بيدرسون إلى دمشق وتلميحات بمسؤولية النظام عن تعطيل اللجنة الدستورية

بيدرسون إلى دمشق وتلميحات روسية بمسؤولية النظام السوري عن تعطيل اللجنة الدستورية

19 فبراير 2021
سيواصل بيدرسون في دمشق المشاورات بشأن عمل اللجنة الدستورية(فرانس برس)
+ الخط -

أنهى المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون زيارة إلى موسكو، ومن المتوقع أن يزور العاصمة السورية دمشق في إطار محاولاته إنعاش أعمال اللجنة الدستورية السورية، وسط مؤشرات عن ضغوط روسية على النظام السوري لتحريك المفاوضات في هذا الملف، الذي يراوح مكانه بعد عقد خمس جولات تفاوضية، ما يهدد بتوقف هذا المسار بشكل نهائي، وفق تحذيرات من أطراف مختلفة.

وقالت وسائل إعلام روسية، إن بيدرسون بحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الخميس مجموعة قضايا حول سورية، لكنهما ركزا على عمل اللجنة الدستورية، وفق بيان صادر عن الخارجية الروسية.

والثلاثاء الماضي أعلن بيدرسون خلال مشاركته في اجتماع أستانة، أنه سيتوجه بعد موسكو إلى دمشق لمواصلة المشاورات بشأن عمل اللجنة الدستورية، وقال "أنا أنتظر بفارغ الصبر هذه المباحثات".

ويأتي هذا التحرك عقب تعطيل النظام عمل الجولة الخامسة للجنة الدستورية بين 25 و29 الشهر الماضي، بعد أربع جولات مماثلة، ما هدد استمرارية اللجنة والمسار الأممي للأزمة السورية.

في غضون ذلك، صدرت تلميحات روسية بإلقاء اللوم على النظام السوري بشأن تعطيل أعمال اللجنة الدستورية، وذلك على لسان ألكسندر لافرينتيف، المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سورية.

صدرت تلميحات روسية بإلقاء اللوم على النظام السوري بشأن تعطيل أعمال اللجنة الدستورية

وقال لافرينتيف في إجابته عن أسئلة لوكالة "تاس" الروسية "إن موسكو ترى أنه حان الوقت فعلاً للعمل الدستوري". وحذر من عواقب فكرة "عملية دستورية بديلة في دمشق"، قال إنها لن تحظى بقبول دولي.

وأضاف لافرينتيف الذي ينوي أيضا زيارة العاصمة السورية دمشق إن "العلاقة طيبة بشكل عام مع دمشق، ونحن نوجه لهم نصائح فقط حول ما يمكن فعله"، في إشارة منه إلى رفض الاتهامات التي توجه لروسيا بالمسؤولية عن تعنت النظام السوري في مفاوضات اللجنة الدستورية.

 وأضاف "هناك حديث بأن روسيا موجودة في سورية، وهذا يعني أن لديها كل أدوات التأثير على دمشق، وعليها أن تصدر التعليمات، وعلى السوريين أن ينفذوا هذا كله، لكن هذه النظرة ليست صحيحة وأن كل ما يمكننا فعله في الواقع أن ننصحهم ونقدم لهم توصيات ما، والقرار يجب أن تتخذه الحكومة السورية".

كما لم يحمل المسؤول الروسي كما العادة سابقا، المعارضة السورية مسؤولية عرقلة عمل اللجنة الدستورية، محملا النظام بشكل مبطن. وقال إن "حجر العثرة هو أنه من وجهة نظر السوريين، من وجهة نظر دمشق، لا بد من التوصل في البداية إلى فهم للمبادئ الوطنية الأساسية، مثل السيادة ووحدة الأراضي، وعلى الأرجح، حان الوقت للانتقال إلى مناقشة فقرات محددة من الدستور، كيف ترى الحكومة ذلك، وكيف ترى المعارضة، ولا أرى أي تهديد في أن يجري هذا النقاش"، في إشارة منه إلى مخاوف النظام من أن الانخراط في هذا المسار سيقود في النهاية إلى إطاحته.

 ورأى لافرينتيف أنه "لا بديل عن عملية المفاوضات حول الدستور في جنيف، لأنه إذا فشلت هذه العملية، وإذا امتنع المجتمع الدولي عن دعمها، لن يبقى مخرج بديل أمام الحكومة السورية، سوى تنظيم العمل حول الإصلاحات الدستورية على الأراضي الخاضعة لسيطرتها، لكن من الطبيعي أن هذا لن يلاقي قبول المجتمع الدولي، ودول محددة. ستستمر المواجهة. وهذا لا يصب في خدمة أحد".

وأضاف أنه "إذا رأى بيدرسون استعداداً لدى دمشق، وإذا تمكن من التوافق على آليات العمل، فإنه سيعلن، لا شك، عن موعد الجلسة المقبلة في أقرب وقت" مشيرا إلى أنه "أجرى محادثات مفيدة جداً ومطولة مع بيدرسون في سوتشي حول عمل الدستورية، وأن هناك تطورات إيجابية"، لكنه رفض الكشف عنها.

 وكان الرئيس المشترك لوفد المعارضة في اللجنة الدستورية، هادي البحرة، قال أمس لـ"العربي الجديد"، إن النظام "ما زال النظام يقف حجر عثرة بوجه تطبيق قرارات مجلس الأمن 2254(2015) و2118(2013) متضمناً بيان جنيف. كما أن الانقسام في المواقف ضمن مجلس الأمن وعدم وجود توافق دولي يجعل من إمكانية إصدار أي قرار جديد يضع آليات ملزمة لتنفيذ تلك القرارات، مهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة".

إلى ذلك، عينت وزارة الخارجية الأميركية، الدبلوماسية إيمي كترونا، ممثلة خاصة بالإنابة لشؤون سورية.

وذكرت السفارة الأميركية في دمشق، عبر "تويتر" أمس الخميس أن "نائبة مساعد الوزير كترونا تتمتع بخبرة واسعة في دعم الدبلوماسية الأميركية في المنطقة".

 وكان الدبلوماسي الأميركي جيمس جيفري مسؤولًا عن الملف السوري، في إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب.

وقدم جيفري استقالته، في نوفمبر الماضي من منصب المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية ومبعوث بلاده إلى "التحالف الدولي"، قبيل أيام من تقاعده، بحسب ما قاله وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو.

وبعد استقالة جيفري، تسلم جويل ريبورن القائم بأعمال المبعوث الأميركي إلى "التحالف الدولي" والمسؤول عن الملف السوري، حتى ترك منصبه قبل أيام من تسلم إدارة بايدن مهامها في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.

 

المساهمون