تبادل ثان للسجناء بين موسكو وواشنطن في إشارة جديدة إلى تحسن العلاقات

10 ابريل 2025   |  آخر تحديث: 19:27 (توقيت القدس)
القنصلية الروسية في إسطنبول التي احتضنت المباحثات بين الطرفين، 10 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الولايات المتحدة وروسيا تبادل سجناء في أبوظبي، مما يعكس تحسن العلاقات بين البلدين، حيث تم تبادل كسينيا كاريلينا وآرثر بتروف.
- تزامن التبادل مع اجتماع دبلوماسي في إسطنبول، حيث قاد مسؤولون من الاستخبارات الأميركية والروسية المفاوضات، مع التركيز على تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية.
- منذ عودة ترامب، شهدت العلاقات تقارباً ملحوظاً بعد توترات سابقة، مع استمرار جهود إطلاق سراح مواطنين محتجزين، رغم استمرار بعض التحديات.

أجرت الولايات المتحدة وروسيا، اليوم الخميس، ثاني عملية تبادل سجناء منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في إشارة إضافية إلى تحسن العلاقات بين القوتين العظميين بمبادرة من واشنطن. وتزامن التبادل مع انعقاد لقاء روسي أميركي جديد في إسطنبول، وهو علامة أخرى على التقارب.

وجرى في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة تبادل المواطنة الروسية الأميركية كسينيا كاريلينا، التي حُكم عليها بالسجن مدة 12 عاما بتهمة "الخيانة" في روسيا في عام 2024، بالمواطن الألماني الروسي آرثر بتروف. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في منشور على منصة إكس، إن "الأميركية كسينيا كاريلينا استقلت الطائرة التي تعيدها إلى الولايات المتحدة. لقد سجنتها روسيا ظلماً أكثر من عام، ونجح الرئيس (دونالد) ترامب في الإفراج عنها"، من دون أن يشير إلى عملية تبادل سجناء. وأكد محاميها ميخائيل موشايلوف لوكالة فرانس برس الإفراج عنها.

بدوره، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، الخميس، تبادل كسينيا ببتروف الذي أوقف في 2023 بتهمة تصدير مكونات إلكترونية الى روسيا بطريقة غير قانونية. ورحبت وزارة الخارجية الإماراتية باختيار أبوظبي، ما يعكس "علاقات الصداقة الوثيقة" مع القوتين العظميين، معربة في بيان عن أملها في المساهمة في "دعم مساعي خفض التوتر".

اجتماع في إسطنبول

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون راتكليف ومسؤولاً كبيراً في الاستخبارات الروسية قادا المفاوضات بشأن عملية التبادل. وقالت متحدثة باسم "سي آي إيه" للصحيفة الأميركية إن "هذا التبادل يظهر أهمية الحفاظ على التواصل مع روسيا، رغم الصعوبات الجمة التي تواجه علاقاتنا الثنائية". وأضافت: "ننظر إلى هذا التبادل باعتباره خطوة إيجابية إلى الأمام".

عملية تبادل السجناء هذه هي الثانية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الفائت، بعد أن قاد تقارباً بين البلدين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. واتفقت القوتان على إصلاح شامل لعلاقاتهما الثنائية المتضررة بشدة بسبب سنوات من التوترات التي بلغت ذروتها منذ عام 2022 وبداية الهجوم الروسي على أوكرانيا المدعومة من واشنطن.

وعقدت عدة اجتماعات ثنائية بالفعل، وبدأت محادثات جديدة بين الروس والأميركيين بشأن تفعيل بعثات البلدين الدبلوماسية، الخميس، في إسطنبول، خلف أبواب مغلقة في القنصلية الروسية، وفق ما أفاد به صحافي من وكالة فرانس برس خارج المبنى. وقال مصدر روسي لوكالة أنباء ريا نوفوستي الخميس: "ستكون المناقشات معمقة وستستمر عدة ساعات، ولكن من غير المرجح أن تكون مطولة" مثل تلك التي جرت في 27 فبراير/شباط الفائت.

50 دولاراً

ولدت كسينيا كاريلينا عام 1991، وحُكم عليها في عام 2024 بالسجن مدة 12 عاماً بسبب تبرعها بحوالى خمسين دولاراً لمنظمة أوكرانية. وقالت محكمة روسية إن هذه الأموال "استخدمت لشراء معدات طبية وأسلحة وذخيرة من قبل القوات المسلحة الأوكرانية". وكانت كاريلينا تقيم في كاليفورنيا، وأوقفت أثناء زيارة عائلتها في روسيا، وقد أنكرت الاتهامات التي وجهها إليها القضاء الروسي.

من جانبه، اتهم القضاء الأميركي آرثر بتروف، الحامل الجنسيتين الألمانية والروسية، بتصدير مكونات إلكترونية بطريقة غير قانونية إلى روسيا للاستخدام العسكري، في انتهاك للعقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بسبب النزاع في أوكرانيا. وبحسب السلطات الأميركية، كان بتروف يمتلك شركة واجهة في قبرص حيث أوقف في أغسطس/آب 2023، قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة.

وفي منتصف فبراير/شباط الفائت، وبعد أول مكالمة بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب منذ عودة الملياردير إلى البيت الأبيض، أُطلق سراح كالوب واين بايرز، وهو أميركي يبلغ 28 عاماً من العمر أوقف في مطار موسكو لنقله حلوى تحتوي على القنب. وفي أوائل فبراير/شباط، قامت واشنطن وموسكو بتبادل المدرس الأميركي مارك فوغل بخبير الكمبيوتر الروسي ألكسندر فينيك.

ثم في الأول من أغسطس/آب 2024، جرت أكبر عملية تبادل منذ نهاية الحرب الباردة بين القوتين المتنافستين، وأسفرت عن إطلاق سراح صحافيين، من بينهم مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان غيرشكوفيتش، ومعارضين محتجزين في روسيا، مقابل إطلاق سراح جواسيس روس مفترضين محتجزين في الغرب. ولا يزال عدد من الأميركيين محتجزاً في السجون الروسية، وتدين واشنطن "احتجاز الرهائن" لتأمين إطلاق سراح روس من بينهم جواسيس مفترضون مسجونون في الغرب.

موسكو: المحادثات مع واشنطن مهدت لتطبيع دبلوماسي

إلى ذلك، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن سفير روسيا لدى الولايات المتحدة قوله، اليوم الخميس، إن المحادثات التي جرت بين موسكو وواشنطن اليوم في إسطنبول أتاحت الفرصة لإحراز تقدم في ما يتعلق بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وأضاف ألكسندر دارتشيف أن الجانبين شددا على أهمية استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة لتعزيز التواصل والعلاقات التجارية.

واشنطن تعرب لموسكو عن قلقها على طاقم سفارتها

وخلال المحادثات نفسها، أعلنت الولايات المتحدة أنها جددت لروسيا قلقها بشأن طاقم سفارتها في موسكو لجهة عدم السماح للموظفين المحليين بالعمل فيها. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، عقب المباحثات، أن الطرفين أنجزا رسمياً اتفاقاً بشأن حصول دبلوماسيي البلدين على الخدمات المصرفية رغم العقوبات الأميركية على روسيا.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون