تحالف حكومة الدعم السريع يتبنى الهجوم بطائرات مسيرة على الخرطوم

09 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 15:18 (توقيت القدس)
تصاعد أعمدة دخان في جنوب الخرطوم، 7 يونيو 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعرضت الخرطوم لهجوم بطائرات مسيرة من قوات الدعم السريع، مستهدفة مدن العاصمة الثلاث، مما أدى إلى انفجارات وانقطاع الكهرباء. الهجوم جاء في ظل عمليات عسكرية للجيش السوداني في كردفان ورهيد النوبة.

- أعلن تحالف السودان التأسيسي مسؤوليته عن الهجمات الجوية، واصفاً إياها بالدقيقة والناجحة، كرد على استهداف المستشفيات والمنشآت المدنية في دارفور وكردفان، مؤكداً استهداف مواقع عسكرية فقط.

- تزامنت الاشتباكات مع غارات جوية وزيارة نائب القائد العام للجيش السوداني، حيث يقوم الجيش بعمليات لتشتيت دفاعات الدعم السريع. منذ أبريل 2023، أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح 15 مليوناً.

تعرّضت العاصمة السودانية الخرطوم، فجر اليوم الثلاثاء، لهجوم كبير بطائرات مسيرة أطلقتها قوات الدعم السريع مستهدفة مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم، وبحري وأم درمان، مع سماع دوي انفجارات عنيفة. ورصد "العربي الجديد" ثلاث طائرات وهي تدخل أجواء الخرطوم من الاتجاه الجنوبي الغربي عند الساعة الخامسة والنصف والسادسة بالتوقيت المحلي، وتعبر فوق حي طيبة الحسناب وتتوجه شمالاً نحو وسط الخرطوم.

ويأتي الهجوم وسط عمليات عسكرية واسعة ينفذها الجيش السوداني في إقليم كردفان، ومنطقة رهيد النوبة الواقعة غرب مدينة أم درمان، الضلع الآخر للعاصمة. واستهدفت الهجمات قاعدة وادي سيدنا العسكرية في مدينة أم درمان، فيما تصدت المضادات الأرضية التابعة للجيش لعدد من الطائرات التي رصدت في أجواء المنطقة. كما استهدفت الهجمات محطة الكهرباء في منطقة المرخيات غرب أم درمان، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي، بحسب ما أفاد به مواطنون أشاروا إلى تزامن الانقطاع مع وقوع الهجوم في الساعات الأولى من صباح اليوم.

وفي وقت لاحق، أعلن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) الذي تقوده قوات الدعم السريع، تبنيه الهجمات، واعتبر أنّ الضربات الجوية "الدقيقة والناجحة" والتي استهدفت أهدافاً عسكرية في الخرطوم ومدنا أخرى جاءت رداً مباشراً على ما وصفه بالاستهداف الإجرامي للمستشفيات والمنشآت المدنية في دارفور وكردفان بما في ذلك مدينة نيالا.

وقال المتحدث باسم التحالف الذي يشكل الحكومة الموازية في السودان بقيادة "الدعم السريع"، علاء الدين نقد، في بيان، اليوم الثلاثاء، إنّ "هذه العمليات النوعية استهدفت مواقع عسكرية ولوجستية تخدم المجهود الحربي للعدو، دون أن تمس المدنيين أو ممتلكاتهم، في التزام ثابت بمبادئنا وأخلاقنا في مواجهة جرائم جيش الحركة الإسلامية الإرهابية ومليشياتها التي تعيث فساداً وتقتل الأبرياء في كردفان ودارفور وغيرها من مناطق السودان"، وفق تعبير البيان. وأعلن أن جميع الخيارات "ستظل مفتوحة للرد على الاعتداءات المتكررة" التي تصدر بأوامر ما سماها "عصابة بورتسودان" و"التنظيم الإرهابي لجماعة الإخوان المسلمين"، بعد أن "حولوا الجيش إلى أداة للترويع والقمع ضد الشعب".

ودارت اشتباكات متزامنة بين الجيش وقوات الدعم السريع وسط غارات جوية كثيفة، يومي الأحد والاثنين، في مناطق أم صميمة ورهيد النوبة وكازقيل والرياش، والتي جاءت في ظل زيارة نائب القائد العام للجيش السوداني شمس الدين كباشي لمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، حيث ترابط قوات ضخمة للجيش والقوات المساندة له.

وفي هذا الصدد، قال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش يقوم بعمليات عسكرية واسعة ومتزامنة في عدد من المناطق في شمال كردفان وجنوبها، لتشتيت خطوط تموين ودفاعات "الدعم السريع"، وإجبارها على التراجع من المدن والقرى التي تسيطر عليها، مشيراً إلى أن المعارك تأتي بعد توجيهات من قيادة الجيش، وفي ظل زيارة نائب القائد العام للجيش شمس الدين كباشي لمدينة الأبيض، والذي وجّه القوات بالاستمرار في المعارك دون الالتفات إلى أي أحاديث عن مفاوضات مع قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن الطيران التابع للجيش نفّذ أيضاً غارات على تجمعات لـ"الدعم السريع" في مدينة بارا ومنطقة أم كريدم في شمال كردفان، ومدينة النهود بولاية غرب كردفان.

ومنذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حرباً أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليوناً ولجوئهم، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.