تحذير من تداعيات استعراض أتباع الصدر وتلميح بانتشار لا يقف عند بغداد

تحذير من تداعيات استعراض أتباع الصدر وتلميح بانتشار مسلح جديد لا يقف عند بغداد

12 فبراير 2021
مليشيات عراقية تنتشر في الأسواق والطرق العامة بعدة مدن (فرانس برس)
+ الخط -

فيما تستمر تداعيات الانتشار المسلح الذي نظمته مليشيا "سرايا السلام" التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر، مساء الاثنين الماضي، في بغداد وعدد من مدن جنوب ووسط البلاد، أبرزها محافظتي النجف وكربلاء، تحت مزاعم وجود مخطط لاستهداف المراقد الدينية فيها، تتصاعد المخاوف من تحركات مماثلة واستعراض للقوة قد تقدم عليها فصائل أخرى تريد إثبات قوتها بالساحة العراقية. 

ولمح قادة في التيار الصدري إلى إمكانية تكرار انتشار جديد لأتباعهم في حال "اقتضت الضرورة الأمنية"، مؤكدين أن حدودهم لا تقف عند بغداد وكربلاء والنجف. 

ونفذ الآلاف من أفراد مليشيا "سرايا السلام" استعراضا واسعاً بمختلف أنواع الأسلحة في شوارع بغداد ومدن عدة في جنوب ووسط البلاد، إذ انتشر مسلحو المليشيا في الأسواق والطرق العامة وداخل الأحياء السكنية، كما نصبوا حواجز لتفتيش المارة في تلك المناطق، دون أن يصدر من الحكومة أو القوات الأمنية أي تعليق لغاية الآن على ما أطلق عليه شعبيا "ليلة الانفلات الأمني". 

واليوم، الجمعة، اعتبر النائب في البرلمان العراقي عن "تحالف القوى" رعد الدهلكي، أن الانتشار الذي نفذه أتباع الصدر يؤكد "حاجة العراق إلى بناء دولة مؤسسات حقيقية، وكذلك أن تتولى أمن العراقيين قوات الأمن حصراً". 

ودعا الدهلكي إلى "فرض هيبة الدولة وضبط السلاح المنفلت"، الذي وصفه بأنه "مصدر رعب للمواطنين"، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "محاولة إظهار ضعف القوات الأمنية ومؤسسات الدولة مؤشر إلى محاولة نشر الفوضى من جديد في البلاد، ولا يمكن أن تكون الفصائل المسلحة بديلة للقوات العراقية، ولا يمكن أن تكون لها مهام بتوفير الحماية للمواطن، فتلك الفصائل تعمل وفق أجندات وتوجهات خاصة بها".

وعبر عن مخاوفه من أن يكون الانتشار الأخير لمليشيا "سرايا السلام" "بداية لردود فعل مماثلة لفصائل أخرى تابعة لجهات أخرى، تسعى لإثبات وجودها في الساحة العراقية واستعراض القوة، الأمر الذي قد يضعنا أمام سيناريو استعراض القوة لتلك الفصائل وغيرها، ما يتسبب بضعف الدولة والملف الأمني". 

وختم بالقول إن "المواطن يريد استقرارا أمنياً وحالة اطمئنان، وإذا ما استمرت حالة استعراض القوة فنحن أمام فوضى يواجهها العراق"، محملاً رئيس الحكومة "مسؤولية السيطرة على السلاح المنفلت خارج إطار الدولة وفرض هيبة الدولة". 

وأمس الأول، رد الصدر على ما وصفه الانتقادات التي واجهت انتشار مليشيا "سرايا السلام"، بالقول إن "الانتشار الأمني لا يقلل من هيبة الدولة"، مضيفاً، في حديث للصحافيين، من مدينة النجف، جنوبي العراق، أن "القوات الأمنية في حالة انهيار وضعف، ويجب دعمها". 

من جهته، اعتبر السياسي العراقي عزت الشابندر، بأن الانتشار الأخير لمليشيات الصدر، عبارة عن رسائل لثلاثة أطراف. 

وقال، في تغريدة له على حسابه في موقع "تويتر"، إن "انتشار واستعراض أسلحة سرايا السلام أوصلت رسالتها بنجاح لثلاثة أطراف في وقتٍ واحد"، مضيفاً أن تلك الأطراف هي "دولية وإقليمية وعراقية"، دون أن يكشف عنها. 

وقال القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي، لـ"العربي الجديد"، إن "الانتشار كان بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية الأمنية، وأجهض فتنة تم التخطيط لها من قبل جهات داخلية وخارجية"، دون أن يحدد تلك الجهات أو طبيعة المخطط والفتنة المقصودة.

وشدد بالقول "سيكون لنا انتشار جديد عندما تقتضي الضرورة ذلك. مع أي خطر، فسرايا السلام مستعدة للانتشار، وصد الخطر، سواء في بغداد أو صلاح الدين أو الموصل، وأي محافظة أخرى"، وفقا لقوله.

المساهمون