تحذير غربي للإدارة السورية من تعيين مقاتلين أجانب في الجيش

10 يناير 2025
خلال لقاء الشرع قادة فصائل بدمشق، 31 ديسمبر 2024 (تليغرام)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذرت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا الإدارة السورية الجديدة من تعيين مقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا، معتبرة أن هذه الخطوة تسيء لصورة الإدارة وتثير قلقًا أمنيًا.
- بعد إسقاط نظام الأسد، عينت هيئة تحرير الشام نحو 50 شخصًا في مناصب عسكرية، بينهم ستة مقاتلين أجانب، مما أثار قلق العواصم الأجنبية من تهديدات أمنية محتملة.
- بررت الإدارة السورية الجديدة التعيينات بتضحيات المقاتلين الأجانب، مفضلة الاحتفاظ بهم في سوريا لتجنب اضطهادهم في أوطانهم، وسط حذر دولي بشأن إدارة المعارضين المسلحين.

قال مصدران مطلعان إن مبعوثين أميركيين وفرنسيين وألمان حذروا الإدارة الجديدة في سورية من أن تعيينهم مقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا يمثل "مصدر قلق أمني" و"يسيء لصورتهم" في محاولتهم إقامة علاقات مع دول أجنبية. وقال مسؤول أميركي إن التحذير الذي أصدرته الولايات المتحدة، والذي يأتي في إطار الجهود الغربية لدفع قادة سورية الجدد إلى إعادة النظر في هذه الخطوة، جاء في اجتماع بين المبعوث الأميركي دانييل روبنشتاين وقائد الإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع يوم الأربعاء في القصر الرئاسي في دمشق.

وقال المسؤول "هذه التعيينات لن تساعدهم في الحفاظ على سمعتهم في الولايات المتحدة". وأوضح مسؤول مطلع على المحادثات أن وزيري خارجية فرنسا وألمانيا جان نويل بارو وأنالينا بيربوك طرحا أيضاً قضية المقاتلين الأجانب الذين تم تجنيدهم في الجيش خلال اجتماعهما مع الشرع في الثالث من يناير/كانون الأول. وأوردت "رويترز" أنباء التعيينات في 30 ديسمبر/كانون الأول.

وأسقطت عملية "ردع العدوان" في سورية نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقادتها عدة فصائل، أكبرها "هيئة تحرير الشام"، ومنذ ذلك الحين، نصّبت حكومة في البلاد وحلت جيش نظام الأسد. وتبذل هيئة تحرير الشام جهوداً لإعادة تشكيل القوات المسلحة. وفي أواخر الشهر الماضي ذكرت "رويترز" أن الهيئة أجرت نحو 50 تعييناً، بما في ذلك ستة مقاتلين أجانب على الأقل، من بينهم صينيون وويغور من آسيا الوسطى، ومواطن تركي، ومصري، وأردني. وقال مصدر عسكري سوري إن ثلاثة منهم حصلوا على رتبة عميد وثلاثة آخرين على الأقل حصلوا على رتبة عقيد.

وتضم "هيئة تحرير الشام" والجماعات المتحالفة معها مئات المقاتلين الأجانب في صفوفها والذين قدموا إلى سورية خلال الثورة التي استمرت 13 عاماً، وكثيرون منهم يتمسكون بتفسيرات متشددة للإسلام. وتنظر العواصم الأجنبية عموماً إلى المقاتلين الأجانب باعتبارهم تهديداً أمنياً رئيسياً، حيث تشتبه في أن بعضهم قد يسعون إلى تنفيذ هجمات في بلدانهم الأصلية بعد اكتساب الخبرة في الخارج.

وقال مسؤولون في الإدارة السورية الجديدة إن المقاتلين الأجانب قدموا تضحيات للمساعدة في إطاحة الأسد وسيكون لهم مكان في سورية، مضيفين أنهم قد يحصلون على الجنسية. ولم ترد وزارة الدفاع السورية على طلب للتعليق. ولم تعلق أيضاً وزارة الخارجية الألمانية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن في حوار مستمر مع السلطات الجديدة في دمشق.

وأضاف المتحدث "المناقشات بناءة وتتناول مجموعة واسعة من القضايا المحلية والدولية"، موضحاً أن هناك "تقدماً ملموساً بشأن أولويات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تنظيم داعش". وتتعاون الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول الخليج العربية مع الإدارة الجديدة لمحاولة دفعها نحو انتقال سياسي شامل وكذلك السعي إلى التعاون في مكافحة الإرهاب والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. لكنهم ما زالوا حذرين بشأن الطريقة التي سيمارس بها المعارضون المسلحون الذين تحولوا إلى حكام إدارتهم للبلاد.

وقال المسؤول الأميركي ومصدر غربي إن دمشق قدمت توضيحات لتعيينات المقاتلين الأجانب بقولها إنه لا يمكن ببساطة إعادتهم إلى أوطانهم أو إبعادهم إلى الخارج حيث قد يواجهون الاضطهاد وإنه من الأفضل الاحتفاظ بهم في سورية. وقال المسؤول الأميركي إن السلطات أوضحت أيضاً أن هؤلاء الأشخاص ساعدوا في تخليص سورية من الأسد وأن بعضهم قضوا في البلاد أكثر من 10 سنوات ومن ثم أصبحوا جزءاً من المجتمع.

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية، خاصة مصر والأردن، تعارض التعيينات لأنها تشك في أن هذه الخطوات قد ترسل إشارات مشجعة للمقاتلين العابرين للحدود الوطنية. ومن بين المعينين في منصب العميد الأردني عبد الرحمن حسين الخطيب والصيني الويغوري عبد العزيز داود خدابردي، المعروف أيضاً باسم زاهد. كما تم تعيين المصري علاء محمد عبد الباقي، الذي فر من مصر في عام 2013 وحُكم عليه غيابياً في 2016 بالسجن المؤبد بتهم تتعلق بالإرهاب.

(رويترز، العربي الجديد)