استمع إلى الملخص
- ركزت صحيفة فزغلياد على دور تركيا في الأحداث، متسائلة عن إمكانية عودة الإمبراطورية العثمانية، ووصفت سوريا كنموذج لكيان ما بعد الاستعمار، مشيرة إلى ضرورة التفاوض مع المتمردين السوريين.
- التزم الكرملين الصمت بشأن سقوط الأسد، بينما أكدت وزارة الخارجية الروسية استمرار التواصل مع المعارضة المسلحة، مع تقارير عن وصول الأسد إلى موسكو وحصوله على حق اللجوء.
هيمن إسقاط نظام بشار الأسد في سورية على عناوين الصحافة الروسية الصادرة اليوم الاثنين، مع التركيز على العوامل التي أدت إلى انهيار النظام بهذه السرعة، ومستقبل الوجودين الروسي والتركي في المنطقة، ودلالات الأحداث في سورية في سياق أوسع مع تطورات الحرب الروسية الأوكرانية.
وخصصت صحيفة كوميرسانت صفحتها الأولى لتقرير بعنوان "سورية خرجت بصدمة. روسيا تخسر أهم حلفائها في الشرق الأوسط" تناول هشاشة النظام السوري الذي انهار وكأنه "بيت من ورق" تحت ضربات قوات المعارضة وهروب الأسد من دمشق بعد عزوف الجيش عن التصدي للفصائل المسلحة.
وحذرت الصحيفة من أن إسقاط الأسد بالتزامن مع ذروة النزاع الأوكراني ينذر بفتح جبهة جديدة ضد روسيا، معتبرة في الوقت نفسه أن استمرار الوجود العسكري في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية في الساحل السوري يصبح في آن معاً عامل قلق لروسيا وأداة بين يديها للمساومات المستقبلية مع المعارضة المسلحة.
وخصصت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا هي الأخرى مقالتها الافتتاحية لتناول الأحداث في سورية تحت عنوان "سقوط دمشق الأسد"، لافتة فيها إلى أن "الحكومة السورية التي صمدت طوال الـ13 عاماً من الحرب الأهلية، انهارت تحت وطأة تقدم الفصائل المسلحة خلال أقل من أسبوعين".
واعتبرت الصحيفة أن "الضربة بالنظام السياسي القائم منذ انقلاب 1966 باتت ممكنة نتيجة لتعزيز القدرات العسكرية للمجموعات الموالية لتركيا في السنوات الأخيرة، والأزمة في تموين جيش الأسد جراء العقوبات، والعملية الإسرائيلية ضد حزب الله اللبناني الموالي لإيران".
وأعربت الصحيفة عن "الدهشة" من السرعة التي انهارت بها سلطة حزب البعث العربي الاشتراكي، مذكرة بأن الأسد كان يعتبر نفسه منتصراً في الحرب إلى الحد أنه رفض التفاوض مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ما لم تغادر القوات التركية مناطق الشمال السوري.
أما صحيفة فزغلياد الإلكترونية الموالية للكرملين، فنشرت مقالاً بعنوان "شبح الإمبراطورية العثمانية يعود إلى سورية" قالت فيه إن "المتمردين السوريين الذين اعتدنا على تسميتهم إرهابيين ومسلحين دخلوا إلى دمشق"، مقرة بأن دبلوماسيي كل الأطراف المعنية سيضطرون إلى الحديث معهم قريباً.
واعتبرت الصحيفة أن "تركيا أتاتورك الذي وجد بعد الحرب العالمية الأولى مخرجاً في إقامة دولة قومية ونقل عاصمتها من إسطنبول إلى عمق آسيا الصغرى في أنقرة تصبح جزءاً من الماضي"، متسائلة: "هل تعود الإمبراطورية العثمانية؟".
ووصف كاتب المقال سورية اليوم بأنها "نموذج لكيان ما بعد الاستعمار"، مذكراً بفرض الانتداب الفرنسي على أراضي سورية الكبرى في عام 1922 وتقسيمها إلى سورية ولبنان في عام 1926، إلى أن قرر الرئيس الفرنسي الراحل، شارل ديغول، منح الاستقلال لسورية في عام 1941 مع تأجيل تفعيله لحين انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945.
وعلى صعيد رسمي، لا يزال الكرملين يلتزم الصمت من دون إبداء أي تعليق على سقوط الأسد، بينما اكتفت وزارة الخارجية الروسية بإصدار بيان مقتضب أمس الأحد، أقرت فيه بفرار الأسد من سورية مع تأكيد تواصلها مع كل فصائل المعارضة واستمرار وجود العسكريين الروس في قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية في الساحل السوري مع رفع جاهزيتهما القتالية، وفق البيان.
وفي وقت لاحق من مساء أمس، نقلت وكالات إعلام روسية عن مصادر في الكرملين قولها إن الأسد وصل إلى موسكو وحصل على حق اللجوء له ولأفراد عائلته لـ"دواع إنسانية"، مؤكدة في الوقت نفسه إجراء اتصالات مع ممثلي فصائل المعارضة المسلحة الذين وعدوا بسلامة القواعد العسكرية والمباني الدبلوماسية الروسية على أراضي الجمهورية، بحسب المصادر.