتظار الأهالي بدء العمل في مركز توزيع المساعدات، وأنه حينما تراجع من وصلوا مبكراً للحصول على طرد غذائي إلى شاطئ البحر هرباً من نيران الدبابات، باغتتهم الزوارق الحربية من البحر باستهدافهم على الشاطئ.

وفوجئ الأهالي الذين دخلوا إلى ساحة مركز التوزيع بوجود أربع شاحنات فقط، وهي كمية قليلة مقارنة بحجم المحتشدين، الذين غادر معظمهم تحت وطأة إطلاق النار، ولم يتمكنوا من الحصول على أية مساعدات، فيما عاد عشرات في أكفانٍ، لتتجرع عائلاتهم الفقد والجوع معاً. وتتصاعد وتيرة التحذيرات من خطورة الآلية الأميركية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بديلاً من المؤسسات الأممية، لكونها تتجاهل معايير العمل الإغاثي والإنساني، وسط مطالبات فلسطينية ودولية بالعودة إلى آلية توزيع المساعدات التي تشرف عليها الأمم المتحدة.