تأجيل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إلى الجزائر "لأجل غير مسمى"

تأجيل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إلى الجزائر "لأجل غير مسمى"

09 ابريل 2021
الزيارة كان من المقرر أن تجرى الأحد المقبل (لودوفيك مارين/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت باريس، اليوم الجمعة، تأجيل زيارة رئيس الوزراء جان كاستيكس إلى الجزائر "إلى أجل غير مسمى"، بعدما كان من المقرر أن تجرى الأحد المقبل، وذلك بعد أن طلبت الجزائر، أمس الخميس، تأجيلها في آخر لحظة.

وكان مقرراً أن تخصص الزيارة لعقد أول اجتماع للجنة العليا المشتركة الجزائرية الفرنسية، التي تم تجميد اجتماعاتها منذ ديسمبر/كانون الأول 2017، وتقييم وضع العلاقات الثنائية، خصوصا الاقتصادية منها. 

وبحسب الإعلان الفرنسي الرسمي، فإن أسباب تأجيل الزيارة تأتي بسبب جائحة كورونا، وسيتم تحديد موعد جديد في وقت لاحق "عندما يكون السياق الصحي أكثر ملاءمة"، وفق بيان مجلس الوزراء الصادر ليل الخميس ـ الجمعة؛ لكن وسائل إعلام فرنسية عديدة نقلت عن مصادر جزائرية-فرنسية مطلعة قولها إن السبب الرئيسي وراء هذا التأجيل دبلوماسي بالدرجة الأولى.

وقالت المصادر إن حجم الوفد الفرنسي، الذي تم تقليصه بسبب الوباء، اعتبر غير كافٍ بالنسبة للجزائر، فطلبت بسخط، وعلى عجل، إلغاء الزيارة إلى حين إبداء باريس استعداداها لإرسال وفد تمثيلي أكبر. 

وبحسب ما نقل عن مصدر فرنسي آخر، اختصرت الزيارة ليوم واحد، والوفد إلى أربعة وزراء، بينما كانت الجزائر تنتظر وفداً أكبر لمناقشة قضايا واسعة جداً، ولمدة أطول، إيذانا ببدء مرحلة جديدة "أكثر دفئا" بدأها الرئيسان إيمانويل ماكرون وعبد المجيد تبون.

وكان منتظرا أن يشهد الاجتماع مناقشة عدد من المفات، اقتصادية وأمنية وتعليمية وثقافية، كما كان مقررا توقيع اتفاقيات "في بعض مجالات التعاون"، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء الفرنسي في بيانه.

وكان إيمانويل ماكرون قد وضع، منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية، تحسين العلاقات مع الجزائر هدفاً لبرنامجه الرئاسي، فكان أول رئيس فرنسي ولد بعد الحرب الجزائرية يظهر إشارات معينة من الانفتاح لمحاولة تهدئة هذه العلاقة، مثل الاعتراف باغتيال أحد نشطاء الاستقلال، أو فتح الأرشيفات الفرنسية خلال فترة حرب الجزائر والاستعمار الفرنسي.

مبادرات إيمانويل ماكرون هي جزء من التوصيات للمؤرخ بنيامين ستورا، الذي تعرض تقريره لانتقادات في الجزائر، لأنه لم يجد أن على فرنسا تقديم اعتذار للجزائر عن فترة الاستعمار، الأمر الذي وجد فيه الرئيس الجزائري، الأحد الماضي، مناسبة مؤاتية للتنبيه إلى أن الذاكرة الوطنية "لا يمكن أن تكون موضع تنازل أو مساومة".

يشار إلى أن قائد الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة كان قد استقبل، أمس، رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال فرانسوا لوكوانتر في الجزائر العاصمة.

المساهمون