تبعات دحر العدوان عن غزة: وحدة القضية تحاصر الاحتلال

تبعات دحر العدوان عن غزة: وحدة القضية تحاصر الاحتلال

22 مايو 2021
احتفالات في غزة بعد انتهاء العدوان (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

نجحت المقاومة الفلسطينية خلال 11 يوماً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في تحقيق أكثر من هدف، فإضافة إلى دحر العدوان وإجبار الاحتلال على قبول شروطها لوقف إطلاق النار، فإنها نجحت في تأكيد وحدة القضية الفلسطينية وترابطها، من القدس المحتلة إلى الداخل مروراً بالضفة وحتى غزة، بالإضافة إلى توجيه ضربات قاسية للاحتلال مع وصول صواريخها إلى مختلف الأراضي المحتلة، وخصوصاً تل أبيب. وبعدما بات الشعب كله خلف المقاومة، لم يعد بإمكان الاحتلال الاستفراد بالقدس، لتبقى ترجمة الانتصار رهن التوصل إلى قيادة فلسطينية موحدة.

وعن هذا الموضوع، قال الباحث السياسي في غزة، ثابت العمور، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ نتائج وتبعات معركة "سيف القدس" كثيرة وفي كل المجالات السياسية والعسكرية والأمنية، بل والوعي والفكر، وأهم هذه النتائج أنّ القدس باتت أبرز محدد لفعل وسلوك المقاومة، معتبراً أنه لم يعد ممكناً للاحتلال التفرد والاستفراد بالقدس وبأهلها، وأي اعتداء مستقبلي على المدينة والمسجد الأقصى سيحرك المقاومة ويعيدها للاشتباك، واصفاً ذلك بالتحول النوعي غير المسبوق الذي يرسم خريطة فلسطين من البحر الى النهر بحماية ورعاية المقاومة.

وأوضح العمور أنّ معركة "سيف القدس" أنهت جدل الاشتباك والتراشق الإعلامي والسياسي بين الفرقاء الفلسطينيين بسبب الانتخابات التشريعية وتأجيلها، وبات الشعب الفلسطيني كله كتلة واحدة خلف المقاومة، في أراضي العام 48 والضفة الغربية والقدس وغزة، بل والشتات من اللاجئين.

بات الشعب الفلسطيني كله كتلة واحدة خلف المقاومة

وفي الجانب العسكري، رأى الباحث السياسي أن المعركة أخرجت فخر الصناعة الإسرائيلية والأميركية من الخدمة والتسويق، أي "القبة الحديدية"، التي فشلت تماماً في التصدي لصواريخ المقاومة، ومعنوياً فإنّ "البقرة المقدسة" للاحتلال تل أبيب تعرضت للقصف المركز مرات عديدة وهو ما جعل مفهوم الردع الإسرائيلي يتبخر. ولفت إلى أنه عندما كانت غزة تقاتل في معركة القدس كانت هناك حوالي 400 نقطة اشتباك في الضفة بين الفلسطينيين والاحتلال وكذلك في أراضي 48، بل إن الحواجز المنتشرة في الضفة الغربية التي كانت تنغص على الفلسطينيين حياتهم أصبحت مناطق ونقاط اشتباك.

في السياق نفسه، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، أنّ إسرائيل خسرت لأن فصائل المقاومة فاجأتها من حيث نوعية وكمية الصواريخ التي استخدمتها خلال 11 يوماً من تصديها للعدوان، موضحاً أنّ الذين راقبوا إقامة دولة الاحتلال منذ العام 1948 لم يسبق لهم رؤية قصف يغطي كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأشار أبو زايدة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ المقاومة فرضت وقف إطلاق النار كما تريد هي وليس كما يريد الاحتلال، وعندما هددت بضرب العمق الإسرائيلي في تل أبيب إذا ما استمر استهداف الأبراج العالية توقف الاحتلال عن ذلك، وعندما هددت بتوسيع رشقاتها تراجعت وتيرة القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة من العدوان.

المقاومة فرضت وقف إطلاق النار كما تريد هي وليس كما يريد الاحتلال

ولفت أبو زايدة إلى أنّ المقاومة تعاملت بندية مع الاحتلال، ولأول مرة يكون هناك تقاطع وتشابك لكل أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة والداخل المحتل وبعض الشتات، فتحرك الجميع ككتلة واحدة لمقاومة العنجهية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن كل الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن فشل، بين مدوٍ وبسيط، وأنّ أهون المحللين الإسرائيليين يقولون إن هناك نوعاً من التوجس من القادم ونتائج المعركة، والغالبية العظمى منهم وجهوا لوماً لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقيادة الجيش.

غير أنّ أبو زايدة رأى أنّ استثمار الجهد المقاوم والشعبي والتعاطف الدولي الذي حصل خلال العدوان، لا بد له من قيادة فلسطينية موحدة، وهذا يصطدم بجزء أو مكون أساسي من السلطة في الضفة، معتبراً أنّ "حماس" وفصائل المقاومة ستستثمر ما جرى لتعزيز شرعيتها ومراكمة إنجازاتها.