تباين بين ستيفاني وليامز وعباس كامل بشأن مصير الحكومة الليبية

تباين بين ستيفاني وليامز وعباس كامل بشأن مصير الحكومة الليبية

20 يناير 2022
ركّزت وليامز على تهيئة الأوضاع لإجراء انتخابات ليبية (الأناضول)
+ الخط -

أكدت مصادر خاصة أن جولة مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا ستيفاني وليامز، في الأيام الأخيرة والتي شملت تركيا، ومصر، وروسيا، بحثت تصوّراً دولياً لاتخاذ خطوات حاسمة بشأن الملف الليبي خلال الفترة المقبلة.

ويقضي التصور بسرعة إجراء الاستحقاقات الانتخابية المؤجلة منذ 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قبل حلول يونيو/ حزيران المقبل.

وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن لقاءات وليامز مع المسؤولين في أنقرة والقاهرة وموسكو تركّزت على تهيئة الأجواء للوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أسرع وقت ممكن، مع الحفاظ على بقاء الحكومة المؤقتة الحالية، ووقف أي تحركات مناوئة لها، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي، إلى حين إجراء الانتخابات.

وبحسب المصادر، اعتبرت وليامز أن المساس بالحكومة الحالية سيفتح الباب أمام الفوضى السياسية مجدداً هناك.

مصر تدفع لتشكيل حكومة ليبية جديدة

وقال مصدر مصري خاص مقرّب من اللجنة المعنية بالملف الليبي إن لقاء وليامز برئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، المشرف على الملف الليبي من الجانب المصري، شهد تبايناً في الرؤى بشأن مصير الحكومة الحالية.

شددت وليامز على أن الخيار الأفضل هو تكثيف الجهود لعقد الانتخابات في أسرع وقت

ولفت إلى أن القاهرة تتبنّى رؤية بشأن تكليف حكومة جديدة في أعقاب تأجيل الانتخابات، إلى حين تحديد موعد جديد للاستحقاق، وهو الأمر الذي يتعارض مع الرؤية التي سعت وليامز لتسويقها بين ثلاثة لاعبين رئيسيين، في إشارة إلى تركيا وروسيا ومصر.

وأضاف المصدر أن رؤية وليامز بشأن عدم تغيير الحكومة الليبية الحالية متعلقة بكون خطوة التغيير في حال حدوثها ستطيل الفترة الانتقالية، ولن تكون مجدية على صعيد إنهاء حالة التجاذب السياسي والمليشياوي الحاصل في ليبيا حالياً.

وشددت وليامز على أن الخيار الأفضل هو تكثيف الجهود لعقد الانتخابات في أسرع وقت ممكن طالما أن هناك من يرى بعدم صلاحية حكومة عبد الحميد الدبيبة، وفق المصدر.

وبحسب المصدر، بدا واضحاً خلال المناقشات أن الرؤية التي جاءت وليامز لتسويقها في العواصم الثلاث، مدعومة بدرجة كبيرة من واشنطن، والتي بدأت في الدفع بشكل مكثف نحو توحيد المؤسسة العسكرية الليبية أخيراً باعتباره "صميم الحل"، وفق المصدر.

وقلل مراقبون من مستوى التمثيل الذي استُقبلت به وليامز في أنقرة قبل وصولها إلى القاهرة، إذ التقت هناك بنائب وزير الخارجية سادات أونال، والمبعوث الخاص لليبيا السفير جان ديزدار.

لكن مصدراً دبلوماسياً مصرياً قال إن الاختيار التركي جاء وفقاً لطبيعة جولة مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، إذ يشرف أونال على الاتصالات والمباحثات مع مصر بشأن الملف التركي وما يرتبط به من قضايا أخرى مثل مسألة الاتفاقية المتعلقة بشرق المتوسط، والاتفاقية الأمنية، والمخاوف المصرية من الوجود العسكري التركي هناك. هذا يعني أن الجانب التركي كان محدداً أهدافه من وراء التعامل مع ما حملته وليامز.

وقال المصدر إن وليامز طالبت وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي التقته بشكل منفصل عن عباس كامل، بتقديم توصيات إلى المستوى السياسي المصري بأن السير في إقرار حكومة وقيادة دائمة لليبيا سيفتح الباب على مصراعيه لاحقاً للتعامل مع المخاوف المصرية بشأن وجود القوات الأجنبية، فأي حكومة شرعية دائمة ستكون قادرة على اتخاذ أي قرارات مهما كانت صعوبتها.


الترويج الأممي بشأن الفترة المقبلة في ليبيا لاقى تجاوباً في أنقرة

وبحسب المصدر، فإن شكري أبلغ المستشارة الأممية بأنه إذا كانت ترغب في الحصول على دعم مصري للتصور الذي تروج له فعليها تقديم تصوّر كامل بارتباطات رؤيتها والمخاوف المصرية المختلفة، بخلاف مراعاة مصالح مصر.

وأضاف أن الترويج الأممي بشأن الفترة المقبلة في ليبيا، والمدعوم أميركياً، يبدو أنه لاقى تجاوباً في أنقرة أيضاً، خصوصاً أن تركيا كانت قد انخرطت في مشاورات مع أطراف في ليبيا وإقليمية، في وقت سابق، بشأن إمكانية استجابتها لاستبدال حكومة الدبيبة.

تركيز على الانتخابات الليبية

يأتي هذا في الوقت الذي قالت فيه وليامز إن البرلمان الليبي يجب أن يركّز على العملية الانتخابية بدلاً من السعي لتغيير الحكومة.

وأكدت في تصريحات صحافية أن ما يحتاجه الشعب الليبي هو الذهاب إلى صناديق الاقتراع واختيار حكومة تمثيلية بالكامل، ومنتخبة ديمقراطياً، وليس انتقالية، وتتمتع بالسيادة الكاملة وتساعد في عملية توحيد المؤسسات. ولفتت إلى أن صلاحيات البرلمان الليبي تتضمن تغيير الحكومة الحالية، ولكن بشروط محددة ونصاب قانوني معين.

وأضافت وليامز أن إنهاء سلطة الحكومة الحالية يأتي ضمن اختصاصات البرلمان الليبي، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن هناك اتفاقيات معترفاً بها دولياً وقّعها الليبيون أنفسهم، وهي تحدّد النصاب القانوني اللازم للبرلمان لتغيير الحكومة.

يذكر أن وليامز اجتمعت في مصر مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، إضافة إلى شكري وعباس كامل. وبحسب مصدر خاص، "التقت وليامز في القاهرة أيضاً بأحمد قذاف الدم"، وبحثت معه أموراً متعلقة بدور سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، في المشهد الحالي في ليبيا.

في غضون ذلك رصد موقع "فلايت رادار" flightradar تحليق طائرة من طراز لوكهيد سي-130 هيركوليز تابعة لشركة "تيبر أفياشين" Tepper Aviation، التي لديها ارتباط سابق مع وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إي)، تهبط في بنغازي قادمةً من مالطا عند الثانية من ظهر الثلاثاء الماضي بتوقيت وسط أوروبا.

وغادرت الطائرة بعد ساعة عائدة إلى مالطا، من دون أي معلومات عن هدف ومهمة الرحلة. وتقوم طائرات تابعة للولايات المتحدة بتحليق متكرر بشكل دوري في أجواء ليبيا وقبالة سواحلها.

المساهمون