تحذيرات من "توريط" شبان عراقيين في القتال في الحرب الروسية الأوكرانية

05 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 19:09 (توقيت القدس)
مواجهات على الحدود الروسية الأوكرانية، 16 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذرت السفارة العراقية في روسيا من محاولات توريط الشباب العراقي في الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدة التزام العراق بالحياد ودعوته للحلول السلمية، ونفت إصدار أي سمات دخول مرتبطة بالقتال.
- تداولت وسائل الإعلام مقاطع فيديو لشبان عراقيين يقاتلون مع الجيش الروسي، مع تقارير تشير لوجود 5 آلاف عراقي في صفوف الجيشين الروسي والأوكراني، وسط اتهامات لمافيات تديرها شخصيات عراقية بتجنيدهم.
- أكدت وزارة الخارجية العراقية متابعتها للملف ورفضها لوجود مقاتلين عراقيين، مشيرة إلى تحقيقات جارية حول الجهات التي تستدرج الشباب، مما أثار تساؤلات حول دور الحكومة العراقية.

حذرت السفارة العراقية في روسيا، اليوم الجمعة، من "توريط" شباب عراقيين في المشاركة في الحرب الروسية الأوكرانية في صف موسكو، وذلك بعد أيام من جدل واسع في الشارع العراقي، إثر تداول مقاطع فيديو لشبان عراقيين قالوا إنهم يقاتلون إلى جانب القوات الروسية في الجبهة الأوكرانية. وقالت السفارة في بيان إنها "لا تصدر مطلقاً أي سمات دخول مرتبطة بمثل هذه الادعاءات المضللة، والجهة الوحيدة المخولة إصدار سمات الدخول إلى الأراضي الروسية هي سفارة روسيا الاتحادية في بغداد وقنصلياتها في أربيل والبصرة حصراً".

وجددت السفارة "تأكيد موقف العراق الثابت بالحياد إزاء الأزمة الروسية – الأوكرانية، ودعوته الدائمة إلى اعتماد الحلول السلمية وإنهاء الصراع عبر الحوار"، محذرة "من محاولات استدراج أو توريط بعض العراقيين المقيمين في روسيا أو خارجها تحت ذرائع مختلفة للمشاركة في الحرب"، ومؤكدة رفضها "القاطع لمثل هذه الممارسات".

ودعت السفارة أبناء الجالية العراقية إلى "توخي الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء هذه الأساليب المضللة"، متوعدة بـ"احتفاظها بحق الرد عبر القنوات الدبلوماسية والقانونية المختصة لحماية مصالح العراق وأبنائه"، ومؤكدة "عدم وجود أي ممثل رسمي مخول للجالية العراقية في روسيا الاتحادية، لا من الجانب العراقي ولا من الجانب الروسي".

وخلال الأيام الماضية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لشبان عراقيين قالوا إنهم موجودون في مناطق القتال مع الجيش الروسي بصفة متطوعين، ويتلقون مبالغ مالية لقاء ذلك.

فيما نقلت محطات إخبارية عراقية معلومات عن استدراج عراقيين للقتال إلى الجانب الروسي منذ العام 2022، ونقلت محطات إخبارية عن شخص عرّفته بصفة "مسؤول الجالية العراقية في روسيا" حيدر الشمري تأكيده أن "5 آلاف عراقي يقاتلون في صفوف الجيشين الروسي والأوكراني، وأن هناك مافيات تغري العراقيين بالأموال ثم تجبرهم على القتال".

وهذه ليست المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن مقاتلين عراقيين ضمن الجيش الروسي في حربه مع أوكرانيا، وقد سبق أن كُشف، في السنوات الماضية التي تلت تلك الحرب، عن وجود أعداد من المقاتلين العراقيين إلى جانب روسيا.

كما أفادت وكالات أنباء في حينها بمقتل عراقيين أثناء قتالهم ضمن صفوف مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية، فيما أكد مسؤول في وزارة الخارجية العراقية أنها "تتابع الملف، وأن الحكومة العراقية لا تقبل بوجود مقاتلين عراقيين ولن تسمح بذلك". وأوضح لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "الملف خطير، ويجرى التحقيق بشأن وجود جهات تعمل على استدراج الشباب وتوريطهم في القتال"، مؤكداً أن "موقف العراق واضح من الحرب الروسية الأوكرانية، وهو لا يقف بجانب جهة على حساب أخرى بقدر ما يدعم السلام بينهما".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، أثار مدونون وإعلاميون تساؤلات بشأن هؤلاء المقاتلين، وما إذا كانوا مرتبطين بجهات معينة. وتحدث الإعلامي العراقي رافد جبوري عن الملف، وتساءل في فيديو له عن "إمكانية وجود علاقة لمليشيات عراقية بإرسال مقاتلين إلى روسيا، أم أن الأمر لم يثبت حتى الآن"، كما تساءل عن "دور الحكومة العراقية وموقفها تجاه هؤلاء المقاتلين الذين قد يتعرضون للقتل أو الأسر".

المساهمون