تحركات عراقية للحفاظ على التهدئة بعد هجوم أربيل وقصف البوكمال

العراق: تحركات حكومية للحفاظ على التهدئة بعد هجوم أربيل وقصف البوكمال

16 سبتمبر 2021
عودة ملحوظة للإجراءات الأمنية الاحترازية حول المنطقة الخضراء ببغداد (جون مور/Getty)
+ الخط -

قال مسؤول أمني عراقي في بغداد، اليوم الخميس، إن تحركات تجريها الحكومة وأطراف سياسية لمنع أي تصعيد جديد بين الفصائل المسلحة الحليفة لطهران تجاه المعسكرات والمصالح التي تتواجد فيها القوات الأميركية. يأتي ذلك بعد هجوم بالطائرات المسيّرة استهدف مطار أربيل الدولي، حيث تتواجد قوات التحالف، أعقبه قصف مجهول استهدف سيارات تتبع فصائل مسلحة داخل المنطقة الحدودية العراقية السورية.

والسبت الماضي، أعلنت السلطات الأمنية في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، استهداف مطار أربيل الدولي بطائرتين مسيّرتين جرى تفخيخهما، مؤكدة أنّ إحدى الطائرات استهدفت الجزء العسكري من المطار، حيث تتواجد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، دون أن يسفر الهجوم عن أي خسائر.

واتهم مسؤولون في الإقليم جماعات مسلحة حليفة لطهران بوقوفها وراء الاعتداء، وأعقب ذلك قصف جوي استهدف سيارات كانت ضمن رتل تابع لفصائل مسلحة داخل الشريط الحدودي العراقي السوري ضمن بلدة البو كمال السورية. وسارع التحالف الدولي للنأي بنفسه عن الهجوم ونفي صلته به، بينما وجه تحالف "الفتح" الجناح السياسي الحليف لطهران، اتهامات لـ"إسرائيل"، بالوقوف وراء القصف.

وأحصى "المرصد السوري لحقوق الإنسان"/ مقتل ثلاثة عناصر من "الحشد الشعبي" على الأقل جراء الغارات، لافتاً إلى وجود جرحى في حالات خطرة. في المقابل، نفى مصدر في "الحشد الشعبي" في العراق، لوكالة "فرانس برس" وقوع خسائر بشرية، موضحاً أنّ القصف أدى الى تدمير أربع سيارات. 

ووفقاً لمسؤول أمني عراقي في بغداد، فإنّ "الحكومة أجرت خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع عدد من قيادات الفصائل المسلحة، بشأن أهمية عدم التصعيد والحفاظ على التهدئة خاصة مع قرب موعد إجراء الانتخابات".

وأضاف المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ الحكومة حصلت على بعض الوعود بشأن الحفاظ على التهدئة وفي الوقت ذاته تنصلت من مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مطار أربيل السبت الماضي.

وأشار إلى أنّ "التحركات الحكومية رافقتها عودة ملحوظة للإجراءات الأمنية الاحترازية حول المنطقة الخضراء ومطار بغداد، تحسّباً من أي هجمات غير متوقعة".

تحالف "الفتح" الجناح السياسي الممثل لـ"الحشد الشعبي"، دعا الحكومة إلى اتخاذ موقف إزاء القصف، وقال في بيان، له أمس الأربعاء: "ندين بأشد العبارات الاعتداء الذي تعرض له الحشد الشعبي في الحدود العراقية السورية"، مطالباً "الحكومة العراقية والبرلمان، باتخاذ موقف لحفظ السيادة وتأمين الحماية الكاملة لأبنائنا من خلال تحديد الدول المسؤولة عن هذه الاعتداءات ومواجهتها بجميع السبل الكفيلة بحفظ الكرامة وحماية الحدود".

وأشار إلى أنّ "إكمال انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، هو الخطوة الكفيلة بمنع التجاوز على سيادة العراق ودماء أبنائه"، ملمّحاً إلى وقوف إسرائيل وراء الهجوم، قائلاً "إنّ الكيان الصهيوني يبدو أنه قد أرعبه قرار الحكومة العراقية بإعادة 30 ألفا من أبناء الحشد الشعبي الى الخدمة".

موقف "تحالف الفتح" لم يحمل لغة التهديد المعتادة إزاء الجانب الأميركي، كما أنّ قيادات الفصائل الأخرى، المنشغلة بحملاتها الدعائية للانتخابات، لم تعلن موقفاً واضحاً تجاه الهجوم، ما حدا بالقوات الأمنية إلى اتخاذ إجراءات لمنع أي هجمات محتملة.

وعلى ما يبدو، فإنّ المروحيات العراقية تلعب دوراً كبيراً بتنفيذ الخطة، بحسب ما أكده شهود عيان في المناطق القريبة من المنطقة الخضراء ببغداد، والتي تضم مبنى السفارة الأميركية. 

وقال الشهود، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الليلتين الأخيرتين شهدتا تحليقاً مكثفاً للمروحيات، وبارتفاعات منخفضة جداً، في مناطق الدورة والسيدية والقادسية والكرادة، والمناطق القريبة منها"، مؤكدين أنّ "حركة الطيران تبدأ ليلاً وتستمر لنحو التاسعة صباحاً".

وأشاروا إلى أنّ "الفترات السابقة لم تسجل فيها أي حركة للطيران في تلك المناطق".

يشار إلى أنّ الفصائل المسلحة تدعم مرشحين مرتبطين بها، للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وقد انشغلت أخيراً بتنفيذ حملاتها الانتخابية.

المساهمون