تجدد تبادل القصف في كشمير.. والهند تستنفر لحماية الموانئ

09 مايو 2025
منزل مدمر في قرية هندية بفعل قصف مدفعي باكستاني، 9 مايو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت التوترات في كشمير بين الهند وباكستان، حيث اتهمت الهند باكستان بشن هجمات بطائرات مسيرة، بينما أعلنت باكستان عن إسقاط 77 مسيرة هندية، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وزيادة الإجراءات الأمنية في الهند.
- تبادلت الدولتان الاتهامات بالتصعيد، واعتبرت باكستان سلوك الهند غير مسؤول، بينما أشار سفير باكستان لدى الولايات المتحدة إلى وجود اتصالات بين مجلسي الأمن القومي في البلدين.
- دعت قوى عالمية إلى تهدئة التوترات، ونصحت السفارة الصينية في نيبال مواطنيها بتجنب المناطق الحدودية بين نيبال والهند.

اتهمت الهند، اليوم الجمعة، جارتها باكستان بشنّ هجمات متعددة على مواقع حدودية في ظل استمرار التصعيد بين الدولتَين النوويتَين في إقليم كشمير الذي تتنازعان عليه منذ عقود تخللتها حروب عدة. ففي منشور على "إكس"، أعلن الجيش الهندي، صباح اليوم الجمعة، أن القوات المسلحة في باكستان شنت، الليلة الماضية، هجمات متعددة باستخدام طائرات مسيرة وذخائر أخرى على طول الحدود الغربية للهند، مؤكداً نجاحه في صد هجمات الطائرات المسيرة.

وأصدرت السلطات في الهند اليوم الجمعة أمراً حكومياً لزيادة مستويات الأمن في جميع الموانئ والمحطات وأحواض بناء السفن، فيما أعلن وزير الإعلام في الجزء الباكستاني من كشمير عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 29 آخرين على الأقل بالمنطقة في قصف عبر الحدود القائمة مع الهند. وأعلنت الشرطة الباكستانية اليوم الجمعة مقتل أربعة مدنيين في قصف هندي ليلي في الشطر الخاضع لإدارة باكستان من كشمير. وقال مسؤول الشرطة عادل خان، المقيم في منطقة كوتلي، لوكالة فرانس برس: "قصفت القوات الهندية مناطق مدنية... مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم طفلة في الثانية من عمرها، وإصابة اثني عشر آخرين"، مضيفًا أن القصف استمر حتى وقت متأخر من الليل.

وأفادت مصادر عسكرية والتلفزيون الرسمي الباكستاني الجمعة بأن باكستان أسقطت 77 مسيّرة أطلقتها الهند على أراضيها منذ ليل الاربعاء-الخميس. وقال التلفزيون الباكستاني الجمعة "مساء أمس الخميس أسقطت باكستان 29 مسيّرة هندية فيما تم تدمير 48 مسيّرة منذ الليلة الفائتة"، وأكدت مصادر عسكرية باكستانية هذا العدد لوكالة "فرانس برس"، في وقت تتبادل إسلام اباد ونيودلهي الاتهامات بإطلاق كل منهما مسيّرات على أراضي البلد الآخر.

على الصعيد السياسي، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية شفقت علي خان الجمعة أن "السلوك غير المسؤول للهند وضع دولتين نوويتين على شفير نزاع كبير". وأضاف المتحدث أن "الهستيريا الحربية للهند ينبغي أن تكون مصدر قلق كبير للعالم"، في وقت تستمر المواجهة العسكرية بين البلدين رغم الدعوات الدولية إلى ضبط النفس.

اتصالات بين باكستان والهند

وفي المقابل، كشف سفير باكستان لدى الولايات المتحدة رضوان سعيد شيخ، أمس الخميس، عن اتصالات على مستوى مجلسي الأمن القومي في الهند وباكستان، وذلك رداً على سؤال عما إذا كانت هناك اتصالات جارية بين الجارتين النوويتين. ورأى السفير الباكستاني، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، أن مسؤولية تهدئة التوترات بين البلدين تقع على عاتق الهند بعد اشتباكات على مدى يومين. وأضاف: "أعتقد أنه جرت اتصالات على مستوى مجلسي الأمن القومي، ولكن هذا التصعيد، سواء الإجراءات التي تتخذ أو الخطاب الذي يخرج، يجب أن يتوقف". وتابع قائلاً إن "مسؤولية خفض التصعيد تقع الآن على الهند، لكن هناك حدوداً لضبط النفس. وتحتفظ باكستان بحق الرد. وهناك ضغط كاف من الرأي العام عندنا على الحكومة للرد".

وتحث قوى عالمية عديدة، منها الولايات المتحدة، نيودلهي وإسلام أباد على تهدئة التوترات وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، ودعت واشنطن إلى حوار مباشر. وتبادلت باكستان والهند، أمس الخميس، الاتهامات بشن هجمات بطائرات مسيرة. وحذر وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف من أن الرد "بات مؤكداً بشكل متزايد"، مشيراً إلى أن جهود الوساطة وصلت إلى طريق مسدود، وذلك في اليوم الثاني من الاشتباكات العنيفة بين الجارتين النوويتين. وأدى القتال المستمر منذ يومين إلى مقتل نحو 40 شخصاً. وبدأ التصعيد الأخير في 22 إبريل/نيسان عندما قتل مسلحون 26 شخصاً في الشطر الذي تديره الهند من كشمير. واتهمت نيودلهي إسلام أباد بالوقوف وراءه، وهو ما نفته الأخيرة ودعت إلى إجراء تحقيق محايد.

الصين تدعو مواطنيها في نيبال لتجنب حدود الهند وباكستان

نصحت السفارة الصينية في نيبال مواطنيها بتجنب المناطق الواقعة على طول الحدود النيبالية الهندية، وذلك في بيان نشرته على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي. ودعت السفارة المواطنين الصينيين إلى تجنب دخول الهند عن طريق الخطأ من دون تأشيرة سارية. وأضافت أن الهند ونيبال عززتا الأمن على طول حدودهما وسط تصاعد التوتر بين الهند وباكستان.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون