تحقيقات عالية المستوى بمقتل أميركي في بغداد

تحقيقات عالية المستوى بمقتل أميركي في بغداد.. وشبهات بمسؤولية جماعة مسلّحة عنه

08 نوفمبر 2022
كان المواطن الأميركي ستيفن سترول يعمل ضمن منظمة إنمائية إغاثية أميركية (تويتر)
+ الخط -

تجري وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية العراقية منذ الساعات الأولى لصباح اليوم الثلاثاء، تحقيقات واسعة في حي الكرادة الذي شهد ليل أمس الإثنين، مقتل مواطن أميركي، رافقتها أيضاً حملة تفتيش واستجواب لسكان المنطقة ومراجعة لكاميرات المراقبة الخاصة بمحلات ومنازل قريبة من مكان الهجوم.

وأعلنت الشرطة العراقية في بغداد، ليل أمس الإثنين، مقتل مواطن أميركي يدعى ستيفن ترول، في منتصف العقد الرابع من العمر، ويعمل ضمن منظمة إنمائية إغاثية أميركية تعمل لصالح، الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان لها، إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، بتشكيل لجنة تحقيق من أجهزة الوزارة المختصة والجهات الأمنية الأخرى، للتحقيق في ملابسات حادث مقتل مواطن أميركي في العاصمة بغداد"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.

ووقع الحادث في شارع الصناعة بحي الكرادة وسط بغداد، والذي تتقاسم النفوذ داخله عدد من الفصائل المسلّحة المعروفة بقربها من طهران، أبرزها "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، و"النجباء"، و"سيد الشهداء"، وتمتلك فيه مقرات ومكاتب لها.

كما يُعتبر الحي واحداً من أكبر أحياء العاصمة من ناحية التشديد الأمني لقوات الجيش والشرطة، لوجود مقرات أحزاب وشخصيات سياسية، إلى جانب كونه ملاصقاً للمنطقة الخضراء الدولية.

واليوم الثلاثاء، قال مسؤول أمني عراقي بارز في قيادة شرطة الرصافة ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجناة حاولوا اختطاف الضحية، وإنزاله من سيارته نوع "تويوتا برادو"، واقتياده إلى سيارة رباعية الدفع اعترضت الشارع ونزل منها المسلّحون، ولم تكن تحمل لوحات تسجيل، لكن بسبب مقاومته أطلقوا النار عليه، وتركوه في الشارع.

وتابع أن "سيارة المهاجمين كانت تتنقل في المنطقة بدون لوحات تسجيل، وبأفراد يحملون أسلحة، اجتازوا نقاط تفتيش عدة قبل الوصول إلى مكان الحادث، وهو ما يجعل فرضية انتماء المهاجمين إلى جماعة مسلّحة تحمل غطاء معيّناً تتمكن من خلاله من التنقل بأريحية، وبسلاح وسيارة بدون لوحات تسجيل أمراً مرجحاً". إلا أنه استدرك بالقول إن "محاولة الاختطاف للضحية قبل قتله قد تكون بدافع الابتزاز المالي أيضاً، وهذا ما يجب أن نتركه للتحقيقات".

ولفت المسؤول نفسه، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "وزارة الداخلية استدعت آمري نقاط التفتيش والقواطع الأمنية بالمنطقة، وتراجع كاميرات المراقبة، وتستجوب القريبين من مكان الهجوم".

وأشار إلى أن الضحية يقيم مع أسرته في بغداد، ويحمل رخص إقامة قانونية، ويعمل بشكل نظامي مع منظمة ساهمت بالفترة الماضية في إغاثة النازحين والمدن المنكوبة، وهو ما يجعل من الحادث متفاعلاً خارج السياق الأمني، إذ من الممكن أن تتخذ المنظمات الإغاثية الأجنبية العاملة بالعراق قرارات احتياطية بعد مقتل المواطن الأميركي بتجميد عملها".

وتظهر تغريدات عدة للضحية الأميركي على موقع "تويتر"، مع زوجته وأطفاله في بغداد، وكتب بعضها باللغة العربية ووفق اللهجة اللبنانية.

في السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية، عن مصادر أمنية تأكيدها بدء قوات الأمن بحملة أمنية بحثاً عن مطلوبين في منطقة الكرادة التي شهدت الهجوم.

ونقلت وكالة "بغداد اليوم"، عن مصادر أمنية لم تسمّها، قولها إن "القوات الأمنية شرعت بعملية أمنية للبحث عن مطلوبين في منطقة الكرادة"، مشيرة إلى أن "العملية جاءت بعد عملية اغتيال أسفرت عن مقتل مواطن أميركي في شارع الصناعة وسط بغداد ليلة أمس".

ولم تكشف وزارة الخارجية الأميركية عن تفاصيل بشأن الحادث، لكنها قالت في إيجاز لها إنها على علم بالتقارير عن مقتل المواطن الأميركي بحي الكرادة في بغداد، وإنها تنظر فيها، وليس لديها ما تعلنه في الوقت الحالي، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام مختلفة.

ووسط تساؤلات عن كيفية تعامل رئيس الوزراء الجديد محمد شياع السوداني مع الحادث بوصفه امتحاناً يتعلق بالتعاطي مع جماعات السلاح المنفلت والمليشيات المتوغلة بالدولة، اعتبر الباحث والخبير بالشأن العراقي لقاء مكي، مقتل الضحية الأميركي ستيفن ترول ببغداد أنه "مجرد عينة لنتائج الإرهاب (المقبول) غربياً". وأضاف في تعليق له على موقع "تويتر"، أن "هذا الإرهاب فتك بآلاف العراقيين وما زال، لكنه يرتع في الدولة، ويفرض شروطه".