حذرت صحيفة "معاريف" من مخاطر قد تهدد المصالح الأمنية لدولة الاحتلال الإسرائيلي بسبب الأزمة السياسية الناجمة عن النتائج غير الحاسمة للانتخابات الأخيرة، التي أظهرت عدم قدرة أي من المعسكرين الرئيسيين على تشكيل ائتلاف حكومي يتمتع بتأييد 61 صوتاً من أصل 120 عضواً في الكنيست.
ولفتت الصحيفة إلى أن الهدوء الذي تشهده الساحات المختلفة على الحدود "مضلل"، مشيرة إلى أن اضطرار إسرائيل لخوض انتخابات خامسة يعني عدم توفير بيئة لمعالجة قضايا استراتيجية مركزية، مثل الملف النووي الإيراني، والأوضاع في غزة.
ولاحظت أنه في الوقت الذي تعلق فيه إسرائيل في أتون أزمتها السياسية تكثف إيران العمل في مشروعها النووي استعدادا لإمكانية استئناف المفاوضات مع الإدارة الأميركية، إلى جانب حرص الإيرانيين على دفع مصالحهم الأخرى، مثل التوقيع على اتفاقية التعاون المشترك مع الصين.
وأشارت إلى أنه في حال واصلت الحكومة الانتقالية الحالية إدارة دفة الأمور في تل أبيب استعدادا لانتخابات خامسة جديدة فإن هذه الحكومة لن تكون قادرة على بلورة إستراتيجية للتعامل مع الأميركيين لضمان الحفاظ على مصالح إسرائيل في أي اتفاق يمكن التوصل إليه بين واشنطن وطهران.
وأوضحت أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن "لا تنتظر إسرائيل" وتواصل تكريس سياستها تجاه إيران، مستحضراً ما نقله موقع "بوليتيكو" الأميركي في وقت سابق من أن واشنطن ستقدم مقترحا لإيران يقضي بوقف جزئي للعقوبات عليها مقابل توقف طهران بشكل جزئي عن انتهاكاتها للاتفاق النووي.
وحسب الصحيفة، فإنه ليس لدى إسرائيل أية معلومة بشأن استراتيجية بايدن إزاء الملف النووي الإيراني، وما "إن كان لدى الإدارة مثل هذه الاستراتيجية".
واستدركت مشيرة إلى أن "المؤسسة الأمنية في إسرائيل لا تعارض العودة للاتفاق النووي مع إيران، لكنها معنية بمعرفة الشروط والآليات التي سيستأنف عبرها العمل بالاتفاق"، مشيرة إلى أن المهمة الملقاة على كاهل المستوى السياسي في تل أبيب تتمثل في التواصل مع الأميركيين لضمان أخذ مصالح إسرائيل في الاعتبار.
وفي حال توجهت إسرائيل إلى انتخابات خامسة فإنها "ستفقد عنصر الوقت الثمين" الذي يلزمها لإقناع واشنطن بمواقفها، كما ترى الصحيفة.
وأبرزت الصحيفة أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تستبعد شن عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال لم يلب الاتفاق الجديد مع طهران شرطين أساسيين، وهما: جعل الالتزام بالاتفاق مطلقا وبدون تحديد وقت لانتهاء العمل به، وفي حال لم يتم ذلك فرض آليات تفتيش دقيقة وصارمة على كل المؤسسات والمرافق ضمن المشروع النووي.
وألمحت الصحيفة إلى أن إسرائيل لن تصر على تضمين الترسانة الصاروخية الإيرانية ضمن الاتفاق الجديد على اعتبار أنه من الصعوبة بمكان فرض رقابة على تطوير الصواريخ، مشيرة إلى أن إقناع المجتمع الدولي بأن الصواريخ التي لدى إيران يمكن تحويلها إلى صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية مهمة صعبة.
وفي ما يتعلق بتمركز إيران العسكري في المنطقة وتحديدا في سورية، تجزم "معاريف" أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعي أنه بدون تحرك سياسي دبلوماسي لدى واشنطن وموسكو، فإنه لا يمكن إحباط هذا التمركز عبر العمل العسكري، المتمثل في الغارات التي تشنها إسرائيل.
ولا يساور المؤسسة الأمنية في تل أبيب شكوك بأنه في ظل المواجهة الحالية بين الولايات المتحدة وروسيا فإن تحقيق هذا الهدف بعيد المنال، كما تؤكد "معاريف".
في سياق متصل، حث الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون زئيفي فركش، على مواصلة العمليات السرية في قلب إيران بهدف التشويش على مخططاتها الهادفة إلى الحصول على سلاح نووي.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "جيروزيلم بوست"، أوضح فركش أنه على الرغم من أنه يشك في إمكانية منع إيران من الحصول على سلاح نووي في النهاية، إلا أنه يرى وجوب العمل بكثافة من أجل تأجيل ذلك إلى أبعد مدى ممكن.