استمع إلى الملخص
- شددت بيربوك على أن الخط الفاصل في المجتمع يجب أن يكون بين من يحترمون القانون الأساسي ومن يسعون لتقويضه، محذرة من مخاطر الانجراف نحو اليمين المتطرف.
- أثار التصويت المشترك بين الاتحاد المسيحي وحزب البديل احتجاجات قبل الانتخابات البرلمانية، وسط قلق من تأثير التيارات القومية المتشددة في أوروبا.
قبل أيام قليلة من انتخابات البرلمان الألماني، دعت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك الأحزاب إلى النأي بنفسها عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف وعدم التعاون معه. وخلال حوار مع مواطنين في مدينة لودفيغسفلده بولاية براندنبورغ، شرقي ألمانيا، قالت بيربوك اليوم الثلاثاء: "يجب علينا بصفتنا أحزاباً ديمقراطية أن نجد دائماً القوة للبقاء في حوار مشترك"، مشددة على ضرورة الإبقاء على الجدار الناري (جدار الحماية) الذي يفصل هذه الأحزاب عن التيار المتطرف.
وأضافت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أن "الخط الفاصل لا يكون بين من يؤيدون طاقة الرياح أو السيارات الكهربائية أو استمرار توليد الكهرباء من الفحم، ولا بين من وُلدوا هنا أو من انتقلوا إلى هنا". وأردفت أن "الخط الفاصل في مجتمعنا هو بين من يقفون بأقدامهم على أرضية القانون الأساسي، وبين هؤلاء الذين يسعون إلى تقويض هذا القانون الأساسي– أي دستورنا– وبالتالي التعايش السلمي".
وحذرت بيربوك: "لا يمكننا المشاركة في هدم الحاجز، والاتجاه نحو اليمين المتطرف. فنحن نعرف من تاريخنا أن الجدار لا ينهار فجأة، بل إن الأمر يبدأ بثغرات وشقوق صغيرة". وكان البرلمان الألماني وافق في يناير/كانون الثاني الماضي على طلب لتشديد سياسة الهجرة مقدم من الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي المحافظ، وجاءت الموافقة بدعم من أصوات حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وتضمن الطلب القيام بإعادة طالبي اللجوء عند الحدود الألمانية من حيث جاءوا.
وتسبب هذا التصويت المشترك بين الاتحاد المسيحي المنتمي إلى تيار يمين الوسط والبديل المنتمي إلى تيار اليمين الشعبوي، في إثارة احتجاجات كبيرة قبل أسابيع قليلة من الانتخابات البرلمانية المبكرة المزمع إجراؤها يوم الأحد المقبل. وفي تعليقها على ذلك، أعربت بيربوك عن أسفها "لانحراف البوصلة قليلاً لدى البعض".
ويسود قلق حزبي في ألمانيا من حصول أشرعة التيار القومي المتشدد على "رياح ترامبية" عبر الأطلسي، ويشمل ذلك أنحاء أوروبية أخرى، خاصة بعدما أبدى أحد رجالات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثري إيلون ماسك، رغبة في نجاح "البديل من أجل ألمانيا". ومع أن كثيرين اتهموا ماسك بالتدخل في السياسات الحزبية الأوروبية، إلا أن تخبط العلاقة بين القارة وإدارة ترامب يعقد مسألة إبقاء جدار صد التطرف اليميني، وتحديداً بوجود تيارات أوروبية قومية متشددة أقرب إلى الأخير من السياسات التقليدية التي تقاد من طبقة سياسية راسخة في القارة العجوز.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)