تحرير الشام تعتقل قيادياً في حراس الدين أُشيع أنه قُتل بغارة للتحالف

"تحرير الشام" تعتقل قيادياً في "حراس الدين" أُشيع أنه قُتل بغارة للتحالف

06 ابريل 2021
تألفت الحملة الأمنية ممّا يزيد عن 300 عنصر (Getty)
+ الخط -

حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، تفيد بأن الجهاز الأمني التابع لها، اعتقل فجر اليوم الثلاثاء، أبو ذر المصري، القيادي البارز في الصف الأول لتنظيم "حراس الدين" المتشدد، والشرعي العام السابق للتنظيم، واقتادته إلى سجونها في إدلب، وذلك إثر نصب حاجز مؤقت لها على مفارق الطرق الوعرة المؤدية لمدينة معرة مصرين شمال مدينة إدلب.

وكان تنظيم حراس الدين قد أشاع في وقت سابق بأن أبو ذر المصري قُتل بغارة جوية للتحالف إثر استهداف سيارته وسط مدينة إدلب في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأضافت المصادر أنّ الهيئة شنّت بعد منتصف ليل أمس الإثنين، حملة أمنية واسعة في مدينة إدلب والقرى والبلدات المحيطة بمدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، طاولت عدداً من القيادات المستقلّة، ولكنها مقربة من تنظيم "حراس الدين" المتشدّد، بالإضافة لقادة في الصف الأول في جماعتي "أنصار الإسلام"، و"أنصار التوحيد" العاملتين في إدلب.

وأكدت المصادر أن الحملة الأمنية للجهاز الأمني التابع لـ"تحرير الشام" تألفت ممّا يزيد عن 300 عنصر، توزعت على مدينة إدلب وقرى وبلدات جسر الشغور، أدّت لاعتقال كل من أبو أسامة الجزائري، وأبو الدرداء الجزائري (جزائريي الجنسية)، وأبو الليث معبر، وأبو عروة كنصفرة القيادي البارز في جماعة "أنصار الإسلام"، وجميعهم قيادات مقربة من تنظيم "حراس الدين" المتشدّد، وذلك إثر مداهمة خمسة منازل ضمن أحياء متفرقة من مدينة إدلب، واقتادتهم إلى ثلاثة سجون متفرقة للهيئة في المدينة.

إلى ذلك، أضافت المصادر أن جهاز الأمن التابع للهيئة اعتقل في العملية الأمنية نفسها، كلاً من معاذ التركي، وعبد الرحمن التركي، وعبد الرحيم التركي (أتراك الجنسية)، وعبد الرحمن الفرنسي (فرنسي الجنسية)، إثر مداهمة 11 منزلاً ومقراً عسكرياً في بلدات القنية، واليعقوبية، والحمامة في محيط مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، معقل فلول تنظيم "حراس الدين"، واقتادتهم إلى سجون مدينة إدلب المعقل الأكبر لهيئة تحرير الشام شمال غرب سورية.

في غضون ذلك، أشارت المصادر إلى أن "تحرير الشام" شنّت قبل أيام عملية أمنية سرية في ساعات الليل المتأخر، اعتقلت على إثرها القيادي أبو عمير، وهو أحد قادة الصف الأول في جماعة "أنصار التوحيد" العاملة في إدلب وما حولها، من منزله الكائن وسط مدينة إدلب، ولفتت المصادر إلى أن عدة قيادات من جماعة الأنصار توسطت لدى الهيئة للإفراج عن أبو عمير، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، بردّ الهيئة على القادة: "عليه قضية أمنية كبيرة".

وشددت المصادر على أن "تحرير الشام" تبحث عن القيادي "أبو همام الأردني"، زعيم تنظيم "حراس الدين" المتشدد، مؤكدة أنه خلال التحقيقات مع القيادات والمقربين من حراس الدين، يتم السؤال عنه وعن أماكن وجوده، على الرغم من أن الهيئة داهمت عدة مقرات مشتبه بوجود الأردني فيها، لكنها لم تعثر عليه حتى اللحظة، في ظل نشر الهيئة حواجز يومية موقتة على جميع الطرق المحيط بمدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب.

وأشارت المصادر إلى أن جهاز الأمن التابع لتحرير الشام، أطلق قبل أيام سراح كلّ من أبو المعتصم جزرايا، وأبو أحمد دوما، وأبو النصر زمار، وهم قيادات عملت سابقاً في تنظيم حراس الدين، اعتقلتهم الهيئة قبل شهر خلال حملتها الأمنية المستمرة ضد "حراس الدين"، وذلك بعد دفع مبلغ مالي مقابل الإفراج عنهم، وكتابتهم تعهداً بعدم الانضمام مجدداً للتنظيم، أو التعامل معه بأي شكل من الأشكال، أو حتى التواصل مع قياداته.

وكان الجهاز الأمني التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، قد بدأ حملته الأمنية المكثفة ضد تنظيم "حراس الدين" مع بداية تزايد الهجمات ضدّ القوات التركية في إدلب مطلع العام الحالي. فقد اعتقل على إثر هذه الهجمات، ما يزيد على 45 قيادياً في التنظيم، بحسب مصادر مقربة من "تحرير الشام". وأبرز القياديين الذين اعتقلوا خلال الحملة، القيادي المعروف باسم شقران الأردني، عضو مجلس شورى التنظيم، وهو بمثابة الرجل الثاني في "حراس الدين" بعد المدعو أبو همام الأردني. كما اعتقلت "الهيئة" أبو عبد الرحمن الأردني، وهو الشرعي العام في التنظيم بعد إشاعة مقتل أبو ذر المصري، وأبو عبد الله السوري، الإداري العام في التنظيم، وهو نجل أبو فراس السوري المتحدث السابق باسم جبهة النصرة، والذي قُتل بغارة للتحالف الدولي في إبريل/ نيسان عام 2016 على أطراف مدينة إدلب، وأبو هريرة المصري الأمين العام في التنظيم، وهو نجل أبو ذر المصري.

وخرج تنظيم "حراس الدين" إلى العلن في أواخر فبراير/شباط عام 2018، بعد إعلان "جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام حالياً) فكّ ارتباطها بتنظيم "القاعدة"، إذ رفضت شخصيات مؤثرة في الجبهة هذا القرار، فاتجهت إلى تشكيل فصيل "حراس الدين"، الموصوف بكونه أكثر تشدّداً من الجبهة.