بينت: ما دمت أترأس الحكومة الإسرائيلية لن أسمح بإقامة دولة فلسطينية

نفتالي بينت: ما دمت أنا رئيس الحكومة الإسرائيلية لن أسمح بإقامة دولة فلسطينية

28 يناير 2022
زعم بينت أنه لا يوجد حالياً مكان لعرب النقب يعيشون فيه بـ"شكل قانوني" (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

منح رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت، الجمعة، مقابلات موسعة للصحف الرئيسية في إسرائيل، في محاولة هي الأولى من طرفه للرد على تحريض رئيس الحكومة السابق له، بنيامين نتنياهو، واتهامات الأخير له بأنه لم يعد يمثل اليمين في إسرائيل، ولا أفكاره.

وفي الوقت الذي تجنب فيه بينت في مقابلاته، مع كل من "معاريف" و"يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، الحديث عن القنصلية بإسهاب، مكتفياً بقوله لـ"يديعوت أحرونوت" إن الحكومة الحالية توافقت على الحفاظ على الوضع القائم في الشأن الفلسطيني، وإنه أكد أمام الرئيس الأميركي جو بايدن معارضة حكومته لإعادة فتح قنصلية أميركية للفلسطينيين في القدس المحتلة، فقد أبرز في مقابلتين مع أكثر صحيفتين يمينيتين في إسرائيل، "يسرائيل هيوم" و"مكور ريشون"، أنه أول رئيس حكومة يمينية تمكّن "من إسقاط موضوع الدولة الفلسطينية عن الأجندة الإسرائيلية دون أن يلقى معارضة من شركائه في اليسار والوسط"، وفق ما أبلغ صحيفة "مكور ريشون".

أما في مقابلته مع صحيفة "يسرائيل هيوم"، فأكد نفتالي بينت أن حكومته لن تذعن لأي اتفاق وتسوية سياسية مع الفلسطينيين على غرار اتفاقية أوسلو، وأنه لا يزال كما كان متمسكاً بمواقفه وعقائده اليمينة دون أي تغيير.

زعم بينت أن أول رئيس حكومة يمينية تمكن من إسقاط موضوع الدولة الفلسطينية عن الأجندة الإسرائيلية دون أن يلقى معارضة من شركائه في اليسار والوسط

"لا" لدولة فلسطينية

وقال بينت  لصحيفة "يسرائل هيوم"، بشكل واضح لا لبس فيه "ما دمت رئيساً للحكومة لن يكون هناك أوسلو، وفي حال حدث ذلك لن تكون هناك حكومة. أنا أعارض إقامة دولة فلسطينية ولا أسمح أيضاً بمفاوضات سياسية باتجاه إقامة دولة فلسطينية".

وأكد بينت، تعقيباً على لقاءات وزير الأمن في حكومته، بني غانتس، مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ولقاء وزير الخارجية، يئير لبيد، مع وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، أكد أن غانتس ولبيد لا يملكان صلاحيات للتحرك في المجال السياسي. وقال في هذا السياق "أنا لن ألتقي من يلاحق جنود الجيش في لاهاي ويحول الأموال للقتلة، شريكاي بني غانتس ويئير لبيد يحملان مواقف تختلف عن مواقفي فهما يمثلان مواقف اليسار وهذا شرعي ما دمنا في عملنا الفعلي نتحرك وفق القاسم المشترك الذي حددناه".

وأوضح بينت أن "سابقي في الوظيفة (نتنياهو) التقى هو الآخر بأبو مازن وفي أكثر من مرة ومع وضع أعلام فلسطين في الخلفية. هذه ليست نهاية العالم، أسمح لهما باللقاء، لكنهما لا يملكان صلاحيات في المجال السياسي. هما يتحدثان في قضايا الاقتصاد وأنا أؤيد تعزيز التبادل التجاري بيننا وبين الفلسطينيين".

صراع الشرعية ضد نتنياهو

وكان واضحا على امتداد المقابلات مع الصحف (الورقية) الخمس، أن جل هدف بينت من المقابلة هو محو عملية نزع الشرعية التي قام بها ضده نتنياهو، زاعما أن الأخير هدده عشية تشكيل الحكومة، أنه في حال اتجه لتشكيل حكومة بدونه، فإنه أي نتنياهو سيوجه كل جيوشه ضده، في إشارة للحرب الإعلامية، والذباب الإلكتروني والهجوم عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وبلغت هذه الحرب أوجها في الأيام الأخيرة، عندما نشر عضو الكنيست الليكود، دافيد أمسالم، داخل مجموعة من أنصار نتنياهو، أن والدة بينت هي مسيحية كاثوليكية، وهو "تشويه ومحض كذب وافتراء"، وفق ما قاله بينت لكل من "معاريف" و"يسرائيل هيوم" و"مكور ريشون".

أكد بينت أن الحرب ضد إيران ستستمر ولا يمكن فيها التراجع أمام الخطر والتهديد الذي تشكله إيران وينبغي أيضا ضرب العمق الإيراني

إيران: "حرب باردة"

يتّضح أيضا من المقابلات، أن الملف الإيراني هو الملف الوحيد الذي شعر معه نفتالي بينت بحرية الحديث عنه مع ممثلي الصحف الخمس، حيث كرر موقفه بأن أي اتفاق نووي مع إيران لن يلزم إسرائيل، وأنه أبلغ الأميركيين بذلك، مؤكدا أيضا أن التنسيق مع روسيا سيستمر، وأن هناك تفاهمات وعلاقات جيدة ومتينة ينسجها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وكرر بينت في هذا السياق الحديث عن أن الحرب ضد إيران لا ينحصر فقط في المحور النووي، فإيران تمد أذرعها لتحيط بإسرائيل، كما أذرع الأخطبوط، وليس مجديا فقط قطع الأطراف بل يجب الوصول إلى الرأس، مشيرا في هذا السياق إلى أن الحرب ضد إيران لن تتوقف وستستمر، لأنها حرب بين قوتين إقليميتين، لا يمكن فيها التراجع أمام الخطر والتهديد الذي تشكله إيران، بل ينبغي أيضا ضرب العمق الإيراني وليس فقط أذرع إيران.

واعتبر بينت أن المحادثات في فيينا تسير في اتجاه سيئ وغير صحيح لأن النظام في إيران يتهاوى، وهو يعاني أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية، لدرجة عدم قدرته على توفير مياه الشرب، وبالتالي فإن الحرب ضده لا تختلف عن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.

لفت بينت أن الهبة الأخيرة في النقب ووجّهت بقبضة حديدية بناء على أوامر مباشرة منه

هبّة عرب النقب

إلى ذلك هاجم بينت المواطنين الفلسطينيين في الداخل، مدعيا أن أحداث النقب الأخيرة، وأحداث هبة الكرامة (الاحتجاجات التي اندلعت في بلدات الداخل الفلسطيني والمواجهات بين الفلسطينيين واليهود في المدن التاريخية، مثل حيفا وعكا ويافا واللد)، كانت بمثابة "إنذار للدولة الإسرائيلية"، وأن الحكومة لن تسمح بوضع يهاجم فيه العرب من الداخل قوافل لنقل الجنود والمقاتلين والعتاد العسكري في حال اندلاع حرب على الجبهة الشمالية.

ولفت إلى أن الهبة الأخيرة في النقب، ووجّهت بقبضة حديدية بناء على أوامر مباشرة منه، لتأمين قوات كبيرة ومعززة لعمليات "تحريج" أراضي قرية سعوة الأطرش في النقب، مضيفا أن أعمال التحريج ستستمر.

وقال بينت في هذا السياق، إن حكومته قامت بأعمال التحريج لتثبت عدم ارتداعها أو تراجعها أمام أهالي النقب، وأنه تجري الآن اتصالات ومباحثات مع الأهالي لتنظيم الوجود العربي في النقب، زاعما أن السكان العرب لا يعيشون في أراض ومناطق بـ"شكل قانوني"، ولكن في المقابل لا يوجد مكان، حاليا يمكنهم العيش فيه بشكل قانوني.

مسؤول فلسطيني: دولة فلسطين لن تنتظر موافقة بينت

وردّ رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني "فتح"، حسين الشيخ، اليوم الجمعة، على تصريحات بينت، بأنّ قيام الدولة الفلسطينية "أمر حتمي"، ولا ينتظر موافقة منه.

وأضاف الشيخ، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أنّ "رحيل الاحتلال وقيام دولة فلسطين لن ينتظر موافقة بينت، لأنها حتمية تاريخية". وتابع: "عليه (بينت) أن يعلم أنّ عدد دول العالم التي تعترف بدولة فلسطين أكبر وأكثر من عدد المعترفين بإسرائيل".

وقال إنّ الأمن والأمان والاستقرار والسلام "لن يكون إلا برحيل الاحتلال وقيام دولة فلسطين".

ووقّعت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل اتفاقية أوسلو عام 1993، ونجمت عنها إقامة حكم ذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومنذ إبريل/ نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من خيار حل الدولتين.

المساهمون