تجميد عضوية نائب أردني بتهمة "الإساءة للمجلس"

تجميد عضوية نائب أردني بتهمة "الإساءة للمجلس"

27 مايو 2021
ربط العجارمة بين قطع التيار الكهربائي والاحتجاجات المتضامنة مع فلسطين (العربي الجديد)
+ الخط -

صوّت مجلس النواب الأردني، في جلسة مغلقة عقدها، اليوم الخميس، على تجميد عضوية النائب أسامة العجارمة وقطع مخصصاته عاماً واحداً، بسبب ما وصفتها اللجنة القانونية للمجلس بـ"إساءة" العجارمة للمجلس وهيبته وسمعته وأعضائه والنظام الداخلي.

وكان العجارمة قد أكد خلال جلسة للمجلس، أمس الأربعاء، التزامه بما تفرضه مواد النظام الداخلي واحترامه لها، فيما حاول زملاء له مقاطعته ليقدم تحية لأعضاء مجلس النواب رافعاً يده بجانب رأسه في تقليد للتحية العسكرية. 

وعند مطالبة رئيس مجلس النواب، عبد المنعم العودات، له بتقديم اعتذار، رد العجارمة بقوله "افصلني"، ليرفع الرئيس الجلسة.

ويوم الإثنين الماضي، عبّر العجارمة عن غضبه من قطع التيار الكهربائي عن كافة أنحاء المملكة يوم الجمعة 21 مايو/ أيار الحالي، مشيراً إلى أنّ ذلك مرتبط بالفعاليات التضامنية مع الفلسطينيين.

وتعليقاً على قرار تجميد عضوية العجارمة، قال أستاذ القانون في جامعة العلوم الإسلامية في الأردن، حمدي قبيلات، لـ"العربي الجديد" إنّ "القرار الذي اتخذه المجلس من الناحية القانونية، لم يخرج عن التشريعات، فهو لا يخالف الدستور، وضمن النظام الداخلي لمجلس النواب"، مضيفاً أنّ "ما صدر عن النائب يعتبر مخالفة مسلكية من طرفه، تستوجب اتخاذ إجراء بحقه، وفق النظام الداخلي، ومن هذه الخيارات تجميد العضوية أو فصل النائب، أو عدم اتخاذ أي إجراء بحقه".

وأوضح قبيلات أن "هناك حالة سابقة لتجميد العضوية والفصل عندما استخدم السلاح في عام 2013 في المجلس من قبل أحد النواب، لكن في الكثير من الحالات التي حدث فيها ضرب بالأيدي والتلفظ بألفاظ نابية لم يحدث رد فعل مماثل من المجلس"، معتبراً أنّ "القرار من الناحية السياسية غير موفق".

وبدوره رأى قبيلات أنّ "السلوك الذي صدر عن النائب لا يستوجب تجميد العضوية"، مشيراً إلى أنه "كان على المجلس أن يأخذ ظروف الواقعة والتي كانت مرتبطة بحالة غضب شديد، والجميع كان محتقناً، خاصة في ظل موقف الحكومة الضعيف من التطورات الإقليمية وطلب طرد السفير (إيتان سوركيس) وانقطاع الكهرباء بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية على العدوان على غزة".

وأضاف أن "هذا النائب شكل حالة شعبية، والمجلس بهذا القرار يفقد ما تبقى من رصيده الشعبي. وهو كان بغنى عن مثل هذا القرار، وهو بحاجة إلى ترميم صورته، لا استفزاز الكثير من المواطنين".

وكان العجارمة، قال، في مداخلته خلال جلسة مجلس النواب: "حفاظاً على هيبة مجلس النواب، لا بد من التطرق إلى موضوع قطع التيار الكهربائي عن وطن بأكمله"، مضيفاً: "أي دولة في العالم يحدث فيها مثل هذا الحادث، تعقد جلسة طارئة تحت القبة، ويلغى جدول الأعمال"، وتابع: "هذا إبلاغ لكل أحرار الوطن ومجلس نواب الأمة، أطلعكم على الحقيقة بعدما غابت عن البيان الحكومي، فقد تمّ قطع الكهرباء لمنع وصول زحف العشائر الأردنية إلى العاصمة عمان، هناك عشرون ألف مركبة لأبناء العشائر تم قطع الطريق عليها بعد تعطل محطات الوقود عن العمل، ولم تصل إلا 4 آلاف مركبة".

ورداً على ذلك طلب النائب مجحم الصقور من رئيس المجلس شطب عبارة "الزحف إلى عمان" وتطبيق النظام الداخلي، وفيما بعد أطلق العجارمة عبارة "طز بالنظام الداخلي".

وكتب الصحافي المختص بالشؤون البرلمانية، وليد حسني، على حسابه في "فيسبوك": "لا يحق لأي كان تجميد عضوية أي نائب بسبب رأي أو موقف، وليس مجلس النواب مقدساً ليكون محصناً من النقد والتقييم، وما قاله النائب العجارمة تحت القبة الإثنين الماضي خلف الميكروفون لا يستدعي كل هذه الضجة النيابية".

وأضاف: "النائب العجارمة لم يقترف ما يوجب هذا العقاب الجارح الذي سيطاول مجلس النواب نفسه كما سيطاول الأردنيين، ربما أخطأ في التعبير والتوصيف، إلا أن هذا الخطأ لا يوجب كل هذه الغضبة البرلمانية".

وختم بالقول: "القضية اليوم ستشعل الشارع الأردني، مما سيزيد من غضب الناس على المجلس، وسيجد النواب أنفسهم في مواجهة عواصف من الاحتجاج والغضب والنقد الجارح وقتل ما تبقى من خيوط الثقة الواهية بينهما، وهو ما لا يحتاجه المجلس والناس على السواء".

المساهمون