تحالف ميركل أمام مرحلة مفصلية: هل يخسر السلطة بعد مغادرة المستشارة؟

تحالف ميركل أمام مرحلة مفصلية: هل يخسر السلطة بعد مغادرة المستشارة؟

28 اغسطس 2021
تخوُّف من فشل لاشيت في خلافة ميركل (ماركوس شريبر/ فرانس برس)
+ الخط -

قبل أقل من شهر على موعد إجراء الانتخابات البرلمانية العامة في ألمانيا، تسود حال من القلق وعدم الثقة في أوساط تحالف المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الذي يضمّ كلاً من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي.

ويسود التخوف مع تقدم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتصدره أخيراً استطلاعات الرأي، بعد أن كان قد قُلِّل لفترة طويلة من حظوظه، مع بداية الحملة الانتخابية، حيث لم تكن تتجاوز أرقامه 16% من الأصوات، مع ما يزيد على 35% لاتحاد ميركل.

هذا المعطى دفع أنصار تحالف ميركل أخيراً إلى رفع الصوت والمطالبة باستبدال المرشح أرمين لاشيت بزعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي رئيس وزراء ولاية بافاريا، ماركوس زودر، الذي يحظى بتأييد شعبي بارز مقابل الاستياء من لاشيت.

وأشارت صحيفة "تاغس شبيغل" إلى أنه وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة "سيفي" بطلب من صحيفة "اوغسبرغر الغماينه" أخيراً، تبيّن أن 70% من المستطلعة آراؤهم من مؤيدي كل من حزب ميركل المسيحي الديمقراطي والشقيق الأصغر في بافاريا الاجتماعي المسيحي يدعمون زودر مكان لاشيت للمنافسة على منصب المستشار ضد مرشح الاشتراكي أولاف شولز ومرشحة الخضر أنالينا باربوك.

ولم يتمسك سوى 23% منهم بالإبقاء على ترشيح لاشيت، فيما بقي 7% في حال من التردد بالإجابة عن سؤال، فيما إذا كان ينبغي لزودر أن يحلّ مكان لاشيت كمرشح لمنصب مستشار خلفاً لميركل.

وأضافت الصحيفة أنه من بين مجموع من شاركوا في الاستطلاع هناك 52% مع تغيير المرشح لاشيت، فيما يعارض 38% الأمر.

وكان زودر قد قال خلال مقابلة مع التلفزيون البافاري أخيراً، إنه لم يعد لديه طموح للتنافس على منصب المستشار الألماني، مضيفاً: "لقد قدمت عرضاً مرة واحدة، الترشح مرة ثانية لا يقدم شيئاً على الإطلاق، والجدل الأخير حول تغيير مرشح الاتحاد هو مجرد أضغاث أحلام".

في غضون ذلك، برز موقف لزميل لاشيت في الحزب رئيس البرلمان المخضرم فولفغانغ شويبله، دافع فيه عنه كمرشح لمنصب مستشار ضد عاصفة الانتقادات، وطالب جميع المناصرين بالالتفاف حوله ودعمه وحمايته.

كذلك أيدت الزعيمة السابقة للاتحاد المسيحي الديمقراطي، وزيرة الدفاع، أنغريت كرامب كارنبور، الكفاح من أجل لاشيت، بهدف تغيير اتجاهات التصويت لمصلحته.

وأبرزت تقارير إعلامية أنه يتعين على لاشيت أن يوضح للجميع كيف يريد وقف تغير المناخ دون التخلي عن ألمانيا كموقع صناعي. أما صحيفة "هاندلسبلات"، فذكرت أنه ليتجاوز لاشيت هذه الأزمة، ينبغي - من بين إجراءات أخرى - تكثيف الإطلالات التلفزيونية والمقابلات الإذاعية، انطلاقاً من أن لاشيت يمتلك صفات المتحدث الجيد، وهذا من شأنه أن يحدث مفاجآت إيجابية بعد أرقام الاستطلاعات المحبطة.

وعن المخاوف بخصوص عدم استمرار الاتحاد المسيحي في الحكم بعد مغادرة ميركل، برزت مواقف لقياديين في المسيحي الديمقراطي تدعو إلى الكفاح من أجل تحقيق انتصار يسمح للحزب بالاحتفال كفائز مساء يوم 26 سبتمبر/ أيلول المقبل، ومن بينها لعضو هيئة الرئاسة وزيرة الزراعة الاتحادية يوليا كلوكنر التي تحثّ على بذل الجهد المضاعف لتحقيق ذلك.

واعتبرت كلوكنر في مقابلة مع صحيفة "هاندلسبلات"، يوم الجمعة، أن الأمر متروك لقادة الحزب لإقناع الناخبين وكسب ثقتهم، خاصة أن هناك سيناريو مخيفاً لم يتوقعه أحد، ويتمثل بتحالف بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، الذي يمكن أن يحكم إما بدعم من أصوات حزب اليسار أو الليبرالي الحر، أي مع شريك ثالث ينضم الى الائتلاف الحكومي المحتمل، ويستبعد عندها الاتحاد المسيحي عن السلطة.

ولتفادي ذلك، دعت صحيفة "هاندلسبلات" قادة الاتحاد المسيحي إلى تقديم الدعم الشخصي للاشيت، وتفادي أن يظهر كما لو أنه يعمل منفرداً. وحثت قادة حزبيين مؤثرين على المشاركة معه أمام الصحافة والإعلام لتسليط الضوء على ملفات معينة تهمّ المواطن، ومن بينهم رئيس كتلة الاتحاد في البرلمان، رالف برينكهاوس، الضليع في السياسة المالية، ونائب رئيس الكتلة أندرياس يونغ الذي يعتبر خبيراً في سياسة المناخ، وآخرين مثل السياسية نادين شون المتمرسة بملف الرقمنة.