تايوان تحتجز سفينة وطاقمها الصيني: قطع الكابلات يتكرّر

25 فبراير 2025
عنصر بخفر السواحل التايواني يراقب سفينة صينية، 23 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت تايوان عن احتجاز سفينة شحن صينية بعد قطع كابل اتصالات تحت الماء، مما يثير مخاوف من محاولات صينية للسيطرة على الجزيرة. السفينة "هونغتاي" كانت ترفع علم توغو وتضم طاقماً صينياً، ويجري التحقيق في الحادثة.

- تمتلك تايوان 14 كابلاً دولياً و10 كابلات محلية تحت الماء، وتخشى من أن تكون الصين تسعى لقطع هذه الروابط. خفر السواحل التايواني يتعاون مع المدعين العامين للتحقيق، وطلبت وزارة الشؤون الرقمية تحويل خدمات الاتصالات لضمان استمرار الخدمة.

- تزايد القلق في تايوان بشأن أمن كابلاتها بعد رصد 52 سفينة "مشبوهة" صينية. استقبلت تايوان وفداً من نواب البرلمان الأوروبي لتعزيز العلاقات ومناقشة القضايا الجيوسياسية، مما قد يثير استفزاز الصين.

أعلن خفر السواحل التايوانيون، احتجازَ سفينة شحن مع طاقمها الصيني، اليوم الثلاثاء، بعد قطع كابل اتصالات تحت الماء قبالة الجزيرة التي تطالب الصين باستعادتها. ويأتي احتجاز السفينة، في وقت تخشى تايوان أن يكون انقطاع الكابل، وهو الحادثة الأخيرة في سلسلة حوادث انقطاع كابلات بحرية تايوانية منذ عام 2023، جزءاً من محاولة صينية للسيطرة على الجزيرة، علماً أن تايبيه أرجعت بعض تلك الحوادث إلى أسباب طبيعية، وأخرى ألقت فيها اللوم على سفن صينية.

تايوان تتحسب لتوغل

وأوضحت وزارة الشؤون الرقمية التايوانية، أن شركة "تشونغهوا تيليكوم" أبلغت بانقطاع الكابل بين بنغهو، وهي مجموعة جزر استراتيجية في مضيق تايوان، وجزيرة تايوان، في وقت مبكر اليوم. وقال خفر السواحل في بيانه إنّ السفينة "هونغتاي" التي كانت ترفع علم توغو، اعتُرضت في المنطقة واقتيدت إلى تايوان، مشيراً إلى أنه "يجري التعامل مع الحادثة وفقاً لمبادئ الأمن القومي، وسيحدد ما إذا كان سبب انقطاع الكابل البحري هو تخريب متعمد أو مجرد حادث بسيط، بعد إجراء مزيد من التحقيقات"، وأوضح خفر السواحل التايواني أنه كان على متن "هونغتاي" التي كانت ترفع "علم ملاءمة"، ثمانية مواطنين صينيين وهي ممولة من الصين، وتسمح أعلام الملاءمة لشركات الشحن بتسجيل سفنها في بلدان ليس لها أي ارتباط بها، في مقابل رسم مالي والحصانة من الرقابة. كما أوضح خفر السواحل في تايوان أن "هونغتاي" رُصدت في المنطقة حيث انقطعت الكابلات، يوم السبت الماضي، بحسب وكالة أسوشييتد برس.

تملك تايوان 14 كابلاً دولياً تحت الماء و10 كابلات محلية

وتخشى تايوان من أن تقوم الصين بقطع روابط الاتصالات الخاصة بها جزءاً من محاولة للاستيلاء على الجزيرة أو حصارها. وفي هذا السياق، قال خفر السواحل في البيان، إنه "لا يمكن استبعاد أن يكون ذلك بمثابة توغّل للصين في المنطقة الرمادية (بين الجزيرة والبرّ الصيني)، وسيتعاون خفر السواحل مع المدّعين العامين في التحقيق وسيبذلون قصارى جهدهم لتوضيح حقيقة ما حصل".

ويجري نقل البيانات والاتصالات في العالم عبر المحيطات بواسطة حزم كبيرة من كابلات الألياف الضوئية تحت البحر، وبالتالي تجعلها قيمتها الاستراتيجية العالية هدفاً محتملاً لهجوم، وتملك تايوان 14 كابلاً دولياً تحت الماء و10 كابلات محلية، وطلبت وزارة الشؤون الرقمية من شركة "تشونغهوا تيليكوم" تحويل خدمات الاتصالات الصوتية والإنترنت الخاصة ببنغهو إلى كابلات بحرية أخرى.

رصد خفر السواحل في تايوان الشهر الماضي 52 سفينة "مشبوهة" تابعة للصين

ويتزايد القلق في تايوان بشأن أمن كابلاتها بعد الاشتباه بقيام سفينة شحن تابعة للصين بقطع أحد الكابلات في شمال شرق الجزيرة خلال العام الحالي. وبشكل منفصل، توقف كابلان بحريان قديمان يزودان خدمات الاتصالات لأرخبيل ماتسو التايواني عن العمل في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وعُزي انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن ذلك إلى "تدهور طبيعي" للسلك. وفي فبراير/شباط 2023، قطع خطان للاتصالات البحرية يزوّدان الأرخبيل نفسه بفارق أيام، ما أدى إلى انقطاع الاتصالات لأسابيع، ويشتبه السكان المحليون والمسؤولون في تايبيه، في أن سفن الصيد الصينية أو جرّافات الرمال التي غالباً ما ترسو أو تكشط قاع البحر في المياه التايوانية، قد تكون هي المسؤولة عن تلك الحوادث.

ورصد خفر السواحل في تايوان الشهر الماضي 52 سفينة "مشبوهة" تابعة للصين وترفع أعلام ملاءمة من منغوليا والكاميرون وتنزانيا وتوغو وسيراليون، مؤكدين أنهم يراقبونها عن كثب، إذ يجري تحذير السفن المشتبه في أنها تبحر أو ترسو قرب الكابلات البحرية عبر اللاسلكي لمغادرة المنطقة، وتجرى عمليات تفتيش على متنها عند الحاجة.

زيارة أوروبية

في غضون ذلك، سجّلت تايوان أمس الاثنين، أول زيارة هذا العام، لوفد من نواب البرلمان الأوروبي، الذي يزور الجزيرة لمدة 5 أيام، ما من شأنه مجدداً أن يستفز الصين، ومن ضمن أجندة الزيارة، لقاء الوفد بنائب الرئيس هسياو بي خيم ومسؤولين حكوميين، فضلاً عن الاجتماع بمسؤولين في منظمات محلية غير حكومية، لتبادل الآراء بشأن العلاقات بين تايوان والاتحاد الأوروبي والأمور الجيوسياسية والابتكارات التكنولوجية.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية، في بيان لها، إنها رحّبت بزيارة النواب الأوروبيين، وتقدمت لهم بالشكر لدعم تايوان، بما في ذلك تمرير قرارات أخيراً في البرلمان الأوروبي أثارت مخاوف بشأن تصاعد التوترات الصينية عبر مضيق تايوان، وأظهرت الدعم لتعميق الشراكة بين تايوان والاتحاد الأوروبي. ويضم الوفد النائب الأوروبي إيفارس إيجابس من لاتفيا، وهانس هايدي من النمسا، وأركاديوسز مولارسزيك من بولندا، وفلاديمير بريبيليتش من سلوفينيا.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون