بيونغ يانغ وواشنطن: من "رسائل حب" إلى سياسة أكثر تشدداً

15 نوفمبر 2020
+ الخط -

رأت شبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الأحد، أنّ صمت كوريا الشمالية إزاء الانتخابات الرئاسية الأميركية يقول الكثير، ناقلةً عن محللين قولهم إنه من غير المرجح أن يكون الرئيس المنتخب جو بايدن المرشح المفضل لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

وفي هذا السياق، يقول السفير جوزيف يون، الممثل الأميركي الخاص السابق لسياسة كوريا الشمالية في إدارتي باراك أوباما ودونالد ترامب: "أعتقد أن كوريا الشمالية أصيبت بخيبة أمل لأن ترامب لم يفز"، مضيفاً أنه بالنسبة لكوريا الشمالية، فإنّ ترامب كان شخصاً مهماً، "لقد عقدوا ثلاثة اجتماعات قمّة، اجتماعات غير مسبوقة".

وتبادل ترامب وزعيم كوريا الشمالية رسائل غير معدودة، وصفها ترامب بأنها "رسائل حب"، خلال أربع سنوات من تواجده في البيت الأبيض.

أمّا بايدن في المقابل، فقد كان قاسياً في انتقاده انخراط ترامب مع كيم، الأمر الذي أضعف، وفق الرئيس المنتخب، العقوبات الأميركية ضدّ كوريا الشمالية.

وذكّرت "سي أن أن" بأنّ بايدن وصف كيم بأنه "بلطجي" خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة، كما أنه كان شديد الانتقاد لكوريا الشمالية خلال حملته الانتخابية الرئاسية هذا العام.

وتقول الشبكة إن بايدن حدّد أولوياته لدخول البيت الأبيض، لكن كوريا الشمالية ليست ضمنها، كما أنه من غير المرجح عقد أي لقاء قريباً. ولفتت إلى أن بايدن، على عكس ترامب، أوضح أنه لن يكون مستعداً للجلوس مع كيم من دون شروط مسبقة.

وتابعت الشبكة أن سوابق كوريا الشمالية تشير إلى أنها تميل للقيام بنوع من الاستفزاز في المراحل الأولى من وصول إدارة أميركية جديدة، حيث إنها أطلقت صاروخاً بعد أسابيع من تنصيب دونالد ترامب في عام 2017، لافتة إلى أن الخبراء ينقسمون حول شعور كوريا الشمالية بحاجتها للقيام بالأمر عينه مع بايدن من عدمه.

ومن غير المتوقع أن يعود بايدن لسياسة "الصبر الاستراتيجي" التي اعتمدت في عهد بايدن، والتي تقوم على انتظار أن تأتي بيونغ يانغ إلى طاولة المفاوضات، مع الإبقاء على العقوبات. وتقول "سي أن أن" إن هذه السياسة فشلت في تحقيق أهدافها الرئيسية، حيث إن كوريا الشمالية زادت خلال تلك الفترة قدراتها النووية والصاروخية، وأجرت أربعا من تجاربها النووية الست.

ويقول السفير يون هنا إن بايدن أظهر أنه يريد حلاً دبلوماسياً، ويريد انخراطاً. وأضاف: "بالطبع، هو شدد على نزع السلاح النووي، لكنه شدد في الوقت نفسه على ما سمّاها بالدبلوماسية المبدئية"، آملاً أن يكون باب العمل أكبر الآن.

إلا أن الشبكة قالت إن أي استفزاز من جانب بيونغ يانغ، خصوصاً التجربة الصاروخية، قد يغيّر حسابات إدارة بايدن بشكل دراماتيكي.

ويعتقد الأستاذ المساعد في جامعة "يونسي" في سيول جون ديلوري، أن الدبلوماسية مع كوريا الشمالية ستكون أكثر منهجية، قائلاً إننا رأينا تحت إدارة ترامب أسلوباً شخصياً لم يسبق له مثيل تقريباً، أمّا إدارة بايدن فستكون إدارة، وسيكون هناك تماسك بها.

المساهمون