استمع إلى الملخص
- زادت الصين من تكتيكات المنطقة الرمادية منذ 2020، عبر تكثيف النشاط العسكري حول تايوان، مما يثير قلق الجزيرة وسط تقليص ميزانية الدفاع الوطني.
- تعتبر بكين تايوان جزءًا من أراضيها وتؤكد استعدادها لاستعادتها بالقوة، بينما تلتزم واشنطن بالدفاع عن الجزيرة وتزويدها بالأسلحة، مما يزيد التوترات في المنطقة.
قالت وزارة الدفاع الوطني في تايوان إنها رصدت، صباح اليوم الثلاثاء، سبع سفن حربية صينية، وست طائرات عسكرية حول الجزيرة، مشيرة إلى أن الطائرات الست التابعة لجيش التحرير الشعبي لم تعبر الخط الأوسط الذي يفصل مضيق تايوان إلى شطرين بين الجزيرة والبر الرئيسي، والبالغ عرضه 180 كيلومتراً، وهو يمثل حدوداً غير رسمية بين الصين وتايوان، ولا تعترف به بكين.
وأضافت الوزارة في بيان لها أنه رداً على ذلك، أرسلت تايبيه طائرات وسفناً، ونشرت أنظمة صاروخية ساحلية لمراقبة نشاط جيش التحرير الشعبي الصيني. ولفتت إلى أنه خلال الشهر الحالي، تعقبت تايوان تحليق وخروقات الطائرات العسكرية الصينية 320 مرة، والسفن الصينية 176 مرة.
ومنذ سبتمبر/ أيلول 2020، زادت الصين من استخدامها لتكتيكات المنطقة الرمادية، من خلال زيادة عدد الطائرات العسكرية والسفن الحربية العاملة حول تايوان بشكل تدريجي. ويشير مصطلح تكتيكات المنطقة الرمادية إلى أنشطة عسكرية مستدامة لا ترتقي إلى أعمال حرب، لكنها تحاول تحقيق أهداف الأمن دون اللجوء إلى الاستخدام المباشر والكبير للقوة، وذلك من خلال قطع الإمدادات، وفرض الحصار المتقطع والمتكرر، لترسيخ صورة بأن مثل هذه الإجراءات اعتيادية.
ويتزامن تكثيف الخروقات الصينية مع أزمة تشهدها تايوان بشأن تقليص ميزانية الدفاع الوطني، حيث دعا رئيس الوزراء التايواني تشو جونغ تاي، أمس الاثنين، إلى التراجع عن التجميدات "غير العقلانية" لميزانية الدفاع لعام 2025، محذراً من تأثير خطير على أمن الجزيرة أمام التهديدات الصينية. واتهم المعارضة بإعطاء الأولوية للمصالح الحزبية. وكان المجلس التشريعي الذي يهيمن عليه المعارضون في تايوان قد وافق، الأسبوع الماضي، على ميزانية حكومية إجمالية قدرها 2.9 تريليون دولار تايواني (88.2 مليار دولار أميركي) للعام الحالي، وهي أقل من المبلغ المقترح في الأصل بنسبة 7%.
هذا وتعتبر بكين أن تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي، جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وقد أعلنت مراراً أنها ستعمل على استعادتها، حتى لو اضطرت إلى استخدام القوة، كما دأبت على تحذير واشنطن من التدخل في شؤون الجزيرة التي لا تعترف معظم دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، بها دولةً مستقلة. ومع ذلك، عارضت واشنطن سابقاً أي تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن، وأبدت التزامها بالدفاع عن الجزيرة، إذ تُعتبر الولايات المتحدة المورد الرئيسي للأسلحة لتايوان.
وكان الجيش الصيني قد أطلق في أغسطس/ آب 2022 مناورة كبيرة غير مسبوقة بالذخيرة الحية في محيط الجزيرة، بعدما زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي، تايبيه. وبعد ذلك، أُجري تدريب مماثل في إبريل/ نيسان 2023، عندما التقت رئيسة تايوان آنذاك تساي إنغ وين رئيس مجلس النواب الأميركي آنذاك كيفن مكارثي أثناء توقفها في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، كثفت بكين الضغط العسكري على الجزيرة، مع تدهور العلاقات عبر المضيق في عهد الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، واستمرار التوتر في عهد الرئيس الحالي لاي تشينغ-تي.