تحذيرات إسرائيلية من "عاصفة إقليمية" بسبب التراخي في مواجهة إيران

تحذيرات إسرائيلية من "عاصفة إقليمية" بسبب التراخي في مواجهة إيران

19 ديسمبر 2021
تل أبيب تتهم القوى الكبرى بالتساهل مع طهران (أليكس هلادا/فرانس برس)
+ الخط -

في ظل استمرار التحذيرات الإسرائيلية من خطر عدم التصدي لإيران، توقعت أوساط في تل أبيب أن تفضي مفاوضات فيينا بين طهران والقوى الغربية إلى اتفاق جزئي، أو إلى الفشل.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأحد، أن إسرائيل حذّرت القوى العظمى المشاركة في مفاوضات فيينا من "عاصفة إقليمية" إن واصلت نهج "التراخي" في مواجهة إيران. وفي تقرير نشرته اليوم، لفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل شددت على أن أنماط التعاطي الغربية المتساهلة مع إيران يمكن أن تفضي إلى اندلاع عنف في الخليج العربي والشرق الأوسط.

ونقلت عن مسؤول في تل أبيب، لم تسمّه، قوله إن "المجتمع الدولي يخشى من استخدام السيف" في مواجهة إيران.

وأوضحت الصحيفة أن حديث الأطراف المشاركة في مفاوضات فيينا عن إحراز تقدم في جولة المفاوضات الأخيرة أثار حفيظة إسرائيل، ودفعها إلى إرسال هذا التحذير، ولا سيما بعد أن توصلت إيران والقوى العظمى، وضمنها الولايات المتحدة، إلى تسوية لا يعقد بموجبها اجتماع مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة النووية مقابل التزام إيران إعادة نصب وتركيب كاميرات التصوير التابعة للوكالة في منشأة كرج النووية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إن عدم التئام مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة النووية يحرم القوى العظمى واحدة من أداتي ضغط كان بالإمكان استخدامهما ضد إيران، على اعتبار أنه في حال صدور قرار "سلبي" عن المجلس سيترتب عنه تنديد من مجلس الأمن الدولي، وقد يتبعه فرض عقوبات جديدة.

وأعادت الصحيفة التذكير بأن الولايات المتحدة كانت الطرف الذي أصر على عقد اجتماع مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما كانت روسيا الطرف الذي اقترح إعادة كاميرات التصوير في منشأة كرج.

وحسب المصادر الإسرائيلية الرسمية، التي نقلت عنها الصحيفة، فإن الإنجاز الذي حققته إيران من عدم عقد اجتماع مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكبر من الثمن الذي يمكن أن تدفعه بإعادة نصب كاميرات التصوير في كرج. واستخلصت المصادر أن عدم عقد اجتماع مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعني أن احتمال فرض عقوبات دولية على إيران قد تضاءل إلى حد كبير.

وفي سياق متصل، زعمت المصادر الإسرائيلية الرسمية بأنه في حال فشل مفاوضات فيينا، ستستأنف إيران ضرب أهداف في الخليج، وضمنها أهداف لقوى دولية، من منطلق ممارسة الضغوط عليها، بهدف الحيلولة دون فرض عقوبات عليها.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الأحد، عن مصدر مسؤول في تل أبيب، استبعاده أن تتفق إيران والقوى العظمى على العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي الذي وقّع في 2015.

وأشارت الصحيفة إلى أن صبر الأطراف المشاركة في محادثات فيينا يوشك على النفاد، فالمفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، والتقديرات متشائمة.

ولفتت إلى أن الجولة المقبلة من المفاوضات يمكن أن تعقد في النمسا، الخميس المقبل، أو في الثالث من يناير/كانون الثاني المقبل. ونقلت عن مصدر إسرائيلي مسؤول قوله إنه إذا تزامن عقد الجولة المقبلة مع الاحتفال بعيد الميلاد، فإن هذا قد يدل على أنّ المحادثات شهدت تقدماً.

وحسب الصحيفة، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه إذا انتهت الجولة المقبلة من المفاوضات إلى انفجار، فإن هذا لا يعني إسدال الستار على خيار المفاوضات، على اعتبار أن إيران يمكن أن تعود إلى المفاوضات بعد فترة طويلة من الانقطاع، وتظهر بعد ذلك المزيد من المرونة.

أما الاحتمال الثاني الذي أشارت إليه التقديرات الإسرائيلية، كما نقلتها "هآرتس"، فيتحدث عن توافق أطراف مفاوضات فيينا على اتفاق مرحلي ينطوي على تفاهمات جزئية بشأن برنامج إيران الذري.

وأوضحت الصحيفة أن التقديرات السائدة في تل أبيب ترجح عدم عودة أطراف مفاوضات فيينا إلى اتفاق 2015، لأن سريانه يوشك على الانتهاء، فضلاً عن أن إيران قد تجاوزت العتبة التكنولوجية اللازمة لتطوير برنامجها النووي، وهو الإنجاز الذي كان يفترض أن الاتفاق الأصلي يمنع طهران من تحقيقه.