بيدرسون يدعو مجلس الأمن إلى مساعدة سورية على "الخروج من ماضٍ مظلم"

21 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 22 أغسطس 2025 - 11:15 (توقيت القدس)
غير بيدرسون خلال مشاركته في منتدى أنطاليا بتركيا، 12 إبريل 2025 (أمين صنصار/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا المبعوث الأممي غير بيدرسون إلى تعزيز المساءلة وحماية المدنيين في سوريا، مشددًا على أهمية الانتقال إلى مستقبل أفضل، وناقش الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وذكرى هجوم الغوطة الكيميائي، والاشتباكات في السويداء، والانتهاكات الإسرائيلية.

- أشار بيدرسون إلى نزوح 186 ألف شخص بسبب الأحداث الأخيرة، مؤكدًا على أهمية نشر نتائج التحقيقات ومحاسبة الجناة، وضرورة الشفافية في العملية السياسية والانتخابات لضمان مشاركة جميع السوريين.

- تحدث توم فليتشير عن الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية لـ16 مليون سوري، داعيًا لتحسين الوصول وزيادة التمويل، ورحب برفع بعض العقوبات لفتح آفاق استثمارية جديدة.

حثّ المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، اليوم الخميس، مجلس الأمن على مضاعفة جهوده بخصوص المساءلة وحماية المدنيين في سورية، وكذا "تجديد التزامه مساعدة سورية على الخروج من ماضٍ مظلم نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً"، وذلك خلال إحاطته الشهرية التي تطرق فيها إلى الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وكذا الوضع في السويداء إثر الاشتباكات التي شهدتها الشهر الماضي، وتواصل الانتهاكات الإسرائيلية.

وفي بداية إحاطته، تطرق بيدرسون إلى "إحياء السوريين داخل البلاد وخارجها لذكرى هجوم الغوطة الكيميائي عام 2013"، معتبراً أنه "تذكيرٌ مؤلمٌ بمعاناة المدنيين السوريين، وبالانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي التي يجب ألا تتكرر". وبخصوص ما شهدته السويداء بالجنوب السوري من اشتباكات منتصف الشهر الماضي، قال إن "وقف إطلاق النار المتفق عليه في 19 يوليو/تموز يتعرض لضغوط، لكنه حتى الآن حال دون الانزلاق إلى صراع مفتوح"، مرحباً بتشكيل مجموعة عمل ثلاثية (الولايات المتحدة والأردن والسلطات السورية) لدعم وقف إطلاق النار. وشدد في الوقت ذاته على أنه على الرغم من ذلك "ما زلنا نشهد أعمالاً عدائية ومناوشات خطيرة على أطراف السويداء، وقد يتجدد العنف في أي لحظة". وعبّر عن خشيته من أن "يظل وقف إطلاق النار هشًا بمثابة هدنة مؤقتة بدلاً من أن يكون أساساً لاستقرار دائم، خصوصاً في ظل غياب تدابير ملموسة وملزمة أكثر، بما في ذلك بناء الثقة".

وفي ما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية، تحدث بيدرسون عن "تراجع في عدد الغارات الجوية الإسرائيلية عقب وقف إطلاق النار الأخير، في الوقت الذي استمرت فيه العمليات البرية للجيش الإسرائيلي في جنوب غرب سورية"، ووصف ذلك بـ"غير المقبول"، مشدداً "على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها، وهو ما يُؤكّده التزام اتفاقية فك الاشتباك لعام 1947". ورحب بالاجتماع على المستوى الوزاري بين سورية وإسرائيل في باريس هذا الأسبوع، معتبراً أن "هناك مجالاً واضحاً لمعالجة القضايا دبلوماسياً ودون مزيد من المواجهة".

وتوقف المبعوث الأممي كذلك عند نزوح أكثر من 186 ألف شخص من السويداء ودرعا وريف دمشق وخارجها، بسبب الأحداث التي شهدتها تلك المناطق. وأضاف: "يعيش الكثيرون في ظروف محفوفة بالمخاطر، مع أضرار جسيمة في البنية التحتية تُفاقم محنتهم. لا يزال الوصول التجاري والإنساني إلى السويداء صعباً للغاية، وغالباً ما يكون مُعطّلاً، مع إغلاق دوري للطرق وانعدام الأمن في نقاط التماس". وأخذ بالاعتبار رد "السلطات المؤقتة على أحداث السويداء، بما في ذلك بيان إدانة بعد ظهور لقطات تُظهر إعدام رجل أعزل يرتدي زياً طبياً في مستشفى السويداء الوطني. كذلك أعلنت وزارة العدل المؤقتة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق مكلفة التحقيق في الانتهاكات المرتكبة في السويداء". وشدد على "ضرورة نشر النتائج ومحاسبة جميع الجناة، بغض النظر عن انتماءاتهم. تُؤكد هذه الأحداث الحاجة المُلحة لقوات الأمن التابعة للسلطات المؤقتة لإثبات أنها تعمل فقط لحماية جميع السوريين ولا تُشكل تهديداً".

وتطرق بيدرسون في إحاطته إلى "العملية السياسية الشاملة التي يقودها السوريون وتستند إلى المبادئ الأساسية المدرجة في القرار 2254. وأشار إلى المرسوم الصادر هذا الأسبوع، الذي يرسم الأطر لإجراء انتخابات غير مباشرة لاختيار ثلثي أعضاء مجلس الشعب المؤقت". وأردف في هذا السياق: "يواصل مكتبي العمل مع اللجنة العليا للانتخابات، وننتظر الآن تأكيد الجدول الزمني وتوزيع المقاعد على المحافظات. وأُكرر توصيتي السابقة: يتطلب نجاح هذه العملية اتخاذ تدابير تضمن الشفافية والانفتاح، وتُشرك فيها جميع الفئات السورية الرئيسية -وليس فقط الأفراد الموثوق بهم- ناخبين ومرشحين، مع مشاركة متساوية وواضحة للمرأة. نُدرك أن هذا يُمثل تحدياً كبيراً في المناطق التي لا تزال تشهد نزاعات مع السلطات المركزية. ولكن أي شيء أقل من ذلك من شأنه أن يُرسخ الشكوك والخلافات".

فليتشير: 16 مليوناً في سورية بحاجة إلى مساعدات

من ناحية، تحدث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشير، عن حاجة قطاعات واسعة من السوريين لمساعدات إنسانية. وأضاف: "في جميع أنحاء سورية، لا يزال 16 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية... وعلى الرغم من صمود وقف إطلاق النار في السويداء، إلى حد كبير، تستمر الاشتباكات المتقطعة". وتوقف عند نزوح أكثر من 186 ألف سوري بسبب الأحداث الأخيرة وضرورة استمرار "تقديم المساعدات العاجلة من الغذاء والرعاية الصحية والمأوى والمياه النظيفة والوقود، وترميم البنية التحتية للمياه والكهرباء والتعليم". وحذر من أنه في عدد من المناطق "يفوق عدد النازحين عدد السكان المحليين".

وأشار فليتشير إلى إغلاق عدد كبير من الطرق، مشدداً على ضرورة "تحسين الوصول الإنساني والتجاري. والأهم من ذلك كله، نحن بحاجة إلى الأمان. تعرضت قوافل المساعدات لإطلاق نار هذا الشهر. وتعرضت المرافق الصحية والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف لهجمات". وأشار إلى توصله إلى اتفاق "مع السلطات المؤقتة على تمديد عمليات المساعدات عبر الحدود من تركيا، حيث نعمل على استيراد المزيد من الإمدادات الإنسانية تجارياً". وأشار إلى أن المعابر اللبنانية والأردنية مفتوحة وتعمل مع وجود محادثات لتوسيع فترة عملها لتكون على مدار الساعة.

وشدد فليتشير على ضرورة زيادة التمويل لصندوق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية، قائلاً: "من دون المزيد من التمويل، لن نتمكن من مواصلة هذه الجهود الحيوية، فضلاً عن توسيع نطاقها لتشمل المزيد من المحتاجين. تم تمويل ندائنا الإنساني لعام 2025 بنسبة 14 بالمئة فقط". وتوقع أن يؤدي "خفض المساعدات إلى خفض أعداد الموظفين العاملين في المجال الإنساني بنسبة 40 بالمئة على الأقل، وستكون المنظمات غير الحكومية الأكثر تضرراً. كذلك علقت 16 بالمئة من المرافق الصحية أو قلّصت قدرتها التشغيلية بسبب خفض نسبة التمويل". وختم بالترحيب برفع جزء من العقوبات التي كانت مفروضة على سورية من قِبَل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وشدد على أن ذلك "يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار الحيوي ويُقلّل الاحتياجات الإنسانية. لكن تأثير ذلك سيستغرق وقتاً".

المساهمون