تأهب إسرائيلي على حدود لبنان وعون يحذر من اتّساع رقعة التوتر بعد الضربات الأميركية على إيران

22 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 14:54 (توقيت القدس)
الرئيس اللبناني جوزاف عون، بيروت 9 يناير 2025 (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفعت إسرائيل مستوى التأهب على الحدود مع لبنان تحسباً لهجوم من حزب الله تضامناً مع إيران، بعد الضربات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.
- دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى ضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة لتفادي التوتر، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وأجرى اتصالات مع المسؤولين لمتابعة التطورات.
- أكد حزب الله دعمه لإيران ضد العدوان الإسرائيلي الأمريكي، موضحاً أن دعمه لا يعني المشاركة العسكرية، بل يترجم عبر المقاومة الإعلامية والثقافية والسياسية.

رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي مستوى التأهب على الحدود مع لبنان، تحسّباً لأي محاولة من حزب الله لتنفيذ هجوم تضامناً مع إيران ضدّ إسرائيل، في وقت حذّر فيه الرئيس اللبناني جوزاف عون من اتّساع رقعة التوتر في المنطقة، على إثر التطورات المتسارعة للعدوان الإسرائيلي على إيران ومشاركة الولايات المتحدة في شنِّ ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الأحد، بأنّ الجيش الإسرائيلي يرفع مستوى التأهب تجاه لبنان تحسباً لأي محاولة من حزب الله لتنفيذ هجوم تضامناً مع إيران، فيما ذكرت صحيفة هآرتس أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال انضمام حزب الله إلى الحرب في أعقاب الضربات الأميركية لمنشآت إيران النووية.

في الأثناء، اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الأحد، أنّ "التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها، ولا سيّما قصف المنشآت النووية الإيرانية فجر اليوم، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتّساع رقعة التوتر على نحو يهدّد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، وتفادي المزيد من القتل والدمار، ولا سيّما أن هذا التصعيد يمكن أن يستمر طويلاً".

وناشد عون قادة الدول القادرة على التدخل وضع حد لما يجري قبل فوات الأوان، مشيراً إلى أن لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيّما أن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال.

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إنّ عون تابع، منذ فجر الأحد، التطوّرات العسكرية التي نتجت عن قصف المنشآت النووية الإيرانية، وظلّ على اتصال مع رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الدفاع الوطني ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل وقادة الأجهزة الأمنية، مؤكداً على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للمحافظة على الاستقرار في البلاد.

بدوره، قال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نواف سلام، في بيان، إنّ الاتصال بينه وبين عون جرى خلاله الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبَين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني، وقال سلام في منشور له عبر منصة إكس إنه "بمواجهة التصعيد الخطير في العمليات العسكرية، ومخاطر تداعياتها على المنطقة بأسرها، تزداد أهمية تمسّكنا الصارم بالمصلحة الوطنية العليا التي تقضي بتجنيب توريط لبنان أو زجّه بأي شكل من الأشكال في المواجهة الإقليمية الدائرة، وعينا لمصلحتنا الوطنية الـعليا هو سلاحنا الأمضى في هذه الظروف الدقيقة".

جشي: ترجمة موقف حزب الله في لبنان تقرره المقاومة

من جهته، قال عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي لـ"العربي الجديد" إن "الأميركي ومنذ انتصار الثورة لم يوقف الحرب على الجمهورية الإسلامية ومشكلته مع الإيراني ليست في النووي، فإيران حسمت خيارها بالاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي ورفضت الخضوع لإملاءات الإدارة الأميركية، وهذا لا يناسب الأميركي"، وأشار إلى أن "الحرب لم تتوقف وهي تأخذ أشكالاً متعدّدة ومختلفة بحسب الزمان والمكان. واليوم كانت مباشرة بقصف أميركا المواقع النووية الإيرانية". ولفت جشي إلى أن من "الواضح أن الإيراني متمسّك بالخيار الدبلوماسي والمفاوضات، وهذا حقه فهو ملتزم المعاهدات الدولية وتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية. لكن الأميركي متجبّر ومتغطرس ومجرم ومخادع ويريد إخضاع شعوب ودول المنطقة للتسلط عليها وسلب ثرواتها وقدراتها".

وعن احتمالية مشاركة حزب الله في الحرب، قال جشي: "ليس شرطاً إذا كان لدى حزب الله موقف مؤيد إلى جانب إيران أن يكون مشاركاً في الموضوع العسكري. فإيران قادرة على الدفاع عن نفسها في المعركة التي هي بين الحق والباطل، وبين المظلومين والمستضعفين من شعوب المنطقة وبين الأميركي المتسلط والباطل المتمثل بالعدو"، مضيفاً: "حزب الله بالتأكيد ليس على الحياد، فهو مع الحق ضد الباطل، ومع المظلومين ضد الظالم والطاغي، أي أميركا وأداتها إسرائيل، أما الترجمة للموقف على المستوى الإعلامي والثقافي والسياسي، وحتى العسكري، فتقرّره المقاومة".

وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قد أكد، في تصريح له، الخميس الماضي، أنّ الحزب ليس في موقع الحياد في هذه الحرب، قائلاً: "نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا الظلم العالمي، ونتصرفُ بما نراه مناسباً في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي الغاشم".

المساهمون